رئيس التحرير
عصام كامل

عباس العقاد يكتب: حسن البنا مجهول الأصل

فيتو

في جريدة الأساس عام 1949 كتب الأديب عباس محمود العقاد مقالا يكشف فيه سر جذور عائلة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا فكتب يقول:

عندما نرجع إلى الرجل الذي أنشأ جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا ونسأل من هو جده؟ فإننا لا نجد أحدا، فلا أحد يعرف من هو جده، وكل ما يقال عنه إنه من المغرب وأن أباه كان ساعاتيا، أي يصلح الساعات في حى السكة الحديد.

والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة.. فهنا في مصر نكاد لا نعرف ساعاتيا كان يعمل في هذه المهنة قبل جيل واحد من غير اليهود.

عن مزاحمة الإخوان في القتال في فلسطين وادعائهم بأنهم كانوا سباقين إلى الجهاد فنقول إن نظرة إلى ملامح الرجل حسن البنا تعيد النظر طويلا في هذا الموضوع، ونظرة إلى أعماله وأعمال جماعته تغني عن النظرة إلى ملامحه وتدعو للعجب من في هذه الخطة بين الحركات الإسرائيلية الهدامة وأعمال هذه الجماعة.

ويكفى من ذلك كله أن نسجل حقائق لا شك فيها وهى أننا أمام رجل مجهول الأصل مهيب النشأة، يثير الفتنة في بلد إسلامى وهو مشغول بمحاربة الصهيونيين، وليس مما يحجب الشبهة قليلا أو كثيرا أن هناك من أعضاء جماعته يحاربون في ميدان فلسطين، فليس من المفروض أن الاتباع جميعا يطلعون على حقائق النيات.

ويكفى لمقابلة تلك الشبهة أن نذكر أن مشاركة هؤلاء في الطلائع الفلسطينية يفيد في كسب الثقة وفى الحصول على السلاح والتدريب على استخدامه وفى أمور أخرى قد تؤجل إلى يوم الوقت المعلوم هنا أو هناك.

إن لإسرائيل لفائدة كبرى من وجود الإخوان المسلمين، فالأمة المصرية مشغولة بفتنة هنا وجريمة هناك، ومؤامرات وإرهاب في الخفاء، وتقوم هذه العناصر المفسدة بالتحريض والتهييج وتزودها بالذخيرة والسلاح.

أهذه هي محاربة إسرائيل والغيرة على الإسلام؟ أن يهود الأرض لو جمعوا جموعهم ورصدوا أموالهم وحكموا تدبيرهم لينصروا قضيتهم في تدبير أنفع لهم من هذا التدبير لما استطاعوا.. وإلا فكيف يكون التدبير الذي ينفع الصهيونية في مصر في هذا الموقف الحرج.
الجريدة الرسمية