رئيس التحرير
عصام كامل

العندليب يرفض تعديل النهاية الحزينة لقصيدة فاروق جويدة

فيتو

عندما أصدر الشاعر فاروق جويدة ديوانه الثانى (حبيبتى لا ترحلى) أهداه إلى عبد الحليم حافظ، وعندما قرأ العندليب الديوان أعجب بقصيدة حزينة بعنوان (عندما ننتظر القطار) تقول:

قالت سأرجع ذات يوم.. عندما يأتى الربيع
وجلست أنظر نحوها.. كالطفل يبكي غربة الأبوين
كالجمل الوديع.. تتمزق الأيام في قلبي.. ويصفعني الصقيع
كان الخريف يمد أطياف الظلال
والشمس خلف الأفق تخنقها الروابي والجبال.. ونسائم الصيف العجوز
تدب حيرى في السماء.. وأصابع الأيام تلدغنا.. ويفزعنا الشتاء
والناس خلف الباب.. تنتظر القطار
الآن قد جاء الرحيل.. ونظرت إلى الصمت الحزين
اترى يعود الطير من بعد اغتراب.. لم يبق شئ إلا الدخان
يعزينى.. وقد عز اللقاء
ورجعت وحدي في الطريق.. وذهبت أنت وعشت وحدي كالسجين
هذه سنين العمر ضاعت.. وانتهى حلم السنين

وكما نشرت مجلة "الشباب" عام 1985 اتصل عبد الحليم بفاروق جويدة وأخبره أن القصيدة ستكون أول قصيدة يغنيها بعد قارئة الفنجان وذهب بالقصيدة إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أعجب بها وبدأ التلحين.. لكن سافر عبد الحليم إلى أمريكا لعمل الفحوصات على الكبد.

ولأن كلمات نهايتها حزينة طلب عبد الوهاب من الشاعر تغيير المقطع الأخير ليضيف إلى نهايتها قدرا من التفاؤل بأن تعود الحبيبة مع نهاية القصيدة، وقام جويدة بالتعديل فكتب يقول:

ورأيتها تأتى مع الصبح الجديد، وعلى ضفائر شعرها تهفو الأمانى من بعيد، ورأيت قلبى في اللقاء وكأنه يوم عيد. 

وعندما عاد عبد الحليم وعلم بالتعديل أصر على غناء القصيدة بنهايتها الحزينة قبل التعديل وقال: إن معاني القصيدة في نظري أعمق من مجرد حبيبة سافرت ولم ترجع.. فكل شيء في حياتنا يسافر ولا يرجع.

سافر عبد الحليم بعد ذلك إلى لندن في الرحلة التي لم يعود منها أبدا.
الجريدة الرسمية