رئيس التحرير
عصام كامل

مي فاروق: لا أعيش بعباءة أم كلثوم ولا أقلدها ولا أشبهها .. وأقدم أغانيها بشخصيتي الفنية المستقلة

مى فاروق
مى فاروق

>> ندمانة على التعاقد مع "روتانا"

>> دار الأوبرا المصرية منزلي الفني وعائلتي التي امتلك معها أجمل الذكريات


>> أعمالي الخاصة لم تجد التقدير الذي تستحقه

يبقى صوت الفنانة المصرية مي فاروق ابنة دار الأوبرا المصرية، في مكانة خاصة ورفيعة لدى جمهور الأوبرا ومهرجان الموسيقى العربية الذي اعتاد الاستمتاع بشدو حنجرتها الذهبية في حفلات المهرجان عام بعد الآخر، لا سيما وكونها كانت أحد مكرمي الدورة الثامنة والعشرين للمهرجان هذا العام، ما يجعلها دورة استثنائية بكل ماتحمله الكلمة في قلب مي فاروق، التي تحدثنا إليها للتعرف على مدى الأثر والبصمة التي تركتها الأوبرا والمهرجان في قلبها المحمل بنوتات النغم الأصيل.. وكان هذا الحوار

*طفتِ بصوتك في العديد من المهرجانات بالوطن العربي، ولكن تبقين ابنة مهرجان الموسيقى العربية ودار الأوبرا المصرية، فما المشاعر المختلفة التي تحملينها في قلبك عند الوقوف على هذا المسرح؟
بالفعل، أنا ابنة دار الأوبرا المصرية، فهي منزلي الفني وعائلتي التي امتلك معها أجمل الذكريات، ومهرجان الموسيقى العربية كان أول المنصات التي قدمت من خلالها صوتي، وحظيت من خلاله على مساحة أقرب من الجمهور، وهذه هي الأسباب نفسها التي تجعلني سعيدة بمشاركتي كل عام في المهرجان، ففي الأوبرا المصرية أشعر بالقرب والمهرجان مساحة دافئة بيني وبين الجمهور، خاصة كونه المهرجان الأقدم والأعرق في الوطن العربي، إضافة لكونه معني بالمحافظة على الطرب الأصيل والموسيقى العربية، وتلك الأسباب تؤهله ليكون الأقرب والأفضل في قلبي.

*على مدار العام تشاركين في العديد من الحفلات الخاصة على مسرح الأوبرا، فهل هناك اختلاف بين طبيعة جمهور حفلاتك على مدار العام، وجمهور المهرجان على وجه الخصوص؟
بالطبع، وهنا الاختلاف يكمن في أن المهرجان يعمل على أن يكون منصة للقاء جمهور جديد، حيث تكون معظم حفلاتي على مدار العام في الأوبرا عبارة عن حفلات خاصة، أي لجمهوري الذي يعرفني حق المعرفة، أما في حفلات مهرجان الموسيقى العربية، فيكون الجمهور من مختلف متذوقي الفنون ويكون جمهورا متنوعا للعديد من الفنانين والمطربين المشاركين في المهرجان، وبالتالي تكون فرصة لتعرف الجمهور على فنانين جدد، وفرصة للفنان بالتعرف على جمهور مختلف.

*بالحديث عن جماليات الصوت، يربطك البعض كثيرًا بأم كلثوم، فهل تملين من ارتباطك بعباءتها وتودين التحرر منها؟
بداية أنا لست مرتبطة بعباءة أم كلثوم، فأنا لا أقلدها ولا أشبهها في الوقوف على المسرح أو الأداء على سبيل المثال، وإنما أقدم أغنياتها محملة بروحي وإحساسي والحليات الصوتية الخاصة بي، فأنا أقدم أغاني أم كلثوم بشخصيتي الفنية المستقلة عنها، وربما يربطنا الجمهور ببعضنا البعض، كون خامة صوتي عريضة وتشبه في سماتها الأساسية خامة الصوت الكلثومي، لذا دائما ما يحب الجمهور سماع أغنيات أم كلثوم من خلالي، ولكني لا أرى أنني تحت سطوة عباءة أم كلثوم على الإطلاق لأنني شخصية فنية مستقلة.

