رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بـ"جلد الماشية وخيوط القطن".. "غربال" الصعايدة يحارب الصناعة الصيني بقرى ونجوع قنا (صور)

فيتو

"يا طالبة الغربال.. يا ست ياللي سطوحك عالي.. غربالك حرير ومضرب يا ست الكل.. حط الأحباب بالغربال أحبابك لو بتغربلهن..ولو مرة مال ما بيبقى واحد منهن...يابت شد القمح على الغربال خلي الشوب يطلع دوب".. كلمات تراثية وغنائية يرددها الكثير من صانعي وبائعي الغرابيل في مختلف أسواق قرى ونجوع قنا.


يجلس الكثير من الباعة على الأرصفة يحملون على ظهورهم أكوام الغرابيل في حبل واحد، ينادون عليه للبيع، وآخرون يعكفون على صناعته التي بدأت تتدهور في الفترة الأخيرة بسبب الصناعات الحديثة.

وقال صابر محمود على: "صناعة الغرابال من أقدم الصناعات الموجودة في صعيد مصر، خاصة في قرى ونجوع قنا، وللأسف في الفترة الأخيرة تدهورت تلك الصناعة بشكل كبير بسبب الحديث الذي بدأ يلمع ويتم استيراده من الخارج".

وأوضح أن صناعة الغربال من الحرف التي تحتاج إلى تركيز وانتباه كبير، مشيرا إلى صناع المناخل تختلف عن صناعة الغربال وكل منهم له استخدامه داخل المنزل.

وعن مراحل صناعته قال صبري منصور على، أحد الصناع: "شدة الغربال من أكثر المراحل صعوبة، ويعتمد على السلك والخشب وهما من أكثر الادوات التي يحتاجها الصانع".

وحل الفرق بين المنخل والغربال تابع: "المنخل ضيق ويستخدم في نخل الدقيق، والغربال أوسع بعض الشيء من المنخل ويستخدم في القمح والذرة".

كما أضاف يحيى الجمل، أحد الصناع، أنه قديمًا كان يستخدم جلد البقر والأغنام والماعز في صناعة الغربال، أما الشبك فكان من خيوط القطن عندما كان يزرع في مصر وفي بعض قرى الصعيد.

واستطرد: "حاليا هناك من يحتفظ بالصناعة اليدوية القديمة للغربال وهم قلة في قرى ونجوع قنا وقوص وقفط ودشنا، أو في مصانع البلاستيك التي تقوم بوضع البلاستيك بديلًا عن جلد البقر والماشية، وهو الذي يجعل الغربال يتلف بسرعة لثقل حبات القمح والذرة، أما الغربال الحرير فيستخدم في الدقيق".

وأردف: "تعلمت تلك الصنعة وعمري 16 عامًا وهي متوارثه عن الآباء والأجداد وأجداده، والغربال بالنسبة للصعيديات يدها التي لا تستطيع الاستغناء عنها، ولذا فهن مهما اشترين من ادوات حديثه يحتفظن في بيوتهن".

وقال العم شاهين محمود، أقدم بائع متجول: "هذه الحرفة نادرة، ومش أي حد يشتغل فيها لأنها تحتاج مهارة عالية، والغربال الحديث عبارة عن ورق مثله مثل الصيني".

وعن قيمة وجود الغربال داخل المنزل قالت سنية محمود على، سبعينية العمر: "الغربال من الرموز التي كان يرمز بها للسيدة في الأمثال الشعبية، مثل  يا مآمنة للرجال يا مآمنة المية في الغربال" وهو من أكثر الأمثال الشعبية المعروفة وهنا غربال السلك والمنخل وحتى غربال السابع الذي يتم وضع الطفل به لا يمكن أن يستغني عنهم".

وأضافت سمر محمد، ربة منزل: "أسعار الغربال مهما اختلفت لكن لا نزال نشتريه من أي مكان يباع فيه، وفي بعض الأحيان العطارين القدامى يحرصون على بيعه في الأسواق"، لافتة إلى أن والدتها كانت تشتريه بنحو 25 قرشًا وحاليًا سعرة يتراوح ما بين 15 و35 جنهيًا حسب حجمه والأدوات المستخدمة فيه.
Advertisements
الجريدة الرسمية