رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الشيشة في حديقة أطفال بالمهندسين


كنت أسكن منذ الطفولة حتى سن ال 22 عامًا في منطقة المهندسين والتي شهدت على أجمل أيام الطفولة، وبالتحديد في شارع الغريب الذي يصنف على أنه منطقة شعبية داخل المهندسين، ولكن كان يتميز هذا الشارع بأصالة أولاد البلد، وكنت أشعر وأنا ألعب مع أصدقائى من الجيران بالأمان.


كان المتنفس الرئيسى لنا ملاهى سفنكس، والتي تم هدمها وإلغاؤها بعد تنفيذ ربط محور ميدان لبنان بكوبرى 15 مايو، ولم يتبق لنا سوى حديقة أحمد عرابى.

شهدت حديقة أحمد عرابى أجمل سنوات العمر، لم يكن وقتها ظهر البلاستيشن ولا ملاهٍ عملاقة مثل ما يوجد في دريم بارك الآن أو الإنتاج الإعلامي، كانت الأرجيحة الصغيرة ورغم إنها كانت بدائية لكن كانت ممتعه فضلًا عن المساحة الخضراء التي كنت أنا وأصدقائى نلهو ونلعب بها «الاستغماية، عسكر وحرامية، المنديل، وأيضًا لعب الكرة».

رغم أن حديقة أحمد عرابى لم يكن لها سور وكانت بالمجان لكن كان يحكمها أعراف وتقاليد وشهامة ولاد البلد، وأتذكر يومًا أن شاب حاول معاكسة فتاة، وسرعان ما اجتمع بنات صغار لم يتعدين الـ 14 عامًا وضربن هذا الشاب بـ«الشباشب والجزم» أمام الجميع ووسط حصانة من الرجال والنساء المتواجدين بالحديقة، وتشجيعهم على حماية أنفسهم.

ذهبت أمس إلى هذه الحديقة لأتذكر فيها أيام الطفولة، وبالطبع كان معي زوجتى وأولادي الذين لم يجدوا فيها متعتهم بالمقارنة بأى ملاهٍ أخرى كبيرة.. لكن منذ اقترابى من الحديقة المغلق طريقها بسبب أعمال إنشاء المترو اكتشفت أن محافظة الجيزة تحصل 10 جنيهات حتى تركن السيارة بالقرب من الحديقة، ووتعامل معه على أنه جراج عام، رغم أنه طريق رئيسى، بالطبع دفعت مثل المترددين على هذا المكان، ولكن بعد الدخول تفاجأت بأن معارض السيارات مسيطرة على هذا المكان، وتركن السيارات بطريقة منحرفة لاكتساب أكبر حيز ولكن وفقنى الله لأن أحصل على مكان.

وبعد دخولنا الملاهى وبدأ الأولاد في محاولة التمتع بما هو قسمه الله لنا في هذا المكان، فاجأتنى زوجتى قائلة بدهشة «إيه ده يا أحمد إيه المنظر ده مش دي حديقة للأطفال»، لأنظر خلفى لأرى كافتيريات، روادها بنات صغار وسيدات وشباب أمامهم الشيشة في منظر مقزز داخل ملاهى للأطفال، حسب إعلان الحديقة نفسها بأن لا يتجاوز أعمارهم 10 سنوات.

أناشد السيد محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد بضرورة التدخل وإنهاء هذه المهزلة داخل حديقة أحمد عرابى، وترك متنفس لأبناء المناطق الشعبية من سكان مطار إمبابة وميت عقبة يلهون فيه، وترحموا أولياء أبنائهم من دفع مئات الجنيهات في ملاهى أخرى.. ارحمونا من هذا المنظر أمام أطفال يجدون من الكبار قدوة لهم.. أغلقوا هذه الكافتيريات إن لم تلتزم بالآداب العامة داخل ملاهى الأطفال.
Advertisements
الجريدة الرسمية