رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح عبد الصبور: «دعاء الكروان» ليست قصة مصرية

الشاعرصلاح عبد الصبور
الشاعرصلاح عبد الصبور

تحت عنوان ماذا تبقى منهم للتاريخ كتب الشاعر صلاح عبد الصبور (رحل عام 1981) مقالا في مجلة روز اليوسف عام 1971 قال فيه:

كثير من القراء لا يعرفون للدكتور طه حسين من القصص إلا قصة "دعاء الكروان" التي أصدرها عام 1934 و"قصة المعذبون في الأرض" التي صدرت عام 1949، مع أن مؤلفات طه حسين القصصية كثيرة تفوق في العدد قصص الأديب توفيق الحكيم مثلا.


إن لطه حسين إلى جانب هاتين القصتين "الحب الضائع" و"شجرة البؤس" و"أديب" و"أحلام شهرزاد" و"الوعد الحق".. هذا إذا اعتبرنا "الأيام" ترجمة ذاتية ليست وثيقة الصلة بفن القصة.

رغم ذلك فإن طه حسين ليس صاحب اتجاه في فن القصة، المعاصر والمؤرخ للقصة العربية لا تقف كثيرًا عند قصص، ولكن خرج معظم القصاصين المصريين من معطف توفيق الحكيم لا من عباءة طه حسين.

تأثروا بعودة الروح ولم يتأثروا بدعاء الكروان رغم أن زمن صدورهما واحد.

والغريب أن الحكيم حين أصدر قصته عودة الروح لم يكن شيئا مذكورا عام 1933، بينما كان طه حسين في أوج مجده الأدبى كاتبا سياسيا كبيرا وأستاذا جامعيا.

والسبب في ذلك أن دعاء الكروان ليست قصة بمعنى القصة إلى جانب أنها ليست قصة مصرية، وأسلوب القصة فيها أقرب إلى أسلوب الشعر العربى القديم.

فطه حسين لا يقدم الجملة السهلة بل يتخير أرشق العبارة وأبلغ الالفاظ، وإن جملته جميلة.. لكن جمالها زائف لأن قصة الانتقام بالحب تقوم على فكرة غير محلية بل هي باريسية صرفة برغم البيئة الصحراوية والأسماء التي اختارها المؤلف، وبذلك لم تستطع دعاء الكروان أن تحلق أبعد من السنة التي ظهرت فيها.

ولكن تدل رواية دعاء الكروان على اتجاه طه حسين الثقافى فهو يضع قدما في الأزهر الشريف والقدم الأخرى في باريس، وللأسف لم يستطع أن يخطو بقدميه معا، ونفس الحال في رواية "الحب الضائع".

لكن أقول أن الناقد قد يظلم طه حسين عندما يقف عند هاتين القصتين: الحب الضائع، دعاء الكروان، ومن الإنصاف أن يعرض لبعض قصصه الأخرى وأهمها في رأيى "أديب" فهى أقرب أعماله القصصية إلى الفن القصصى.
الجريدة الرسمية