يوسف وهبي يرفض تشبيه الممثل بالأراجوز
في أول ليلة عرض لفرقة رمسيس، وهي فرقة مسرحية أسسها يوسف وهبى بعد عودته من إيطاليا بالتعاون مع عزيز عيد ـــ المخرج الرئيسى بالفرقة ـــ في بداية القرن العشرين ثم انضم إليهم جورج أبيض وأحمد علام وأمينة رزق وحسن فايق وعلوية جميل وحسن البارودى ودولت أبيض ومحمد كريم وزينب صدقي وحسين رياض وروز اليوسف، مع مسرحية مترجمة اسمها (المجنون) عام 1923 حدث أن فوجئ صاحب الفرقة الفنان يوسف وهبي أن جميع تذاكر دخول العرض محجوزة، إلا أنه عند رفع الستار عن الموجودين بالصالة وجد أن الحضور أربعة أفراد فقط.
واكتشف يوسف وهبى أن السبب في ذلك أن جمهور المسرح تعود من قبل على عدم التزام ممثلي الفرق المسرحية بموعد بدء العروض بصفة عامة.
أما بالنسبة لمكان العرض فكان قد احتل نجيب الريحانى مسرح الأزبكية لتقديم عروضه ووزعت المسارح الأخرى على فرق عكاشة وعلى الكسار وغيرهم فاختار يوسف وهبى دار سينما راديو وتحويلها إلى مسرح لتقدم عليه فرقة رمسيس عروضها.
ويقول يوسف وهبى في حوار مع مجلة الموعد اللبنانية عام 1980: أصدرت تعليماتي يومها للممثلين بالدخول إلى خشبة المسرح وبدء عرض المسرحية، وتكرر هذا الموقف ليالى متعددة رغم المشكلات التي حدثت مع الجمهور من حاملى التذاكر بعد منعهم من الدخول، إضافة إلى أنه كان يمنع دخول المأكولات والمشروبات واللب والسودانى إلى قاعة العرض.
وأضاف يوسف وهبى أن هذه السياسة المتشددة في مواعيد العرض استمرت فترة طويلة من أجل وضع نظام للمسرح المصرى، لدرجة أن بعض الأقلام الصحفية حين كانت تسخر من مسئول السكة الحديد بسبب تأخر القطارات عن مواعيدها طالبت بأن يتولى يوسف وهبى إدارة سكك حديد مصر من أجل ضبط مواعيد القطارات.
وأكد أن مهنة التمثيل لا تقل عن أي مهنة أخرى والمسرح مهنة محترمة يجب احترامها، ويتعجب من أن أحد الممثلين كان قد مثل أمام إحدى المحاكم في مصر، ورفض القاضى شهادته ووصفه أنه مثل الأراجوز لا تقبل شهادته أمام المحاكم.
