رئيس التحرير
عصام كامل

"الباب المغلق".. وجهود الرئيس !


هو باحث يستعد للانتهاء من إعداد رسائل وأبحاث علمية بعد حصوله على الدكتوراة في القانون.. شاءت الأقدار أن يتزوج من قريبته التي لم تنل حظا من التعليم.. فارق الثقافة سبب في اتساع مسافة التفاهم بينهما.. لذلك لا تتوقف سخريته منها.. من مصطلحاتها.. من وعيها البسيط.. من فهمها المتواضع للأمور.. بما فيها عدم قدرتها على مشاهدة الأفلام الأجنبية لعدم قدرتها على قراءة الترجمة! وفشلت كل محاولاتها لإرضائه بما فيها ابتلاع الإهانات والصمت عليها والصبر عليه!!


يهمل بيته وزوجته ويرتبط بفتاة أخرى يري أنها الأنسب لمكانته الحالية التي بلغها رغم محاولات زوجته الدائمة لإرضائه.. وكانت شكوكها صحيحة.. حتى أن الهاتف لا يتوقف عن الرنين ولا يرد إلا إذا رد هو.. لا هي ولا الخادمة.. مما أكد ما بلغها من إشاعات حول علاقة زوجها بأخري..

ذات مرة يزورهم بغير موعد ابن خالتها "شوقي".. الزوج ليس بالبيت وتطلب من الخادمة أن تصنع القهوة.. يلمح حزنها وأنها مهمومة فيطلب منها أن تحكي له فهو قريبهما معا، وليس غريبا ويحاول تهدئتها وأنها متسرعة في الغضب من زوجها بغير دليل.. ويعطيها بعض النصائح.. ويستأّن بالانصراف ليذهب إلى مدرسته المسائية التي عمل بها لمحو الأمية!

رغم قرابتهم جميعا إلا أن الزوج يغضب بعد عودته من استقبال زوجته لابن خالتها في غيابه.. وتحاول إقناعه أنه قريبه وصديقه دون فائدة!

تمر الأيام ويتكرر غيابها خارج المنزل وتتفق مع الخادمة على أسباب ومبررات مختلفة لغيابها.. لكنه يكتشف كذب الخادمة.. يتسبب ذلك في مشاجرات زوجية عديدة حتى يبلغه أحدهم أن زوجته تلتقي "شوقي" ابن خالتها خارج المنزل! فيذهب إليه منفعلا في مدرسته المسائية.. يقتحم الفصل أثناء الدرس مهددا "شوقي" ومتوعدا إياه إن لم يبتعد عن زوجته.. يندهش "شوقي" من الاتهام ويحاول إقناع "نبيل" أن زوجته أخلص سيدة في العالم.. ويطلب منه أن يسير معه عدة خطوات.. ويطلب منه النظر من شباك الفصل المجاور ليفاجأ "نبيل" أن زوجته من بين الدارسات في الفصل، وأن خروجها كان للتعلم لتتثقف وترضيه بأي ثمن!

يطلب منه "شوقي" أن يقوم بتحية زوجته واستقبالها باحترام يعوضها قسوته السابقة ومعايراته الدائمة لها.. ويفعل ذلك فعلا ويعودان للمنزل بعد إقراره أنه فخور بها!

القصة السابقة موضوع السهرة التليفزيونية التي كتبها في الستينيات المؤلف "محمود صبحي" وأخرجها "محمود يوسف".. وقامت ببطولتها "سميحة أيوب" مع "عمر الحريري" و"كمال يس" وآخرين.. سهرة إذاعية تناقش مشكلة مزمنة وقتها.. وتدعو إلى عدم الظن السيئ بين الأزواج.. وتدعو للتعليم والتخلص من الأمية وهي أزمة وقتها، ويصبح "الباب المغلق" مفتوحا على مصراعيه للعلم والتعليم.. وذلك في قالب درامي مقنع ومقبول من نجوم محبوبة ولهم تأثيرهم!

نقول ذلك في وقت يبحث رئيس الجمهورية فيه بأي طريقة عن حلول لمشكلات الأسرة المصرية وأولها الطلاق.. بينما عشرات البرامج تحرض علنا ليل نهار على الطلاق، وتحرض النساء على أزواجهم والعكس، وأن اقترب منهم أحد اتهموه بالقمع والديكتاتورية والتضييق على الإعلام وحرية الرأي! والنتيجة أن يكون الرئيس في جانب وبعض وسائل الإعلام قي جانب آخر!
ولا تعليق!
الجريدة الرسمية