مرتب سيادة اللواء
الرئيس يسأل.. والمسئول يجيب، أسلوب اعتدناه طوال السنوات الخمس الماضية، ثم يسدل الإعلام الستار على السؤال والجواب والحدث الذي اقتضى وجود الإثنين (السؤال والجواب).
لكن سؤال الرئيس للواء "محمد عبدالحي" عن مرتبه أثناء تدشين الصوبات الزراعية بقاعدة محمد نجيب يجب ألا ينتهي، ولا تنتهي الإجابة عليه بانتهاء الحدث، فعلى الرغم من عفوية الإجابة وأهميتها إلا أن السؤال كان بمثابة المدفعية الثقيلة التي أطلقها الرئيس -متعمدًا- لتطال كل قطاعات الدولة..
ويقيني أن سؤال الرئيس لم يكن بمنأى عن الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب واقعة مطعم المواطن السوري بالإسكندرية، والذي كشف فساد المحليات التي أدارت ظهرها لمخالفات المطعم ولم تتحرك إلا بعد تفاقم الأزمة، وتراثنا في المحليات يحمل تأكيدًا أن إدارة الظهر لا بد أن يكون لها مقابل.
سؤال الرئيس أيضًا لم يكن بمنأى عن خيبة أمل المصريين في اتحاد كرة القدم، الذي قامت الدنيا لفساد قيل أنه تمكن من مفاصله، ثم قعدت فجأة، فلا نحن عرفنا شيئًا عن الفساد.. ولا أحدًا من الاتحاد تمت إدانته، أو حتى إزاحته من شاشة يطل منها.
سؤال الرئيس لم يكن بمنأى عن أرقام ذكرها عن حجم الإنفاق على الإعلام، حيث أكد لأول مرة أن ما يتم إنفاقه ستة مليارات، أما العائد فلا يزيد على مليارين وثلاثمائة مليون جنيه، وهو قليل قياسًا بحجم الإنفاق، حتى العائد من المحتوى لم يكن مرضيًا للجميع.
سؤال الرئيس لم يكن بمنأى عن المجاملات والمحسوبيات التي تطرق إليها أكثر من مرة، وتحديدًا في مؤتمرات الشباب، ففي المؤتمر الأخير أكد على أهمية التجرد في الاختيار والإعتماد على النجباء، لأن المجاملات لا تؤدي إلى النجاح، وقبل المؤتمر الأخير.. وفي منتدى شباب العالم عام ٢٠١٦ أكد الرئيس أن المجاملات جزء من تكوين الشخصية المصرية، ولا بد من الاستعانة بالكفاءات.
سؤال الرئيس لم يكن بمنأى عن الحوار القصير الذي دار بينه ومحافظ الإسكندرية حول مهام لم تنفذ بعد، ومنها نقل السوق، الذي لم يعط المحافظ توقيتًا للانتهاء منه، ولا الميزانية المرصودة له، وكأن التساؤلات كانت موجهة لكل المحافظين.
سؤال الرئيس للواء "محمد عبدالحي" لم يكن بمنأى عن حديثه حول المحليات في مؤتمر الشباب الأخير، حيث أكد أن اختيار عناصر جيدة للمحليات ستكون الخطوة الأولى لمواجهة الفساد والفوضى، وطالب الحكومة بضرورة تقديم قانون المحليات للبرلمان للانتهاء منه في دور الانعقاد المقبل.
سؤال الرئيس أيضًا لم يكن بمنأى عن تأكيده على بداية انطلاقة جديدة للإعلام المؤثر الذي يحمل محتوى مختلفًا، وانطلاقة توعوية تلعب فيها وزارات الثقافة والشباب والتعليم دورًا مهمًا من خلال التنسيق فيما بينهم.
سؤال الرئيس للواء "محمد عبدالحي" رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعة المحمية عن مرتبه.. يأتي في إطار أسلوب يستخدمه الرئيس حتى لا يأذي مشاعر أحد، وهو الأسلوب الذي يغلب فيه التلميح على التصريح، وطالما وجدناه يتأنى في اختيار المفردات أثناء إرتجاله حتى لو بدا غاضبًا.
سؤال الرئيس هذه المرة كان متعمدًا، كما أنه بمثابة بداية لحساب لن يفلت منه أحد، لذلك يجب أن نتوقف أمامه كثيرًا، ولا نسدل الستار عليه لأنه مختلف عن سابقيه في الدلالات التي يحملها، والنتائج التي يقودنا إليها.
besherhassan7@gmail.com