رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"اخرسى يا شيرين".. تعلموا من الرياض


أتابع فعاليات "موسم الرياض" بالسعودية، وما يرافقها من جهد تنظيمي ومواكبة إعلامية، من أجل التسويق للعاصمة السعودية كوجهة سياحية عالمية واعدة، ولأن الجهد صادق والهدف وطني خالص أتت الثمار سريعا، وتحقق أكثر مما كانوا يطمحون، ما جعل ولي العهد "محمد بن سلمان" يأمر بتمديد فترة "موسم الرياض" لاستثمار النجاح، خصوصا أنه استقطب في شهره الأول أكثر من 7.5 مليون زائر، وهو يزيد على المتوقع من الموسم كله.


"موسم الرياض" أحد أكبر مهرجانات مواسم السعودية الـ11، التي أُطلقت على مستوى المملكة، بدءًا من العام 2019، وتزيد عدد فعالياته على 100 فعالية قبل التمديد حتى نهاية يناير المقبل.

احتفى "موسم الرياض" بنخبة من نجوم الفن السعودي، فأطلق اسمي "محمد عبده" و"أبو بكر سالم" على مسرحين، وأقام حتى الآن ليالي غنائية تكريمية لأمراء من آل سعود لهم بصمات في الشعر الغنائي والألحان، منهم "بدر بن عبدالمحسن"، "عبدالرحمن بن مساعد"، و"سهم"، شارك في إحياء كل منها نخبة من أبرز المطربين، كما نجح في إعادة "ناصر القصبي" إلى المسرح بعد غياب 30 عامًا، واستقطبت الأنشطة أسماء لامعة من المصريين والخليجيين والعرب كما الأجانب، في حفلات وعروض مسرحية وترفيهية عدة، ومع التسويق المميز نفدت تذاكر غالبية الفعاليات عادت على خزينة الدولة بإيرادات غير متوقعة.

وسط نجاح "موسم الرياض" وغيره من مهرجانات السعودية، تذكرت كيف فشلت حكومتنا في استغلال حفل "جنيفر لوبيز" في الترويج لمصر سياحيًا، ونحن نمتلك أهم آثار العالم، وبينما كان هم مصلحة الضرائب تحصيل نسبتها من الشركة المنظمة للحفل، وهي الأعلى في تاريخ الحفلات الغنائية في تاريخ البلد، اكتفت مجموعة من الوزيرات بنشر صورهن من حفل النجمة اللاتينية، دون أن تفكر إحداهن في الاتفاق معها على زيارة معالم مصر السياحية، أو على الأقل نشر صور من حفلها في "العلمين" عبر حساباتها في "السوشيال ميديا"، التي يتابعها عشرات الملايين، مثلما فعلت في حفلات إسرائيل، روسيا، تركيا وغيرها الكثير. لكن لم يهتم أحد من حكومتنا إلا في متعته الشخصية للأسف، وهذا هو الفرق بين النجاح المتتالي في السعودية، والإخفاق الدائم في مصر.

بالعودة إلى "موسم الرياض" فهو لم يخل من سلبيات، لكنها لم تكن تنظيمية أو ترويجية، بل نتيجة غباء ورعونة نجوم الأمسيات، وفي مقدمتهم كالعادة "شيرين عبدالوهاب"، التي أغضبت السعوديات بعد كلمة جدلية لا لزوم لها باتت سمة إطلالتها، إذ دعت النساء لسماع كلام الرجال، في بلد تكافح نساؤه للتخلص من وصاية وولاية الرجال عليهن، في جميع مناحي الحياة.

شهد الحفل حضورا معجبا سويسريا بـ"شيرين" اعتلى المسرح واعتبرها فنانته المفضلة، فقامت بتقبيل يده أمام الجمهور كله. ثم توقفت "شيرين" عن الغناء، داعية النساء إلى الاستسلام والخضوع للرجال وقالت: "طالما منقدرش نستغنى عن الراجل في حياتنا نبقى نسمع كلامه أحسن، خلاص نرفع له الراية البيضا".

وبدا أن "شيرين" تمزح، إذ تلى كلامها إحدى الأغنيات، لتعلق مبتسمة في صيغة سؤال للحضور النسائي، وما إذا كنَّ يتفقن مع رؤيتها. لكن رأي "شيرين" انقلب عليها، ومن مسرح الحفل هاجمتها السعوديات في "تويتر" عبر هاشتاغ "اخرسي يا شيرين"، الذي تصدر "الترند السعودي"، حتى اليوم التالي بعد تفاعل شرائح واسعة من المجتمع بالتغريد.

كتبت مغردة غاضبة: "جاية تعلم بناتنا الخضوع والخنوع ويسمعون كلام أي أحد لأنه ذكر!.. سواد وجهها تعدى جميع المنافقات صراحة!.. قاطعوها خلوها تغني وتنطم".

وغردت ثانية: "شيرين على كثر حفلاتها بالعالم العربي ما قالت هالكلام إلا بالسعودية، مع انها عارفة المشكلات إللي صايرة عندنا بسبب ولاية الرجل، بمعنى ثاني إهي تدور المشكلات لنفسها!".

وأشارت ثالثة إلى جدل تسببه "شيرين" بكلامها غير المسئول على المسرح، ثم تعتذر بعد ذلك، وكتبت: "مسكينة شيرين مفروض تغني وتمشي، دايم إذا سولفت تجيب النكبة لنفسها".

بينما أبدى رجل إعجابه برأي "شيرين": "قالت هذا الكلام في الرياض وقدام النسويات اللي يحاربون الرجل باعتقادهن يعيشون بدونه.. "شيرين" دخلت قلب كل سعودي".

كان يفترض بـ"شيرين" إدراك أن السعوديات خضن وما زلن طوال سنوات حملات كثيرة للمطالبة بمنحهن حقوقًا تتمتع بها النساء في غالبية البلدان العربية والإسلامية، ومساواتهن بالرجال، وسط اعتراض كثير من الرجال، وحدث ما يشبه الصراع الفكري بين الجنسين حول مشروعية المطالب النسائية واتفاقها مع الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد المحافظة في المملكة. لكن يبدو أنه لا فائدة من "شيرين"!!.

لا يختلف مغني الراب الأمريكي راسل فيتالي "روس"، كثيرا عن "شيرين"، فهو لم يميز بين حفلات يحييها في الخارج، وحفل في بلد محافظ كالسعودية، وخلال غنائه في حفل صاخب بمنطقة البوليفارد في الرياض، لوح مرارا بـ "حمالة صدر" نسائية للجمهور، كما اعتاد أن يفعل في حفلاته حول العالم.

تصرف "روس" أغضب الجمهور، خصوصا أنه حاول إعطاء "حمالة الصدر" لأحد الحاضرين، لكن الجميع امتنع عن تلقى الهدية، التي طغت على الحفل ذاته فور انتهائه، ورغم الشعبية التي يحظى بها "روس" كما ظهر من تفاعل الجمهور معه أثناء الغناء، إلا أن تصرفه الأرعن أثار استياء واسعًا، ترجم في تغريدات حلت "ترند" أيضا عبر "تويتر"، وهيمن الحديث عن "حمالة الصدر" والطريقة التي تصرف بها المغني الأمريكي، لأنه لم يحترم عادات وتقاليد البلد المحافظ.
Advertisements
الجريدة الرسمية