رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"تميم" و"أردوغان".. وسر العلاقة


يخطئ من لا يرى ثمة علاقة تقارب بين الأمير "تميم بن حمد" أمير قطر، الباحث عن دور له ولو على حساب إخوانه وأشقائه في دول الخليج والوطن العربي، والسلطان الحالم بعودة عصر العثمانيين الرئيس التركي الحالي "رجب طيب أردوغان"، فالرجلان يمتلكان نفس الخطط والحيل الدفاعية، بل ويمتلكان أيضا نفس الأساليب..


فإذا كانت قطر تلجأ لأردوغان والأتراك لتستقوي بهم على العرب والخليجيين، فإن تركيا ترغب في الانسلاخ عن محيطها الأسيوي واللحاق بالركب الأوروبي، وإذا كانت إمارة قطر قد بنيت على الانقلابات والمؤامرات داخل القصر الأميري وخارجه، فإن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قد انقلب على معلمه "نجم الدين أربكان" وصديقه "عبدالله جول" والداعية الإسلامي "عبدالله كولن"، ولم يكتف بالانقلاب عليهم فقط بل راح يدبر لهم المكائد والجرائم، التي قد تنتهي بأحدهم إلى الإعدام بتهمة الخيانة العظمى، كما في حالة "كولن"..

ولم يكتفِ بذلك بل راح يطالب الجميع بمساعدته للتخلص من خصومه، وهو نفس ما فعله ويفعله أمير قطر مع المعارضين له من أبناء عمومته، حيث يفتح أبواب السجون أمامهم ويحرمهم من أبسط حقوقهم الآدمية حال انتقده أحدهم.

الأمير "تميم" والرئيس "أردوغان" يسعى كل منهما لعقد تحالف مع الآخر، بحيث يأخذ كل منهما من الآخر مبتغاه، فـ"أردوغان" يسعى للحصول على دور أكبر، والدخول مع الدول الكبرى التي تملك قواعد عسكرية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث تمتلك تركيا قاعدة في قطر، تمنحها إطلالة على الخليج العربي، كما تملك قاعدة في دول أفريقية مطلة على البحر الأحمر، بينما استغل "تميم" حاجة تركيا للأموال، وراح يدفع لها مقابل الوجود العسكري ليظهر وكأنه السيد المطاع، وهو الأمر الذي يبدو أنه يرضي غرور الأمير.

"تميم" و"أردوغان" هدفهما واحد، الأول يريد أن يصنع لنفسه مجدا شخصيا على حساب هدم الدول العربية وتفتيتها حتى تصبح الدوحة هي الدولة العربية الأكبر في المنطقة، بينما يسعى "رجب طيب أردوغان" لإحياء وإعادة احتلال تركيا للعالم الإسلامي.

التوافق الأيديولوجي بين قطر وتركيا وتنظيم الإخوان الإرهابي هو أيضا أحد أسرار العلاقة بينهم، وهو محرك أساسي، حيث تسعى تركيا إلى انتهاز كل موقف لتمرير أجندتها الخاصة؛ محاولةً إحياء هذا العصر المنتهي، بينما تسعى قطر لمساعدة جماعة الإخوان والجماعات المتشددة من أجل خلق أتباع لها في الدول العربية يأتمرون بأمرها، من أجل إثبات هيمنة وقدرة قطر على إدارة المنطقة وقيادتها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الأمر بل إن قطر وتركيا تلعبان دورا كبيرا فيما يحدث في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
Advertisements
الجريدة الرسمية