رئيس التحرير
عصام كامل

الحرب لم تنته بعد


يُخطئ من يظن أن إسرائيل نست أو تناست ما حدث لها في حرب أكتوبر ٧٣، تلك الحرب التي أنهت الصلف والغرور الإسرائيلي، والتي كانت تزعم بأنها صاحبة الجيش الذي لا يقهر، وأحدثت حرب أكتوبر جرحا غائرا وعميقا لا ولن يلتئم في الجسد الصهيوني، وما زالت آثاره المريرة الموجعة المحزنة والمؤلمة تعاني منها إسرائيل والصهيونية العالمية.


إن حرب أكتوبر المجيدة كانت حرب مواجهة مباشرة بيننا وبين جيش الكيان الصهيونى، واستطاع فيها الجندي المصرى بعون الله تعالى وتأييده أن يحطم الحلم الصهيوني وأن يقضي على الصلف والغرور الإسرائيلي وأن يتخطى ثلاثة موانع كان من المستحيل تخطيها، وهي المانع المائي، وخطوط النابلم الموجهة منه إلينا على طول خط القناة، وخط بارليف بدشمه الحصينة المانعة، والساتر الرملي الذي تجاوز ارتفاعه المائة وثلاثين مترا..

كان النصر المؤزر العظيم لنا والهزيمة القاسية لجيش العدو الصهيوني.. وانتهت حرب أكتوبر وتم الأخذ بالثأر وتحرير الأرض ولكن لم ولن ينتهي حقد وعداء وكراهية إسرائيل لمصر ولجيشها العظيم الذي لقنه درسا لن ينساه... انتهت حرب المواجهة ولكن الحروب العدائية ما زلت قائمة، ولم ولن تنتهي ولكن بأساليب وأشكال أخرى لن تنتهي ما دامت إسرائيل ما زال لها وجود وكيان..

انتهت حرب أكتوبر المجيدة بانتصارنا العظيم الذي أبهر العالم، ولكن بدأت حروب أخرى تشن على عالمنا العربي والإسلامي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، أعتقد أنها لا تقل شراسة وضراوة عن حرب أكتوبر، وذلك لأنها حروب مخابراتية وعصابات وإثارة الفتن وحملات التشكيك والإشاعات المكذوبة والأضاليل، اجتمع فيها وتكتلت قوى الشر من الداخل والخارج لتنفيذ المخطط الإجرامي والمؤامرة الصهيونية الغربية..

لقد صنعوا الجماعات الإرهابية المأجورة التي تزينت بزي الإسلام لمحاربة الإسلام والمسلمين، ولإسقاط مصر الصخرة التي تحطمت عليها المؤامرة الصهيونية الغربية الخبيثة بعد إسقاط العراق وليبيا واليمن والسودان والكثير من الدول العربية. وقد تم تدريب وتمويل تلك الجماعات المرتزقة المأجورة وتوفير الملاذ الآمن لهم والدفع بهم إلى أرض سيناء الحبيبة، وبدأت حرب العصابات والتي واجهها الجيش والشرطة المصرية ولازال يواجهونها بكل حسم وقوة، وفي نفس الوقت المواجهة مع أفراد تلك الجماعة الإخوانية شياطين الإنس الطامعة في السلطة والحكم، والشريكة من الداخل في تلك المؤامرة الدنيئة..

ولم يقصر الأمر على حرب العصابات التي تدار بواسطة أجهزة مخابرات عالمية بل امتدت إلى حرب الإيقاع والفتن التي تم بث بذورها بين الطوائف الإسلامية.. بين السنة والشيعة والوهابية والصوفية وبين الطوائف الإسلامية والمسيحية أبناء المجتمع الواحد، ولم يقصر الأمر أيضا على ذلك بل أشعلت الحرب الإعلامية وتعالت فيها أصوات حملات التشكيك ضد القيادة المصرية الحرة، التي واجهت وتواجه بكل حزم وقوة كل هذه المؤامرات..

ياسادة إننا نخوض حربا ضروسا شرسة نواجه فيها كل قوى الشر في عالمنا.. أمريكا المتغطرسة خادمة الحلم والكيان الصهيوني. والصهيونية العالمية وبريطانيا وبعض دول الغرب مع كلابهم ومأجوريهم وأصحاب الأطماع.. ممن اشتروا الضلالة بالهدى، وابتاعوا دينهم وآخرتهم بعرض زائل.

ياسادة.. المؤامرة كبيرة والتحدي كبير والمواجهات خطيرة.. ومن هنا أقول إن حربنا ضد قوى الشر والإرهاب حرب أشرس وأشد من حرب أكتوبر ولكن نحن قادرون بعون الله تعالى ووحدتنا وتماسكنا على المواجهة والتحدي والصمود والنصر بعون الله تعالى، فلدينا شعب واع مدرك لأبعاد المؤامرة وخطورتها. شعب قادر على التحدي.. ولدينا قيادة مصرية حرة وطنية أصيلة ولدينا جيش وطني حر أبي يرفض الهزيمة ويصر على النصر عقيدته هي النصر أو الشهادة..

ولدينا أرض نعشقها ولن نفرط في شبر منها أبدا مهما كان الثمن.. ولدينا أهل الله من الأولياء والصالحين وقبل وبعد كل ذلك لدينا تأييد الله وعنايته عز وجل فهو الناصر والمعين..
الجريدة الرسمية