مصائب قوم عند قوم فوائد.. الأمريكان « بوابة جديدة للتصدير» رئيس الشرق الأوسط بمنتدى دافوس: فرص مصر التصديرية للسوق الأمريكى أقوى من الصين .. خبير : قفزة الصادرات 8 مليارات دولار بشرة خير
مصائب قوم عند قوم فوائد.. الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ممكن أن تفرز عدة فوائد استثمارية لمصر، تضاعف من خلالها فرص التصدير للخارج، إذا ما تم استغلالها بشكل أمثل.
الحرب التجارية الطاحنة بين أكبر عملاقين في العالم ممكن أن تفتح المجال لبعض الدول في استغلال هذه العلاقة المتوترة بين البلدين بشكل استثمارى، واجتذاب مزيد من الاستثمارات إلى السوق المصرى في الوقت الراهن، في ظل توافر المؤهلات والفرص الاستثمارية والتشريعات الاقتصادية الجديدة، وقوانين الاستثمار للمستثمر الأجنبي.
قرص كبيرة
خبراء الاقتصاد الدولى والمحلى أكدوا أن فرص مصر عظيمة في بعض القطاعات، في زيادة فرص التصدير للسوق الأمريكى، بعد أن قامت أمريكا بفرض رسوم جمركية عالية على الصين، وهو الأمر الذي يمكن أن يصب في صالح مصر، ويحسن ترتيبها الاقتصادى حول العالم، ومن هذه القطاعات قطاع الصناعات الهندسية والكيماوية.
استهداف السوق الأمريكية
المهندس شريف الديوانى رئيس الشرق الأوسط في المنتدى الاقتصادى العالمى (دافوس) بسويسرا سابقا والخبير الاقتصادى الدولى، يؤكد أن فرص مصر قوية جدا في مضاعفة الصادرات المصرية، شريطة وضع خطة ممنهجة لزيادة الإنتاج بشكل صحيح وبجودة فائقة تناسب السوق الامريكى خاصة انهم يشترطون بعض شهادات والمواصفات المعينة قد لا تكون متوافرة في المنتج المصرى في شكله التقليدى، لكن لابد أن نقول إن الفرصة موجودة ومتاحة ويجب استغلالها بشكل أمثل خاصة بعد زيادة حجم الصادرات المصرية خلال آخر عامين إلى 8 مليار دولار.
وأضاف الديوانى، أن التعامل مع أمريكا في الوقت الراهن أفضل من الصين، خاصة بعد رغبة عدد كبير من كبرى الشركات الأمريكية الاستثمار داخل مصر خلال تلك الفترة واستغلال الفرص الاستثمارية في ظل وجود فرص في أسواق ضخمة مثل الولايات المتحدة، أصبحت لمصر فيها ميزة تنافسية مقارنة بدول أخرى.
14 شركة أمريكية تغزو مصر
وأكدت نحو 14 شركة من كبريات الشركات الأمريكية، رغبتها في ضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، بعد لقائهم الأخير مع الرئيس، مشيدين بالخطوات التي اتخذتها مصر لتحسين بيئة الأعمال خلال الفترة الماضية، مشيرين إلى أن الاستثمارات الأمريكية في مصر بلغت نحو 22.6 مليار دولار حتى نهاية مارس 2019
وقامت شركات بضخ استثمارات جديدة والتوسع في مصر بنحو مليار دولار خلال العام المالى 2017- 2018 وعلى رأسها جنرال إليكتريك، والتي وقعت على عقود بقيمة 700 مليون دولار، وشركة مارس ريجلي التي توسعت بقيمة مليار جنيه في فبراير الماضى، من خلال إضافة خط إنتاج جديد لمصنعها في السادس من أكتوبر، وقيام شركة كارجيل بضخ استثمارات جديدة بنحو 120 مليون دولار من خلال توسعات وخلق شراكة مع شركة ADM، كما أعلنت شركة بيبسيكو قيامها بضخ 515 مليون دولار خلال الأربع سنوات المقبلة.
أمريكا والاستيراد
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر 5 دول استيرادًا للمنظفات المخصصة للاستخدامات المنزلية من مصر، إذ سجلت وارداتها العام الماضى 1.1 مليار دولار، مقابل 684.6 مليون دولار في 2017، بحسب بيانات هيئة تنمية الصادرات بوزارة التجارة والصناعة فيما سجّلت المنتجات الزجاجية أكبر زيادة بين المنتجات المصدرة عبر اتفاقية 'الكويز خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالى، إذ ارتفعت قيمة صادراتها من 48 ألف دولار خلال أول 5 أشهر في 2018، إلى نحو 1.3 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2019، بحسب بيانات الوحدة.
وقال إن التضييق التجارى التي تفرضه أمريكا على الصين، يمثل فرصة قوية للمنتج المصرى للانتشار في السوق الامريكى ومضاعفة حجم الصادرات المصرية للخارج خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن فرص مصر لدخول السوق الامريكى أقوى بكثير من السوق الصينى.
صادرات أمريكا للصين
وبلغت قيمة صادرات البضائع الأمريكية إلى الصين العام الماضى، نحو 120.3 مليار دولار، مقابل 129.9 مليار دولار في 2017 بنسبة تراجع %7.6، في حين سجلت الواردات الأمريكية من الصين نحو 539.5 مليار دولار في 2018 مقابل 505.5 مليار دولار العام قبل الماضى بنسبة ارتفاع %6.7.
قفزة في الصادرات المصرية
وقال محمد كمال جبر، خبير في الاقتصاد والاستثمار، ورئيس البناء العربى للتنمية والتطوير: إن إجمالي الواردات المصرية بلغ نحو 64 مليار دولار غالبيتها منتجات هندسية وأغذية مثل القمح والذرة ومنتجات معدنية أخرى متنوعة مثل الحديد والصلب المواد الخام وغيرها وحان الوقت لتصحيح المسار الإنتاجى في ظل الدعم التي تقدمه الحكومة المصرية لكبار وصغار المستثمرين سواء في الإجراءات التشريعية أو غيره من جذب استثمارات خارجية لرفع القوة الإنتاجية وبالتالى زيادة فرص مصر في التصدير للخارج.
وأضاف جبر: إن ارتفاع معدلات الصادرات المصرية إلى 8 مليارات دولار خلال آخر عامين هو مؤشر جيد في تحسن عمليات الإنتاج، وإتاحة الفرصة خلال المرحلة المقبلة لمضاعفة هذا الرقم، واستغلال الحرب الدائرة بين الصين وأمريكا سيعود بالنفع على مصر، والفرص الاستثمارية كبيرة سواء في التصدير أو جذب المستثمرين الأجانب لدخول السوق المصرى، والاستفادة من خبراتهم، والسوق المصرى مؤهل لاستقبال مزيد من المستثمرين والدليل كم الاستثمارات الأجنبية التي دخلت مصر خلال الأعوام الأخيرة.
فيما قال رامى جادوا، خبير اقتصادى، أن الحكومة تولي أهمية لمساهمة القطاع الخاص في عملية التنمية من خلال المشاركة في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، وعلى رأسها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس الذي يهدف إلى تعظيم الاستفادة من الإمكانات الهائلة لتلك المنطقة الواعدة، باعتبارها معبرا بين الشرق والغرب، إضافة إلى إنشاء عدد من المدن الجديدة، من بينها العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، إضافة إلى توفير خلق بيئة تشريعية جاذبة للقطاع الخاص من أجل الاستثمار، وهذا ما تم من خلال قانون الاستثمار والقوانين المكملة له، وتطوير البنية الأساسية من طرق وكهرباء ومياه وطاقة.
