التلميذ والأستاذ في لجنة السينما

اختارت وزارة الإرشاد القومى المخرجان محمد كريم "رحل عام 1972" وأحمد بدرخان "ولد في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر 1909 ورحل عام 1969"، عضوين بلجنة القيد بنقابة السينمائيين الجديدة، وبذلك التقى الأستاذ بتلميذه حول مائدة لجنة جدول السينمائيين واختيار الأعضاء.

فمن المعروف كما نشرت مجلة روز اليوسف عام 1955 أن أحمد بدرخان نقيب السينمائيين هو تلميذ المخرج محمد كريم بل أول تلاميذه.

وأحمد بدرخان حتى الآن يقف على قدميه احتراما كلما أقبل عليه الأستاذ محمد كريم كما يناديه دائما، ولا يدخل بدرخان من باب إلا إذا دخل استاذه قبله، ولا يجلس إلا إذا دخل استاذه كريم القاعة وجلس وقال له ماتقعد يا أحمد.

كان الأستاذ محمد كريم أول مخرج سينمائى مصرى عاد من الخارج ليضع أسس المدرسة التي أخرجت أكثر من ستين مخرجا منهم تلاميذ كريم وتلاميذ من تتلمذوا على يد كريم.

ويحكى المخرج أحمد بدرخان لمحرر المجلة واقعة طريفة حدثت له فيقول:

كنت طالبا في كلية الحقوق، وكنت أمتلك سيارة وارتدى الملابس الحريرية ولم تعادل سعادتى أي سعادة وأنا أذهب بعد مواعيد الدراسة أو أتغيب عن المحاضرات لأقف بعيدا أراقب الأستاذ محمد كريم وهو يوجه الكاميرا ويرشد الممثلين.

وكنت أقف بعيدا لعله يشير لى بأصبعه ويسند لى أي عمل فأسرع لاؤديه وأحاول أن أتقرب إليه.

وحدث مرة أخرى بعد أن أصبحنا نعمل مع بعض أن دخل الأستاذ ليجد بعض التراب على أثاث الديكور وأخذ يؤنبنى بشدة، ولا أدرى ماذا حدث وأنا أحاول أن أذيل التراب بسرعة..فقد فوجئت به يجرى خلفى ويحاول اللحاق بى ليضربنى.

وجاءت السيدة الفاضلة زوجته لتطيب خاطرى، وكنت أعرف أنه عصبى في شغله يثور من أقل هفوة في عمله لأنه يحب الإتقان فلم أغضب.