رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو الكمار: الشريعة أمرت بحسن بناء الشخصية

لدكتور عمرو الكمار
لدكتور عمرو الكمار

قال الدكتور عمرو الكمار، عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، إن الشريعة أمرت بحسن بناء الشخصية، لتكون شخصية واعية، تدرك المخاطر، وتحسن مواجهة أعباء الحياة، وتتقي الفتن والشبهات، قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً}.


وأوضح أن الشريعة وجهت بأن يكون الإنسان صاحب شخصية واثقة، غير مترددة، تعي الصواب النافع، وتتبع الحق، ولا تخوض مع الخائضين، يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً؛ تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا)، مضيفا: لا شك أن من أهم الأمور التي لها أثرها البالغ في بناء شخصية الإنسان: الصحبة، فإنّ المرء يتأثر بجليسه ويصطبغ بصبغته فكرًا ومعتقدًا وسلوكًا وعملا، مبينا أن الصاحب يعلو بصاحبه، فما علا صحابة النبي إلا بسبب صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح في ندوة بناء الشخصية بمسجد السيدة زينب أن الإنسان إذا صاحب الأخيار علا معهم، وإذا صاحب الأشرار نزل معهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ”، والصحبة الصالحة لها أثرها في الدنيا والآخرة، فمنها أنها سبب في حب الله والفوز بالجنة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ : لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ)، قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ”.
الجريدة الرسمية