رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس المكتب الثقافى الكويتى بالقاهرة : الجامعات المصرية بريئة من أزمة "الشهادات المزورة"

فيتو

  • فضل مصر على العرب لا ينكره إلا جاحد
  • الجامعات المصرية طورت نفسها وهى الآن أكثر الجامعات العربية تقدما بالتصنيفات العالمية
  • لا بد من تحسين خدمة الطلاب الوافدين ولابد أن يستقبلوا في المطار لأنهم مصدر للعملة الصعبة
  • يجب إلزام الطلاب الوافدين بالحضور.. وطالبت بإعداد تقارير عن أداء الباحثين الكويتيين بالجامعات المصرية


«الطلاب الوافدون» واحد من أهم مصادر الدخل القومى المصري، وخلال السنوات الأربع الماضية حققت وزارة التعليم العالى طفرة كبيرة في هذا الملف، وهو ما ترتب عليه حدوث زيادة في الدخل من الوافدين لأكثر من مليار و200 مليون دولار في عام واحد، وكان الطلاب الكويتيون في صدارة قائمة «الوافدين»، وتزامنا مع التصدر الكويتى للتعليم في الجامعات المصرية، نشرت بعض الصحف الكويتية أخبارا عن وجود شهادات مزورة من الجامعات المصرية لدى بعض المسئولين بمناصب مرموقة، ورغم أن المسئولين بالتعليم العالى الكويتى أكدوا براءة الجامعات المصرية من هذا الأمر، إلا أننا في "فيتو" قررنا محاورة واحد من أهم قيادات ملف الطلاب الكويتيين في مصر، رئيس المكتب الثقافى الكويتى بالسفارة الكويتية بالقاهرة، الدكتور أحمد المطيرى، للحديث عن أسباب اعتماد 7 جامعات مصرية فقط للطلاب الكويتيين وأزمة الشهادات والعديد من الأسئلة التي تهم ملف الوافدين.. إلى نص الحوار:

• بداية.. حدثنا عن رأيك في التعليم العالى في مصر بخبرة السنوات التي قضيتها وتعاملت من خلالها مع العديد من الوزراء؟
 في الحقيقة القيادة التاريخية الحالية لمصر الكل يقر ويشهد بدورها ومكانتها، وهي الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان، وفى مجال التعليم العالى أؤكد أن نجاح التعليم العالى في مصر ينعكس إيجابيا على التعليم العالي في الوطن العربي كله، وللعلم اختيار هذا العام عام التعليم والتعليم العالى في مصر تسمية في مكانها.

• حدثنا عن الفترة التي قضيتها في المنصب وكيفية التعامل مع وزارة التعليم العالى في الحكومات المصرية المتعاقبة؟
 منذ تكليفى بتولى المستشار الثقافى قلت لسفاراتنا في مصر: إننى موظف في وزارة التعليم العالى المصرية، وأتشرف بأن أتعامل مع الأخوة العاملين في التعليم العالي الصديق وزير التعليم العالى وجميع العاملين، ومنذ يومي الأول في مصر أتعامل وأعمل بشفافية حبا في إنجاح العملية التعليمية في مصر، لأن ذلك سينعكس بالإيجاب على أبناء بلدى الذين يدرسون بالجامعات المصرية، وعندما يكون هناك أي تقصير نجلس ونتناقش ونطور في المسألة مع المختصين بحل تلك المشكلة، وللعلم خدمت سنتين ونصف السنة في وظيفتى، وأقول الحمد الله أننى حققت الكثير من الأهداف التي تمنيت تحقيقها، سواء فيما يتعلق بأهداف أبنائى الطلاب أو ما يخص علاقتى مع «التعليم العالى».

• كم عدد الطلاب الكويتيين الدارسين بالجامعات المصرية؟
 ما يقارب الـ16 ألف طالب، ما بين التعليم الأساسى بكالوريوس أو ليسانس، ودراسات عليا، وجميعهم متفرقين على الجامعات الحكومية، وليس لدينا طلاب بالجامعات الخاصة إلا قليل جدا.

