رئيس التحرير
عصام كامل

لبيك حجا.. يوم التروية على مشعر منى (صور)

فيتو

أعلنت قيادة شئون المرور السعودية المشاركة في حج العام الحالي 1440هـ؛ عن خططها المرورية لتصعيد حجاج بيت الله الحرام من مكة المكرمة إلى مشعر منى في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، ثم إلى مشعر عرفات، اعتبارًا من منتصف ليلة اليوم التاسع من الشهر الحالي.



ويصعد نحو 2.5 مليون حاج، الجمعة الموافق الثامن من شهر ذي الحجة إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، عشية وقوفهم على جبل عرفات السبت، التاسع من ذي الحجة، لأداء ركن الحج الأعظم، في حين أكدت السلطات في المملكة العربية السعودية اكتمال الاستعدادات وتسخير كل الإمكانيات والخدمات لخدمة ضيوف الرحمن. وبلغ عدد الحجاج القادمين لأداء مناسك الحج من الخارج عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، منذ بدء القدوم وحتى نهاية يوم الأربعاء 1.849.817 حاجًا، وذلك وفق الإحصائية التي أصدرتها المديرية العامة للجوازات.

يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.


ويقول المؤرخون إن تسمية "منى" أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنى.

وذكر بعض المؤرخين أنه كان بمنى مسجد يعرف بمسجد الكبش، وبمنى نزلت سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم، وبه تمت بيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية؛ حيث بايعه عليه السلام في الأولى 12 شخصا من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، فيما بايعه في الثانية 73 رجلا وامرأتان من أهل يثرب وكانت قبل هجرته عليه أفضل الصلاة والسلام إلى يثرب.


وعلى امتداد الخلافة الإسلامية بني الخليفة المنصور العباسي مسجدا عرف بمسجد البيعة في الموضع ذاته سنة 144هـ، وأعاد عمارته لاحقا المستنصر العباسي، ويبعد نحو 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكة المكرمة.

صلاة الظهر والعصر

يقضي الحاج بمنى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ويستحب فيه المبيت في منى تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلي الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا دون جمع ويسن المبيت في منى.

ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ومن ثم المبيت في مزدلفة.



ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الـ3 مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه.

وكما جاء في القرآن الكريم "وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"، والمقصود بها منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده.

والأصل اللغوي لكلمة تشريق مادة "شرق" ولها 3 معان؛ الأول الأخذ من ناحية المشرق، والثاني صلاة العيد مأخوذ من شروق الشمس؛ لأن ذلك وقتها، وأخيرا 3 أيام بعد يوم النحر وهو اليوم الأول من أيام عيد الأضحى، وهذا هو الاستعمال الأغلب.

وسميت هذه الأيام بذلك لأن العرب، كما قال ابن حجر، كانوا يشرقون لحوم الأضاحي في الشمس وهو تقطيع اللحم وتقديده ونشره.


الجريدة الرسمية