رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: التطاول والنقد والفرق بينهما

منتصر عمران
منتصر عمران


هناك فرق كبير بين النقد والتطاول.. فالنقد البناء مطلب شرعي ووطني في نفس الوقت، بعيدا عن النقد عن الذي له أغراض شخصية أو منفعة ذاتية.. فالنقد البناء يعدل من المسار الخاطئ للأمور.


فهناك مواقف حية للنقد البناء في عهد الخلفاء الذي هو أفضل العصور بعد عصر النبوة.. هنا أذكر واقعة حدثت في عهد عمر رضي الله عنه، وإن كان فيها ضعف في تخريجها من حيث الرواية.

عن مسروق قال: ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه وإنما الصَّدُقات فيما بينهم أربع مائة درهم فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفنَّ ما زاد رجل في صداق امرأة على أربع مائة درهم، قال: ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين نهيتَ النَّاس أن يزيدوا في مهر النساء على أربع مائة درهم؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول {وآتيتُم إحداهنَّ قنطارًا} الآية؟ قال: فقال: اللهمَّ غفرًا، كل النَّاس أفقه من عمر، ثم رجع فركب المنبر، فقال: أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مائة درهم، فمن شاء أن يعطى من ماله ما أحب. قال أبو يعلى: وأظنه قال: فمن طابت نفسه فليفعل.

وهنا نلاحظ الفرق الشاسع بين هذه الواقعة وبين واقعة سما شريف، التي نجد فيها تطاول وليس نقدًا، لكن ما حدث منها هو يأتي في طور التطاول حيث اتهمته بالتطرف.

ولكن لو نقدته في حكم شرعي مثلما حدث عندما قال العلامة الشعراوي عن السادات: لو الأمر بيدي لوضعت السادات في حكم من لا يسأل عما يفعل...

هنا رد الشيخ كشك عليه من باب العلم والحكم الشرعي.. ففى هذه الواقعة عالم يرد على عالم آخر.. وهنا يسوغ لنا أن نقول: ليس هناك أحد معصوم من الخطأ، فالكل بشر، والكل خطاءون.. أما ما فعلته سما فهو تطاول بعيد كل البعد عن النقد أو حرية الرأي، وإذا نظرنا إلى كل الذين دافعوا عن سما نجدهم علمانيين، يريدون القدح في رموز الدين من أمثال الشيخ الشعراوي رحمه الله، حتى يسقطوا مكانتهم العالية من قلوب أتباعهم؛ حسدا وحقدا منهم على الشيخ الشعراوي.
الجريدة الرسمية