• مؤخرًا تناولت الصحافة الكويتية وجود شهادات مزورة وجاء اسم الجامعات المصرية ظلما في ذلك.. نريد معرفة الحقيقة حتى نغلق هذا الملف؟
 الجامعات المصرية ليست متهمة في هذا الأمر نهائيا وليس لها علاقة، ولا توجد جامعة في العالم تزور شهادتها، وهذا ما ذكره وزير التعليم العالى الكويتى، والشهادات التي زورت تمت في مكان مظلم من قبل مجرمين، وللعلم الجامعات المصرية تعاونت معنا عندما تم توجيه كتابات لها للتأكد من صحة بعض الشهادات، واتخذت إجراءاتها تجاه هذه الشهادات حماية لسمعتها الأكاديمية، ومازالت أؤكد أنه لا توجد جامعة في العالم تفعل هذا، وأقول بصدق إن الجامعات المصرية عريقة ولا تزور شهادتها أبدا، وليس لها علاقة بالأمر من قريب أو بعيد، وإذا اكتشفنا أي شهادة مزورة في الكويت حاليًا فإنها تحال للنيابة العامة.

• صدر قرار من قبل دولة الكويت أثار حالة من التساؤلات في الشارع المصرى وهو الخاص بالاعتراف بـ7 جامعات مصرية فقط.. حدثنا عن أسباب هذا القرار؟
 «خلينا نتكلم بصراحة».. الثروة البشرية هي الثروة الحقيقية قبل أي ثروة أخرى، وتجارب الدول عندنا كثيرة، والكثير من الدول ليس لها ثروات طبيعية، والله سبحانه وتعالي وهبنا ثروات طبيعية ولله الحمد تستغل استغلالا حسنا لتنمية الثروة البشرية، لذلك في دولة الكويت بدأنا تطوير التعليم والصحة، والآن أصبح دخل الفرد الكويتي أعلى من أي دولة نفطية أخرى، ولذلك ما يهمنا في دولة الكويت أن تكون المخرجات التي تدخل سوق العمل بجودة عالية، ولذلك لا يجوز أن نلحق عمالة بسوق العمل غير مؤهلة، وتكون والنتيجة سلبية أو أخطاء ترتكب في حق الناس، لذلك قامت الجهة المسئولة عن الجودة في الكويت باتخاذ قرار إستراتيجي، والقرار ليس متعلقا بالجامعات المصرية فقط، لكنه قرار عام صدر بأنه يتم الاعتراف بأحد المعايير العالمية الأكثر احتراما وهو QS البريطانى، وصدر القرار بأن أول 50 جامعة عربية ضمن التصنيف البريطانى هي جامعات معتمدة للطلاب الكويتيين بكل الدول العربية وليس مصر فقط، وهذه الجامعات هي المعتمدة الآن للدراسة للطلاب الكويتيين الجدد، وأؤكد أن الجامعات المصرية حسنت من وضعها كثيرا وكثيرا ولديها تصنيف متقدم، وأى جامعة مصرية تنضم حديثا للجامعات الخمسين الأوائل بالتصنيف البريطانى سيتم إضافتها فورا للجامعات المعتمدة بالكويت، وهناك جامعات قريبة من ذلك منها حلوان، واعتمدنا جامعة الأزهر لمكانتها التاريخية، وشرف لأى دارس أن يكون خريج الأزهر، وهو منارة إسلامية كبيره نعتز بها، وهو مستثني من هذا التقييم ومتاح للطلاب الكويتيين، ونحن لا نكابر وكان بعض أبنائنا لديهم اخطاء في اختيار بعض التخصصات، لكن الأمور حاليًا يمكن القول إنها في نصابها الصحيح.

