رئيس التحرير
عصام كامل

«النخبة التونسية» أخطر عقبة أمام أحلام الإخوان في كرسي الرئاسة.. تحالفات من كل التيارات المدنية لعزل «النهضة» سياسيًا واجتماعيًا.. وباحث: الحركة لم تجد شخصية توافقية من خارجها وقرر

فيتو

فجوة ليست جديدة، بل تمتد إلى بداية عمر حركة النهضة ــــ إخوان تونس ـــــ مع النخب الثقافية والسياسة والعلمانية، ولكنها تتسع يوما بعد الآخر، باعتراف النهضة نفسها، التي دفعت بالقيادي التاريخي عبد الفتاح مورو، إلى المنافسة على انتخابات رئاسة الجمهورية التي ستنعقد بعد ثلاثة أشهر، بسبب وفاة الرئيس السابق، الباجي قايد السبسي، ما يشكل حائط سد قوي، ضد أحلام الإخوان في الحكم.


زايد النابلسي: وحوش الإخوان فجروا معهد الأورام ولم نسمع صوتا لأتباع "سيد قطب"



ضربات من الداخل والخارج

لا تعاني الحركة من الصراعات الفكرية والسياسية مع القوى المناهضة لها فقط، ولكن من القوى الدينية أيضا، وخاصة إخوان مصر، والموالين لها بالخارج، والتي ترد على عدم وقوف الغنوشي معهم، وانتقاداته الشديدة لها.

تحاول الجماعة ضرب مرشح النهضة عبد الفتاح مورو، وتصدر الإعلامي الإخواني أحمد منصور، قائمة المشككين في صلاحية الرجل بإعادة نشر «فيديو» مقتطع من لقاء، أجراه معه في برنامجه بلا حدود على قناة الجزيرة، قبل 5 سنوات، ويؤكد فيه "مورو" أنهم غير مؤهلين للحكم في تونس، خاصة أنهم لايمتلكون علاقات آمنة مع النخب التونسية.

كما اعترف القيادي التاريخي بحركة النهضة، أن الجماعة فشلت بدون نخبة، من مختلف أبناء المجتمع، بعدما تفنتت على مدار السنوات الماضية في تشويههم، كما هي عادة أذرع الإخوان في جميع بلدان العالم، ولم يكن في حسبانهم يومًا، أنهم سيحتاجون إلى النخب المدنية، في أكثر من المناكفة على مصالح ضيقة، لا تتخطى الفوز بمقاعد صغيرة بالبرلمان، في ظل الأنظمة الشمولية التي تواكبت على حكم البلاد.

الصراع مع النخب التونسية الرافضة لترشح النهضة للرئاسة، يبدو أنه سيكون سببًا كافيا للكثيرين للانشقاق عن النهضة، حيث ألغي الغنوشي عضوية كل معارضيه، على رأسهم لطفي زيتون، مستشار الغنوشي، الذي انتقد رئيس الحركة على فيس بوك، بسبب خطوة الترشح للرئاسة، وأكد أن القوائم الانتخابية للحركة، وضعت على أساس الاستبعاد السياسي والولاء للغنوشي، الذي يحكم الحركة بقبضة حديدية، ويسعى لخوض معركة، بسبب استشعاره الخطر، من تعاظم التحالفات السياسية التي تم تشكيلها مؤخرًا لعزل الإخوان سياسيًا، لذا قرر استخدام كل سلاح، بما في ذلك هو نفسه، بعد قراره الترشح للبرلمان المقبل.

وقد يصبح الغنوشي رئيسا للبرلمان، إذا حصل حزب النهضة على أغلبية المقاعد، وهو المسار الذي تقاومه النخبة الآن بكل الطرق، خوفا من تحالف الإخوان والسلفيين على أغلبية البرلمان، بجانب مقعد الرئاسة، ما يمهد لهما معا تسوية الحسابات مع المدنيين، إذا ما ربحوا البرلمان ومقعد الرئاسة.

لا يوجد توافق وطني

تحركات النخبة، يترجمها رضوان المصمودي، رئيس مركز الإسلام والديمقراطية، بشكل مختلف، إذ يؤكد أن النهضة حاولت منذ أشهر البحث عن شخصية توافقية وطنية من خارج الحركة، يكون حولها إجماع بين الأحزاب، لكنها لم تجد من يحقّق هذا الشرط، ولم تجد إلا تزكية واحد من قيادتها.

حديث المصمودي المقرب من «إخوان تونس» يضرب الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي في مقتل، وينهي على كل محاولاته طوال الأشهر الماضية، في التقرب للإسلاميين من أجل دعمه للرئاسة، ولكن الجماعة التي تعرف من أين تؤكل الكتف، تفهم جيدًا محدودية شعبية المرزوقي بين التيارات السياسية التونسية، ما يعني أنهم في حاجة للمخاطرة بأنفسهم، بدلا من المراهنة على كارت خاسر.


الجريدة الرسمية