رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فكرى أباظة يكتب: اكرموا عزيز قوم

فكرى أباظة
فكرى أباظة

في مجلة المصور عام 1953 كتب الصحفى الساخر فكرى أباظة مقالا قال فيه: نستغفر الله العظيم، ليس هذا الكلام توجيها إنما هو إبراء للذمة ونظرة رحيمة تطبيقا للمثل القائل (اكرموا عزيز قزم ذل ).. أو هو ترجمة صادقة أمينة لما يجيش في صدور بعض الطبقات والطوائف.


ومن واجب ولائنا للحكام وللمصلحة العامة أن ننقل هذه النفسانيات إليهم بكل صدق وبكل إخلاص وصراحة، أصبح تحديد الملكية أمرا واقعا منذ أمد بعيد، حسم الواقع ماله وما عليه..ومن العبث أن نخوض فيه من جديد..إنما لابد أن نقرر أنه من الناحية النفسانية ما زال الملاك الذين انتزعت ملكياتهم بعد الثورة وتحديد الملكية يحسون غصة في حلوقهم.

وما أراه أن هذه الغصة تخف وطأتها بالتدريج، وكلما أحس هؤلاء الملاك بعض اللين في المعاملة، أو بعض المجاملة في التنفيذ هان عليهم ماراح منهم أو نسوه، فما بالك إذا اكتشفوا أنهم لا ينالون حقوقهم أو لا تحقق السلطات المختصة رغباتهم الشرعية القانونية.

بعضهم حصل على احكام لم تنفذ، وبعضهم لم يظفر أو ينال المساحة المشروعة التي اختارها، وبعضهم يعانى من إجراءات تعسفية خشنة كان يمكن أن تكون ناعمة سهلة، ومن مماطلة كان يمكن أن يكون بتا وحسما.

وبعضهم وضع اليد نظريا على نصيبه الذي اختاره في الجهة التي اختارها، لكنه عمليا ما زال غريبا على أرضه غير حر في إدارتها واستغلالها كما يشاء.

مثل هذه الثغرات في مشروع تحديد ملكية الأراضي الزراعية تتمخض عن أحقاد ونفسانيات أليمة يعانى منها ناس شاء الإصلاح أن يفاجئهم وهم لم يجرموا.

إذ وجد هؤلاء أنفسهم من قبل الثورة ملاكا لمساحات واسعة، هذه طائفة يجب أن تكون المعاملة الحسنة مرهما لجروحهم النفسية، فلا يقال بعد ذلك إنهم من خصوم العهد الحاضر ولا من أعدائه وكارهيه.
Advertisements
الجريدة الرسمية