• من واقع متابعتك.. ما أبرز المشكلات التي تواجه الطلاب الوافدين في مصر؟
من القضايا المهمة جدا والتي تحدثت عنها كثيرا، هي أننا في حاجة إلى خدمات للطلاب الوافدين، وهناك فرق بين الخدمة والتحصيل العلمى، فالأخير عامل مشترك بين الطالب المصرى والوافد، سواء الدراسة أو الامتحانات وآلية التصحيح، أما الخدمة فهى موجودة في كل الجامعات، وكنت طالبا في الجامعة الأمريكية بواشنطن، وأول مكتب تعاملت معه كان مكتب الطلبة الدولى، وهناك تم توفير كل شىء من إقامة وأوراق وتحديد السكن والمطاعم، وأعطونى قائمة بالمأكولات الحلال، ولا بد أن نعترف أن ذلك بيزنس، ولكن نحن نعانى في بعض الأوقات من أنه هناك جامعات تتعامل مع الطالب الكويتى على أنه «عارف كل شىء» وهذا غير صحيح، وللعلم هناك طالب يضطر للسفر إلى بلده مرتين، من أجل إنهاء أمر كان من الممكن أن ينتهى في ثوانٍ، إذن المسألة بسيطة لتوفير الخدمة للوافدين، والطالب الوافد يدفع بالعملة الصعبة، وبدلا من أن تسدد لجامعات أمريكا وبريطانيا، مصر والدول العربية أولى بها، خاصة وأن جامعاتها عريقة، ورسوم الوافدين مصدر دخل مهم للجامعات، ومورد مهم، وهو أمر مهم.

• بخبرتك في مجال التعليم ما أفضل الطرق لتسويق التعليم وخدماته؟
الاهتمام بتسويق المنتج التعليمى من خلال تطويره والاهتمام بالوافد بحيث يصبح هو من يدعو للدراسة بجامعته، من خلال ما شهده من معاملة وخدمات وتحصيل علمى، وهذا الأمر أفضل من فكرة المعارض، لأن الجميع سيسأل الخريج ذا الكفاءة والإمكانيات العالية من أي جامعة تخرجت، وذلك أفضل تسويق، ولا بد أن نؤكد أن أوضاع الوافدين بدأت تتحسن منذ 5 سنوات، ومن وجهة نظرى مصر تحتاج إلى أضعاف الجامعات الحالية من حيث العدد.

• ما رأيك في أداء إدارة الوافدين الحالية خاصة وأنك تعاملت مع أكثر من إدارة؟
لا بد أن أشيد بإدارة الوافدين المصرية وجهدهم، وأثنى على المبنى الجديد للوافدين وهو بمثابة نقلة كبيرة، والمبنى القديم حقا لم يكن يليق بمصر، والمبنى الجديد أفضل بكثير، ومن وجهة نظرى الطالب الوافد يستقبل في المطار وتحسب التكلفة عليه، إلى جانب ضرورة وجود خدمة متميزة، بداية من الإدارة العامة للوافدين بالجامعة، ومكتب الوافدين بالكلية، لتسهيل الخدمات لهم، وسأعطى مثالا بطب الإسكندرية الذي بدأ بثلاثة طلاب، ونظرا لكفاءة التدريس والمنتج والتدريب، أصبحوا 32 طالبا، وهؤلاء الطلاب سوقوا للكلية حتى 75 طالبا من خلال ما يتلقونه وأتوقع أن يكونوا 100 هذا العام.

• شهد التعليم العالى في مصر خلال الفترة الأخيرة نقلة كبيرة من خلال تنوع الجامعات والبرامج الدراسية.. تعليقك؟
 صراحة.. توجه الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته واضحة في الاهتمام والنهوض بالتعليم العالى المصري، والدليل اختيار هذا العام عام التعليم العالى، كما أن هناك تنوعا واضحا في الجامعات، سواء جامعات العاصمة الإدارية التي ستكون فروعا لكبرى الجامعات الدولية، فضلا عن جامعة الجلالة، والتعليم العالى المصرى به قفزات كبيرة واضحة نحو الجودة، وواقعيا يمكن القول إننا في الوطن العربى تأخرنا في التصنيفات الدولية جميعا، ولكن أكثر الجامعات ظهورا وتقدما في التصنيفات الدولية هي الجامعات المصرية، ونعترف بنقلة متميزة في إدارة الوافدين والجامعات المصرية، ونحن نتعامل إلكترونيا مع الجامعات المصرية، وذلك بفضل تطورها، وبرامجها أصبحت ساعات معتمدة، حتى العلوم الإنسانية وكثير من الامتحانات أصبحت تصحح إلكترونيا، وهذا أكثر دقة في الامتحانات وهذا الأمر متطور جدا وزرت جامعات مصرية كثيرة وشهدت هذا التطور، سواء في حلوان وكفر الشيخ والزقازيق وبنها وجامعات كثيرة بالعاصمة منها الجامعة الأوروبية التي وقعت مع جامعات كبرى عالميا، وأناشد فقط أن يتم تسويق الخط الساخن للطلاب الوافدين وأن يعلن بجميع الجامعات، وينشر في وسائل الإعلام ويعلق بالجامعات.

