رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين: 22 مجلة ظهرت لمهاجمة يوسف وهبي

مصطفى أمين و يوسف
مصطفى أمين و يوسف وهبى

في حلقة من برنامج "ذكريات" قدمتها المذيعة سامية الإتربى بمناسبة وفاة الفنان يوسف وهبى وإذاعة التليفزيون في أكتوبر عام 1982 قدمت مجموعة حوارات مع شخصيات تعاملت مع الفنان الراحل.


قال الكاتب الصحفى مصطفى أمين: لم يهاجم ممثل في تاريخ مصر مثلما هوجم يوسف وهبى، فقد كان كل ما يقدمه موضع نقد، لكن الثوب الذي ألقى عليه لم يخدمه وإنما كان قاعدة لتمثال كبير لرجل كبير، ويوسف وهبى من فضائله أنه أدخل نهضة مسرحية في مصر لم تكن موجودة من قبل، كما يكفى أنه من نتيجة وجود مسرح وفرقة رمسيس أن أصبح في كل مدرسة في مصر جمعية للتمثيل يقدم من خلالها رواية أو مسرحية أو حفلة غنائية.

وأضاف مصطفى أمين: يكفى أن نعلم أن مسرح رمسيس عندما بدأ ظهر في مصر 22 مجلة بعضها صدر ليهاجم يوسف وهبى وبعضها ليدافع عن يوسف وهبى وكلها تحمل نهضة مسرحية للشعب المصرى، وليوسف وهبى أيضا الفضل أنه لم يكن يمثل لمصر وحدها بل كان يتجول بفرقته في جميع الدول العربية، أفلس عدة مرات وأصبح من الأغنياء مرات وفى نجاحه لم يصاب بالغرور وعندما فشل لم يصاب باليأس.

كما كان يوسف وهبى مدير فرقة رمسيس وصاحبها يعمل بيده أكثر مما يعمل أي موظف فيها فكان مستعد أن يعمل نجارا يدق على الخشب أو حاملا للمناظر والديكور، وهذا هو الشخص الناجح يشرفه أن يقوم بأصغر الأعمال وأصغر الأدوار، كما كان وهو يمثل لا يهمه لمن يصفق الجمهور رغم أنه ممثل كبير.

كان عملاقا والعملاق يجب أن يكون حوله عمالقة، فكان كل من عمل معه عملاقا، خرج من فرقته روز اليوسف وزينب صدقى وروحية خالد وفردوس محمد وفاطمة رشدى وكذلك حسين رياض وحسن فايق وأحمد علام واسطفان روستى وحسن البارودى وغيرهم، وكل ممثل عمل معه أصبح عملاقا وهذا درس لكل من يرغب أن يكون ممثل بل ممثل يريد أن ينجح.

وقالت الفنانة روحية خالد: الفنان أمام فنه ينسى أنه ابن باشا أو ابن بيه ويوسف وهبى كان ينادى الفن بروحه ويؤدى بكل مشاعره وحواسه، وكان صاحب رسالة ومصلح اجتماعي، كافح كثيرا وكان معروف عنه حبه للفقراء ودفاعه عن قضاياهم ومشاكلهم وكانت سعادته في ذلك بالرغم من أنه ابن عبد الله باشا وهبى.

كان في كل رواية يعالج قضية من القضايا الاجتماعية الهادفة السامية ولذلك كانت شعبيته من الخليج إلى المحيط بفضل عطائه المستمر وأدائه المتميز لمسرحياته وأفلامه، والدليل على ذلك حفاوة استقباله في البلاد التي ذهبنا إليها فكان يستقبل استقبال العظماء والفاتحين وأنا أعتبره من معالم مصر كالهرم والنيل لأنه كان ثروة قومية ومركز إعلام متحرك وسفير مخلص لبلاده في الخارج.
الجريدة الرسمية