رئيس التحرير
عصام كامل

وزيرة الثقافة تستجيب لـ"فيتو" وتتواصل مع حفيدة العقاد لحل أزمة منزله (صور)

فيتو

لا تنقطع معارك المفكرين حتى بعد وفاتهم، فمعارك المفكر الراحل عباس العقاد ما زالت تتجدد كل فترة، ليكون العنوان الرئيسي للمعركة الحالية هو منزل عباس العقاد، الكائن في حي مصر الجديدة بالقاهرة.


عباس العقاد يكتب: بعضا من تجارب الحياة

بدأت أزمة منزل العقاد بمناشدات بثها أحفاده للرأي العام، للمطالبة بإنقاذ البيت من براثن مالكيه، والعمل على ترميمه خاصة بعد تسجيل المنزل في سجلات جهاز التنسيق الحضاري، وضمه لمبادرة "عاش هنا" التي أطلقتها وزارة الثقافة والجهاز توثيق منازل الأدباء والمفكرين وقامات الإبداع المصري، ويحتاج المنزل لعملية ترميم وتنكيس، حيث سقط جزء من الدور الثالث للمبنى في شهر يناير الماضي، إضافة إلى تشويه المنظر الحضاري للمنزل ببناء "غية للحمام" يمتلكها صاحب العقار، الأمر الذي يهدد مقتنيات المفكر الراحل ويعرضها لخطر محدق.

نصائح عباس العقاد لخلق جيل من المثقفين

ومع العديد من المناشدات غير المجابة لأحفاد العقاد، قررت الأسرة تحرير محضر رسمي ضد صاحب العقار، لتلزمه بعملية تنكيس وترميم المنزل، وتم تقديم نسخة منه لرئاسة حي مصر الجديدة.

وفيما يلي نسخة من صور المحضر المحرر:


وفي هذا الشأن تواصلت "فيتو" مع المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة المصرية، وأطلعناه على الصور الضوئية للمحضر، حيث أكد أنه سيتابع الأزمة عن كثب بالتواصل مع رئاسة حي مصر الجديدة لحل الأزمة، مؤكدًا أن جهاز التنسيق الحضاري هو جهة فنية استشارية، أما الجهة التنفيذية التي يمكنها التحرك على أرض الواقع فهي رئاسة حي مصر الجديدة، كما أكد أبو سعدة أنه سيرسل لجنة صباح الخميس للوقوف على حالة المنزل وتقييم وضعه.

عباس محمود العقاد يكتب: خواطر شخصية

وعملت "فيتو" كحلقة وصل بين وزارة الثقافة وجهاز التنسيق الحضاري وبين "عبير العقاد" حفيدة المفكر الراحل، حيث تواصل معها منذ قليل المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق، للوقوف على الأزمة واستبيان حالة المنزل..

وقالت عبير العقاد في تصريحات خاصة لـ"فيتو": إن المهندس أبو سعدة أجرى اتصالا هاتفيا معها، حيث أكد لها أن وزارة الثقافة مع أسرة الكاتب قلبًا وقالبًا ويتابعون الموقف أولًا بأول، على أن يتم إرسال لجنة من المهندسين صباح الخميس للوقوف على حالة المنزل والعقار ومشهده الجمالي.

كما تواصلت "فيتو" مع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، التي اهتمت بدورها بالحدث، وتبنت الاتصال هاتفيا بالكاتبة عبير العقاد حفيدة "عباس العقاد"، حيث أكدت لها وقوف وزارة الثقافة إلى جانبها، وأنها تتابع مجريات الأحداث، ولن تدخر الوزارة أي جهد ممكن لحل أزمة المنزل.

وقالت حفيدة العقاد في تصريحات خاصة لـ"فيتو": إن تواصل وزيرة الثقافة شخصيًا لمتابعة الأزمة، يشعرهم بجزيل الشكر والامتنان، مؤكدة أن وزيرة الثقافة أبدت اهتماما كبيرا بالمنزل.


وكان الكاتب الصحفي عصام كامل رئيس تحرير جريدة وبوابة "فيتو"، أثار قضية "بيت العقاد" في مقاله بالعدد الورقي الصادر أول أمس الثلاثاء، تحت عنوان "بيت العقاد .. عشة حمام"، وقال: إن منزل الأديب والشاعر الكبير عباس محمود العقاد الكائن بشارع شفيق غبريال الأقرب إلى ميدان روكسي بمصر الجديدة الذي كان مهابة تنطق بها الحوائط الشاهدة على فترة تاريخية هي الأبهى والأعظم في تاريخنا الأدبي والثقافي، أصبح الشارع سوقا تجاريا فوضويا، وزحف كل ملامح الإهمال لتنهش ما تبقى من عطر العقاد.



وأضاف أن بيت العقاد أصبح في مرمى نيران العبث، بعد قدوم ساكن جديد يجهل القيمة التاريخية للمنزل، وأنشأ الساكن الجديد "عشة حمام" فوق سطح المنزل، مشيرا إلى أنه رغم تنبه وزارة الثقافة إلى أهمية الدار وصاحبها وصدور قرار باعتباره عمارة فريدة لا يجوز هدمها أو تغيير ملامحها إلا أن القرار ظل حبرا على ورق.

وتابع الكاتب الصحفي عصام كامل في مقالته: "نعم بيت عقاد الأمة، وصاحب العبقريات، وسارة، وفي بيتي، أصبح عشة حمام، وها هو بيت العقاد النموذج الفريد يتحول إلى مجموعة من فتارين البيع والشراء وسطحه "عشة حمام".

واختتم "كامل" مقاله: "إن الدولة المصرية التي أعادت للرئيس محمد نجيب حقوقه، بعد عقود من الظلم والإهانة والإساءة إلى تاريخه ونضاله، وإخلاصه، كفيلة بإعادة بعض ملامح هُويتنا بين جدران بيت العقاد، إن الدولة المصرية في سعيها الحثيث إلى الغوص في أعماقنا الثقافية وتثبيت الهُوية استطاعت في أيام قليلة أن تقيم متحفا عظيما لأديب نوبل نجيب محفوظ بعد توهان لأكثر من ثلاثة عشر عاما، كفيلة بأن تعيد إلى بيت العقاد مهابته ومكانته ليتحول إلى إطلالة نور تشع بضيائها على الأجيال الجديدة".

طالع مقال رئيس التحرير بيت "العقاد".. عشة حمام!!

الجريدة الرسمية