• كان لك رد قاطع وموقف حاسم في إحدى القنوات المصرية عندما أثيرت أزمة الشهادات المزورة.. تعليقك؟
 جملة واحدة لا بد أن يعلمها الجميع «لا ينكر فضل مصر علينا إلا جاحد»، المصريون أخوة لنا، بالإضافة إلى أن من علمونا مدرسون مصريون، ومن عالجنا أطباء مصريون، وهذا فخر لنا، وما ينسى الفضل إلا ما عنده وفاء، وأؤكد أن نجاح العملية التعليمية في مصر سواء الجامعى وما قبل الجامعى، سيعود بالأثر الإيجابى على الأمة العربية، لأن مصر تاريخيا هي قيادة لها.

• كيف تتعامل دولة الكويت مع الكويتيين الحاصلين على شهادات جامعية أثناء تقدمهم للعمل، وأى الشهادات لها مصدر القبول الأكبر؟
 في الحقيقة لدينا قطاع عام وقطاع خاص، والجميع يتقدمون لوظائف القطاع العام فور تخرجهم، وجميع الشهادات في الكويت تعامل معاملة واحدة، وهناك مقابلة شخصية، واختبار لأى شخص يتقدم لأى وظيفة، والقبول لا يكون فقط حسب الشهادة الجامعية، لكن هناك قواعدة محددة، وفى النهاية الجودة تفرض نفسها، وأكرر هنا إن أفضل تسويق للمنتجات التعليمية العربية أن يكون الخريج متميزا.

• هل الطالب الكويتى قبل التحاقه بأى جامعة مصرية يحضر إلى المكتب الثقافى أم يتقدم للجامعة مباشرة؟
 في الأساس يتقدم إلى موقع الوافدين لتسجيل بياناته، وليس شرطا أن يحضر إلى المكتب الثقافى، لكن منذ أول يوم توليت فيه فعلت البريد الإلكتروني (الإيميل) بشكل كبير وألغيت التعامل من خلال التليفون، والآن أتلقى كافة المراسلات التي تحضر للملحقية الثقافية الكويتية، وهناك موظفة مخصصة للرد عليها والتعامل معها، ومتابعة الرد على كافة الإيميلات للرد على كافة التساؤلات، ونحاول أن نساعدهم، وكنا نتعامل مع 4 جامعات خاصة في مصر، في تخصصات معينة وهي مصر الدولية وفاروس والمستقبل وجامعة أكتوبر للعلوم، ولكن خضعوا لقرار الجامعات الخمسين الأوائل المصنفين بتنصيف QS، لأن القرار شامل الحكومى والخاص.

• بعد قرار اعتماد 7 جامعات مصرية فقط كم عدد الطلاب الوافدين الكويتيين في مصر الآن؟
 لا أخفى عليك.. العدد في تراجع، وليس بسبب قرار اعتماد الجامعات الـ7 فقط، ولكن بسبب قرار آخر بالكويت خاص بأنه يحق فقط لأى شخص الدراسة مادام لا يعمل، أي لا يجمع بين الوظيفة والدراسة، لأن الدولة تعترف بشهادة الطالب المنتظم، فكيف يحدث ذلك وهو على رأس عمل، وللعلم كنا في عام من الأعوام 24 ألف طالب، وما زلنا الأكبر من حيث العدد.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية