رئيس التحرير
عصام كامل

زبيدة ثروت تكتب: عندما واجهت الموت

زبيدة ثروت
زبيدة ثروت

في مجلة الكواكب عام 1963 كتبت الممثلة زبيدة ثروت مقالا قالت فيه:

من فرط ما أبذل من جهدى وعيش على أعصابى يلازمنى الإحساس بالدوار في كثير من المشاهد التي أمثلها، وأحيانا ينتقل الإحساس بالدوار فعلى وأسقط مغشيا على.

حدث هذا في فيلم (عاشت للحب) فإن مجرى القصة أننى حين أخرج من عند الفتى الذي احبه أواجه أحرج موقف في حياتى إذ تكتشف شقيقتى أننى انزلقت، ويتطلب المشهد أن أقدم انفعالات فتاة هذا حالها.. تفقد أعز ما تملك ثم تواجه مخلوقة عزيزة عليها مصدومة بما يتكشف لها.

ومن فرط ما اندمجت في الدور حتى سيطر عليّ الإحساس بالذنب أحسست أن الدنيا تدور من حولى، وإذا بى أسقط على الأرض مغشيا علي، فيحملوننى على الأيدي ويجيء الطبيب فيسعفني كى أفيق، ويضحك كل من حولى لأنى أسبق المشهد حيث كان من المفروض أننى أسقط مغشيا على بعد أن أتناول السم لا قبله.
ومن أطرف المشاهد التي مثلتها على الشاشة ذلك المشهد الذي صادفته في فيلم "نصف عذراء" عام 1961، وفى هذا الفيلم يقوم محسن سرحان بدور منوم مغناطيسى يجرى تجاربه على وقد وقف السيد بدير يعلمه كيف يمارس عملية التنويم المغناطيسى، والمفروض أن محسن سينومنى أنا لغرض في نفس يعقوب.
وقد ظل هو والسيد بدير يرعشان أيديهما أمامى ويبحلقان في وجهي، كل هذا والأضواء كلها تتركز على عينى وأنا في مقعدى لا أبرحه ونمت على مقعدى.. نمت تنويما مغناطيسيا.. حمل الكاميرا يسير مع التيار وأصبحنا فوق دوامات قاسية.
ويومها اقتنع محسن سرحان والسيد بدير بأنه أجدى لهما وأنفع لو افتتحا عيادة للتنويم المغناطيسى ما داما بهذه الشطارة.
ومرة أخرى كدت ألقى حتفى ففى مشهد في فيلم (احترسى من الحب) تزل قدمى وأخطئ مع من احب ويكتشف اخى محسن سرحان الخطأ فيخنقنى ويلقى بى في الماء، والمشهد يتطلب قاربا في النيل، وقد بحث المخرج حسن الصيفى عن فتاة بديلة تؤدى الدور، ودار على السباحات في نوادى هليوبوليس وهوليوليدو والأهلي.. لكن واحدة منهن لم تقبل.
إلى أن وافقت واحدة تعمل دوبليرة لى مقابل 100 جنيه في مشهد لا يستغرق دقيقتين، فتطوعت لأن أؤدى هذا المشهد بلا مقابل، ووقع الاختيار على موقع وذهب أبي لمعاينته وابى لواء بحرى يعرف عن الماء أضعاف ما يعرف عن اليابس، وقال ابى أن المكان ملئ بالتيارات الهوائية التي يصعب على مقاومتها وأنا في ثيابى كاملة وبحثنا عن موقع آخر وإذا بالقارب الذي يحملنا ويحمل الكاميرا يسير مع التيار واصبحنا فوق دوامات قاسية.
وبدأنا التصوير فخنقنى محسن سرحان وألقى بى إلى اليم وأنا بثيابى، وكان المفروض أن أغوص إلى القاع وأطفو، ورغم أننى سباحة ماهرة لكنى فقدت السيطرة على نفسى، ولعبت الدوامات بى كالكرة، ورأيت الموت بعيني وكنت أعرف أن الكاميرا مسلطة عليّ ورحت أقاوم بكل قوتى حتى خرجت من الموقف، وضاع الحذاء في الماء وسقطت مغشيا علي عندما صرت فوق القارب وصارت الحياة مضمونة.
الجريدة الرسمية