رئيس التحرير
عصام كامل

اقتل مديرك.. وابتسم


كنت أظن حتى وقت قريب أن بعض المديرين سيئون، إلى أن اكتشفت أن وجودك في موقع الإدارة يجعلك –غالبا– سيئا، فالمسئولية تضع على الناس عبئا يجعلهم يعيشون طوال الوقت في وساوس، ما يدفعهم لتصفية من حولهم معنويا، خاصة الواعدين من الموظفين، للحفاظ على مناصبهم لأطول فترة ممكنة..


ويمكن أن نطلق على هذه المخاوف «متلازمة الكرسي».

ويعزز هذه الفكرة أن من يتبوأ مكانة في أيامنا هذه، هو حتما غير أهل لها، وقد وصل لها إما بالمحسوبية والواسطة، أو لقدرته على تقديم وصلات التطبيل للكبار دون انقطاع.. وبتلذذ.

قد تقول إنني متشائم أو متحامل على المديرين –بشكل عام– لكنني أقسم لك يا صديقي أن هذه حقيقة معظم من يشغلون مناصب قيادية، ويعمل تحت أمرتهم صفوف الغلابة من موظفين ومستخدمين.. لكن انتظر، لا يمكننا التعميم باستخدام كلمة غلابة فبين هؤلاء الموظفين والمستخدمين من سيصبح في الغد مديرا، فقط لأنه يجيد التطبيل والتهليل ومسح الجوخ..

ابحث حولك، سترى أن مديرك لا يتمتع بأي خبرات عملية تجعله أهلا للمنصب، إلا إذا اعتبرنا أن قدرته على نقل كلام زملائه وأخبارهم إلى من يعلوه منصبا «مهارة» تصلح لأن تذكر في السيرة الذاتية، أو أن نفاقه المتجدد، مثل باقة إنترنت بلا حدود، مهارة أخرى تدعم موقف صاحبها.. أو ربما ما يقدمه هذا المدير من خدمات –غير أخلاقية– لمديره ميزة أخرى يتباهى بها صاحبها وتعزز مكانه ومكانته!!

دقق جيدا في محيط عملك ستجد كل هذه القدرات أو ربما بعضها في مديرك، الذي يصرخ فيك ليل نهار معنفا وموبخا، بينما هو لا يستطيع أن يقوم بعملك لأنه ببساطة شخص يفتقر لأبسط متطلبات وظيفته، في زمن لم يعد فيه للكفاءة والاجتهاد مكان..

أظن أنني أعطيتك جرعة كافية من الكآبة، والآن حان الوقت كي نفكر سويا كيف يمكنك أن تقتل مديرك دون أن تلوث يديك بدمائه..

بما أننا افترضنا أن المديرين في زماننا هذا ليس لديهم كفاءة، فهذا يعني أنهم من ذلك النوع «المطفي» الذي يكره وجود اللامعين حولهم، لهذا اجتهد واعمل كل ما في وسعك لتحسين قدراتك في العمل.. اجعله يشعر بضآلة حجمه إلى جوارك..

المدير السيئ يبحث دائما عن أخطاء الموظف، كي يتسلى بتوبيخه، لذلك احرص على أن تقلل أخطاءك، إن لم تنجح في أن تتجنبها تماما.

لا تظهر غضبا أمام مديرك حتى إن وقع عليك جزاء، فهو غالبا يجازيك كي يرى في عينيك الضعف والضجر، لكنك إن تجنبت ذلك فسترتد سهامه إلى صدره، وربما يموت كمدا بسبب فشله في مهمته.

لا تستعطف مديرك أبدا من أجل منحة أو زيادة أو للحصول على أي امتياز، فهؤلاء الأوغاد يريدون أن يشعروا بأهميتهم وبسلطانهم حين يرونك في موقف ضعف..

لا تجامل مديرك، كن حادا وقل له حقيقته في عينيه، لكن بأدب.. أعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة.. لكن صدقني ستجد الطريقة المهذبة التي تخبره بها أنه عديم الأهمية..

أشعره بغبائه وقلة حيلته، بأن تطلب منه أن يقوم بمهمة ما بحجة أنك تريد أن تتعلم منه.. هو طبعا سيفشل في إنجازها، فيمكنك وقتها أن ترسم ابتسامة سخرية خفيفة على شفتيك ثم تمضي وتدعه يحترق من داخله..

لا تستجب لأوامر مديرك من أول مرة.. تجاهل مرة أو مرات، بحسب قدرتك على المراوغة.. أخبره أنك لم تسمعه، لم تفهمه، لا تستوعب ما يقول.. هذا حتما سيصيبه بالجنون..

قدرتك على الهروب من الفخاخ التي ينصبها لك مديرك، ستعزز فرصتك في إصابته بنوبات قلبية وتشنجات عصبية حتما ستعجل بأجله.. قل إن شاء الله..

ابحث عن أكثر الأشياء التي يكرهها مديرك وتحدث عنها، أو احضر معك للعمل أشياء لها علاقة بهذا الأمر الذي يكرهه..

وأخيرا، كن سخيفا، كأن تطلق الألشات البايخة والمستهلكة طوال الوقت.. ولأنك غير مقبول لدى مديرك –كما هو متوقع– حتما سيتأذى من سماع هذه الألشات، وربما يعجل الأمر بإصابته بجلطة.. نسأل الله التساهيل.
الجريدة الرسمية