رئيس التحرير
عصام كامل

المشكلة في الساسة وليس الشارع المصري!


يخاف الكثير من السياسيين الليبراليين المصريين، الحديث علانية عن أفكارهم، ولن أكون مغاليا إن أكدت أنهم أنفسهم قبل غيرهم، يعتقدون قبل المواطن المتشبع بالنظرة الدينية عن الفكر السياسي عموما، أن هناك ثمة تناقضا جوهريا وأصيل بين الثقافة العربية والإسلامية والليبرالية!


هذه التشابكات وغيرها، تحدث عنها الكثير من المفكرين العرب، الذي صاغوا خيوط الأزمة منذ بدايات القرن الماضي، وأسباب صعود وهبوط هذا التيار، وكذلك وضعوا الشروط اللازمة لإحياء الليبرالية في البلدان العربية.

المتتبع لتاريخ الليبرالية في العالم العربي، والفرق بين الحاليين وأسلافهم، سيعرف جيدا معنى الخوف الشديد من إعلان الليبراليين الجدد على وجه التحديد انتماءهم للفكرة، بغض النظر إن كانوا على علم أصلا بشروحها كافة أم لا، وإن كانوا على علم بالأهمية القصوى لملء المجال العام بالأفكار المناهضة للأصولية والبلادة الإنسانية، وأعداء الحياة المدسوسين على البلاد، من أكثر مدنها حداثة، نهاية بالقرى والنجوع والكفور.

أي مشروع سياسي أو حزبي ينطلق من الأرضية الليبرالية ، ولا يدافع عن الفكرة ويعلنها صراحة ويعمل على نشرها، لايملك أسباب بقائه، وليس لديه أي أساس يرتكز عليه لبناء مشروع قابل للتطور والحياة، مهما ادعى غير ذلك.

احتياجات مصر، فكرية وثقافية في المقام الأول، وإقناع المواطنين بالحاجة إلى التغيير المطلوب للبلاد، وتٌسكين التحضر والحداثة، تفتح الطريق لإقامة ديمقراطية حقيقية في البلاد، كانت ومازالت شرطا أساسيا لقيام أي دولة مدنية عصرية، ولأي تنمية اقتصادية، بل ولأي مشروع يرغب في تحرير المجتمع من الرجعية التي هيمنت عليه وكادت أن تقوده إلى حافة الموت، ومازالت نفس الأسباب متوافرة، وستتوفر بقوة في الخفاء، طالما يحكم الساحة السياسية هذا النوع من الفكر والرؤى !
الجريدة الرسمية