رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

استنتاجات متعجلة!


تطبيقا للقاعدة التي رددها مصريون درسوا في روسيا، والتي تقول من لم يأكل آيس كريم روسى وحلويات روسية ولم يستقل المترو فيها فهو لم يزر موسكو، فقد قمت بذلك كله!


ولعل مترو موسكو لم يطرأ على حاله تغير، سواء من الانتظام وجمال معظم محطاته وتذكرته الموحدة، وإقبال المواطنين الروس عليه، سوى ما لاحظته من انخفاض عدد من يقرأون كتبا في عرباته كما كان الحال من قبل في سنوات خلت.. بينما حل مكان القراءة في المترو التي كان يشتهر بها الروس والفرنسيون عادة الانشغال بمتابعة شاشات التليفون الصغيرة، وما تحمله من أخبار ووقائع ودردشة اجتماعية.. الأعداد من الركاب في شتى الأعمار منصبون على متابعة تليفوناتهم وما تقدمه لهم أو لهن.

وعلى الفور استنتجت أن عادة القراءة التي كان يتسم بها الروس تتقلص وتتراجع.. غير أننى عندما زرت مكتبة موسكو الشهيرة فاجأنى الإقبال عليها من المواطنين والمواطنات الروس مع الأجانب.. وقد لاحظت أن الأغلب الأعم من المقبلين على المكتبة يبغون شراء الكتب.. فإن حركة البيع والشراء لا تقتصر فقط على الأشياء الأخرى التي تباع في المكتبة مثل الهدايا التذكارية الروسية، وإنما عملية البيع والشراء تتركز أساسا على الكتب، أمهات الكتب القديمة والكتب الحديثة أيضا.. وهناك باعة بارعون في البيع وتلبية طلبات الشراء للزبائن.

وهكذا التعجل في الاستنتاج أمر ليس من الصواب، بل أنه يجعلنا احيانا أن نستخلص نتائج خاطئة وغير سليمة، مثلما هو الحال عندما يتسرع البعض ليقرر أن المجتمع المصرى صار طابعه الأساسى هو العنف لوقوع بعض حوادث العنف فيه، أو يتسرع آخرون ليضيفوا طابعا سياسيا على حالة أو بعض حالات الانتحار لبعض الشباب، واستنتاج أن مجتمعنا أضحى يعانى من خلل كبير.
Advertisements
الجريدة الرسمية