رئيس التحرير
عصام كامل

لغز الألغاز فيما جرى!


لم يكن توقيت القلق الذي عم الناس ليلة أول أمس، بعد مباراة القمة على كأس السوبر بين الأهلي والزمالك، عشوائيا. نعرف ذلك الآن، وبعد اندلاع إرهاصات متناثرة هنا وهناك، كان حضورها الإلكترونى أثقل من حضورها الحقيقي صرنا نعرف. لا أنفى أنه كانت هناك تجمعات جرت في شارع قناة السويس بالمنصورة، وفى المحلة، لكنها لم تكن أبدا تمثل الشعب المساند لدولته.


الذين خرجوا هم الخلايا الإخوانية الكامنة، في المجتمع، تلقوا إشارة الهجوم على وطن يعتبرونه كافرا وهم يصاحبوننا ليلا ونهارا!

طبيعى جدا أن يهلل الأهلاوية كيدا في الزملكاوية، والعكس صحيح جدا وطبيعي أيضا، وأن يكون التعبير عن ذلك بزفة سيارات وكلاكسات وهتافات.. وفجأة صارت أجزاء من المواكب بمثابة حصان طروادة الشهير في الملحمة الاغريقية الشهيرة الإلياذة والأوديسا لهوميروس التي صورت الحروب بين طروادة واسبرطة.

وكما كان مقاتلو طروادة يختبئون داخل الحصان واستغلوا فرصة انغماس أهل اسبرطة في فرحة وخمر، استغل الإخوان والألتراس زفة كروية وحولوها إلى هتافات ضد الرئيس. وعلى الفور تم تركيب أصوات على الصور والفيديوهات وتم بث فيديوهات من حشود في ٢٠١١، أظهر التحليل الجيد أنها بالفعل تنتمى لتلك السنة البغيضة وما بعدها، لأن المتظاهرين كانوا بالملابس الشتوية، كما كانت إشارة المرور في ميدان التحرير ليست من النوع الرقمى الحالى!

عم القلق الناس خوفا على الحبيبة مصر أغلى اسم في الوجود.. ولم يعالج قلقهم التليفزيون، ولا نتصور أن التليفزيون لا يفهم أولوياته، لكن نفهم أنه كان ينتظر التعليمات، لأنه مكبل!

تلك مصيبة بكل المقاييس. حتى عمرو أديب وهو قام بجهد مشكور بلا ريب.. طمأن الناس وتحدث ليوضح ومراسله كان بالتحرير لكن لم يجرؤ على التصوير! صورة واحدة حية كانت كفيلة بوأد القلق والادعاءات.

آية عقلية هذه؟ قتل الشائعات يكون بدواء معروف مشهور في أبجديات الإعلام... دواء متاح لكل فاهم اسمه الحقيقة. دواء سهل قرره الله اسمه الصدق. قل الصدق تقتل الكذب!

إعلام حرب يونيو انفضح بالهزيمة. لا تهزمونا بهذه العقليات غير الواعية. مضى وقت طويل حتى غطت إكسترا نيوز الميدان وطمأنت الناس. خلال ذلك كانت فيديوهات التحريض شغالة وفيديوهات أهالي شغالة، فيها حقائق، لكن الجزيرة مباشرة ماسورة وانكسرت على بيوتنا...

منذ الذي فتح المحبس لها ولغيرها ليلة المباراة؟ وليلة الأحداث حتى صباح أمس، من فك القفل عن القنوات والمواقع الإخوانية التحريضية؟ هل هو صدفة؟! غلق أي موقع هو قرار للمجلس الأعلى للإعلام يسبقه قرار سيادى أمني. فمن الذي قرر إطلاق كتائب التحريض على الدولة؟

ذلك لغز الألغاز.

سنعتبره لغز الألغاز حتى لا نعتبره شيئا مرعبا آخر.

إننا لا نقل مللي متر واحد وطنية عن أي مسئول في هذا الوطن ونحن نفتدي مصرنا بأرواحنا، والوطنية إرث مفتوح لكل مصرى عاشق لتراب مصر وعفارها وفقرها قبل غناها، وانتظر بشغف أن تحقق الدولة لتعرف من صاحب القرار فى فك الغلق عن مواقع إخوانية وقناة الخنزيرة مباشر!

الإعلام الشعبي الإلكترونى والصحفيون الوطنيون الشرفاء الذين نزلوا الشوارع والميادين حتى الفجر يكتبون ويبثون الطمأنينة في نفوس الشعب كان ولايزال هو البطل الحقيقى في دحض الأكاذيب والافتراءات.

كانت مشاعر الخوف والقلق على بلدنا هي وقود الوطنية المقدس الذي ينبغى تنميته وشحذه، لمواجهة كتائب التخريب والتشكيك.

نثق بجيشنا وقيادتنا وعقلانية القرار ومهنية المعالجة وإطلاق حرية التعبير كاملة لنا لاننا وطنيون نميز الخبيث من الطيب.

في الوقت ذاته نتوقع تبريد المشاعر التي يمكن استغلالها بسبب السخط من ضغط الأسعار الفاحشة وسعار التجار... وكم قلنا ونبهنا وحذرنا من هذا المنبر ولا مجيب. لا توفروا البيئة الحاضنة بالسخط لجماعات الخونة والإرهاب.. حاصروا الغلاء والاحتكاريين وردوا الحقوق القضائية لتسع ملايين مواطن على المعاش هم وعائلاتهم سند للدولة وهم شعب ثورة الثلاثين من يونيو.
بلدنا ومن حقنا أن نخاف عليها ونموت من أجلها.

الجريدة الرسمية