*ولكن لماذا تقدمين أغنياتها باستمرار في حفلاتك؟
لأنني من عشاق أم كلثوم بالطبع، وأشعر أنه من الواجب على جيلي عمل حلقة وصل ما بين الماضي المتمثل في أم كلثوم وعمالقة عصرها، والجيل الصغير من الأطفال والشباب الصغير الذين يجهلون من هي أم كلثوم، ولا يستطيعون الاستماع إليها كون الحفلات والتسجيلات الأصلية لأم كلثوم طويلة للغاية، وتصل الأغنية الواحدة لنحو ساعة ونصف أو ساعتين، وهو ما لا يستطيع أبناء اليوم الاستماع إليه، لذا أعمل أنا على تقديم الأغنيات بشكل أقرب من خلال عدم إعادة المقاطع على سبيل المثال، وهذا ما يمكننى من إيصال الأغنيات بشكل أسهل ليردده جيل اليوم، ويستمعون إليه بشكل أسهل، وبالفعل أجد أطفالي حاليا يرددون أغنيات أم كلثوم في المنزل، على الرغم من كونهم لا يعرفونها، ولكنهم اعتادوا سماعي وأنا أغني لها، فبات الأمر أسهل وأقرب إلى قلوبهم.

*في الفترة الأخيرة أصدرت أعمالا غنائية جديدة.. برأيك هل نالت التقدير الذي تستحقه؟
برأيي لا.. لم تجد أعمالي الخاصة التقدير الذي تستحقه لها، كون شركة الإنتاج التي كنت أتعامل معها لم تهتم بالشكل المطلوب بتسويق الأعمال والعمل على إخراجها بأفضل صورة ممكنة، وهو ما تسبب في أن الأغنيات لم تجد ما تستحقه من انتشار في مصر والوطن العربي، وهو ما سأعمل على تداركه في الفترة المقبلة.

*ولكنك تتعاملين مع روتانا أي إنها واحدة من أكبر شركات الإنتاج بالوطن العربي؟
بالفعل.. ولكن ما حدث معي حدث مع الكثير من المطربين المصريين الذين وقعوا مع الشركة نفسها، حيث يتم التوقيع ومن ثم تبدأ سلسلة من الإهمال، فعقدي معهم نص على إنتاج ما يقارب الإثني عشر أغنية وكليبات مصورة وحفلات غنائية، ولكن هذا لم يتم إلا على نطاق ثلاث أغنيات فقط، وبالتالي اعتبر نفسي حاليًا خارج مجموعة فناني روتانا.

*أي إنك فسختِ التعاقد معهم؟
من طرفي أنا أعتبر أنني فسخت التعاقد.

*هل تسببت تلك التجربة في ندمك على التعاقد مع شركات إنتاج؟
أشعر انني كنت مخطئة عندما اتخذت هذه الخطوة غير الموفقة.

*وماخطوتك المقبلة إذن؟
أعمل حاليًا على الإنتاج لنفسي، وهو ما يفعله معظم الفنانين في الوقت الحالي، حتى لا يتم التحكم بهم من قبل شركات الإنتاج أيا كانت، فصراحة لم يعد هناك شركات إنتاج في الوطن العربي من الأساس، ولذلك أفضل اعتماد المطرب على نفسه، أو أن ينتج المطرب لنفسه ومن ثم يتعاقد مع شركة توزيع وتسويق فقط.

*ولكن ألا توافقيني بأنه أمر مرهق ماديًا للغاية على الفنان؟
بالطبع، هو أمر في غاية الإرهاق، ولكنه السبيل الوحيد للفنان والمطرب الحقيقي لكي ينجو من هوة شركات الإنتاج.

*ما الهدف الذي تسعى مي فاروق لتقديمه من وراء الغناء ؟
أسعى لتقديم الصورة الجيدة والراقية من الفن والطرب والموسيقى، وألا أغني من أجل الغناء فقط، وإنما لتوصيل رسالة حب وسلام واحترام ورقي من الصوت والغناء، وذلك عن طريق الاختيار الجيد للأغنية واللحن وطريقة الظهور المناسبة على المسرح، وكيفية التعامل مع الشراكات الفنية والجمهور بشكل عام، فالفنان صورة عامة ونموذج يمكن الاحتذاء به.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية