رئيس التحرير
عصام كامل

ملك الصفيح على أرصفة قنا: الصين احتلتنا (صور)

فيتو

على رصيف نافورات وسط شارع العمري بمدينة قوص، جنوب محافظة قنا، يفترش الأرض رجل سبعيني العمر، مرتديًا جلبابًا صعيديا، وعلى رأسه يضع طاقية ويلف عليها شاملته الرمادية اللون، وعلى جواره وابور الجاز، وعدد من الصفائح المخروطة، وعلب الألبان والسمن الفارغة، وجردل قديم يضم العديد من أدوات الصناعة.


"فيتو" التقت العم فتحي محمد، على رصيف الصفيح، للتعرف أكثر على أسرار ملكه كما يردد الكثير من الأهالي.

الصعيدي غلب الصيني
قال فتحي، إننا أعمل بهذه الناعه منذ عدة سنوات، وهي لقمة عيشي التي تعلمتها عن آبائي وأجدادي، وأقوم بالعديد من الصناعات المتعلقة بالصفيح منها الحاصلات وأدوات الزينة، وبيوت الحمام والفراخ، وغيرها من الصناعات، فضلًا عن ألعاب الأطفال.

وأشار العم فتحي، أن الصناعات الصعيدية منها فيها ورخيصة الثمن، ومنذ دخول الصناعات الصينية، ونحن نعاني من الركود، ولكن في الفترة الأخيرة بدأنا نشعر بالانتعاش وإقبال الأهالي وخاصة الأطفال على الشراء، فالحصلات من أهم المنتجات الصفيحية التي يقبل عليها الأطفال بالإضافة إلى أن البعض منهم يأتي إلي لعمل لعبة معينة وأقوم بها.

صيجان الكعك
وأكد العم فتحي، على أن صيجان البسكوت والعكك من المنتجات التي تقبل عليها النساء وبخاصة في مواسم العيد، وهن حريصات على عمله في المنزل، والبعض منهن يأتي بالصفيح وأخريات يفضلن الشراء جاهز دون تعب أو عناء.

واستطرد قائلا: "الأسعار اختلفت كثيرًا عن الماضي، فالشيء الذي كان بربع جنيه أصبح بجنيهات، ولكن بالطبع الأسعار التي نبيع ونشتري بها أقل بكثير من الاستيراد للمنتج الصيني الذي ينافس دون فائدة فالحصلات والألعاب الصيني تأخذ وقتها وتهالك، وتتلف، أما منتجاتنا فتظل وحتى إن حدث عطل بها نقوم بإصلاحه وتعود كما كانت، وأحيانًا أفضل.

وسرد العم فتحي، قصص عن تلك المنتجات التي تعلمها، مؤكدًا على أن الحياة لا تتوقف عند سن معينة ونحن نظل في تلك الحياة نعافر حتى نصل إلى ما نريد، ولكننا أرفض بشدة الجلوس وانتظار أن يأتي نجلي ويعطيني النقود، بل على العكس فإنني أقوم بإعطائه في بعض الأحيان.

لحام الوابور
وأكمل العم فتحي حديثة لــــ"فيتو" قائلًا: "أقوم بلحام الأواني الحديدية التي تتلف من النساء في المطبخ بالإضافة إلى أنني أعيد تدوير بعض الأواني التالفة إلى طبيعتها وهذا يوفر الكثير على المواطن البسيط، الذي يعاني من ارتفاع الأسعار للأواني في الأوانة الأخيرة.

وتابع قائلًا: أغلب زبائني يعرفون عني أني لا أغالي في الأسعار ولا أحب الاستغلال، ويكفيني من رضا ومحبة الله والأهالي، ولذا فأنني لا أضع سعرا محددا وما يعطينيه الزبون أشكر الله تعالى وأحمده عليه".
الجريدة الرسمية