رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإعلانات صناعة ثقيلة وليست بهذه السذاجة


صناعة الإعلان من الصناعات العلمية الثقيلة التي تدرس علوم الاقتصاد واتجاهات الأمم وطرق تغيير سلوك الناس، ولا بد من الاعتراف أن لدينا مشكلة في التسويق سواء الاقتصادي أو السياسي، ومن الطبيعي أن يكون التسويق لشحذ الهمم وشحن الجماهير والفريق.. لكن الاعتذار عن تقصير أو هزيمة مسألة شخصية جدا، ولا بد أن تكون نابعة من الشخص نفسه، ولا يصلح فيها تمثيل وإخراج خاصة بهذه السذاجة والرداءة، وكأنها مدرسة ابتدائي والميس حفظتهم ورصتهم عشان يسمّعوا الكلمتين.


ثم ماذا تعني إيه السنين؟ وبدا الموضوع كله بيزنيس.. الفرحة بيزنيس والهزيمة بيزنيس.. والاعتذارات في تويتر كلها بيزنيس وتجارة بالمشاعر واللعب عليها. المشكلهً في ربط البيزنيس والسبوبة بالانتماء والوطنية وكرامة مصر والرجولة. والحكاية كلها فلوس.

لاعب المنتخب المفروض أنه صاحب رسالة قومية وليس بيزنس. ولا يجوز أن تكون هنا كنسخة للنجاح ونسخة للفشل.. فاللاعب يدخل البطولة وكله ثقة في الفوز، بحيث يسيطر على وجدانه وكل معنوياته، ولكن كان إعلان الاعتذار عن الهزيمة دليل على تراجع صناعة الإعلان ورحيل المحترفين وترك الساحة للهواة والواسطة والمجاملات، وقد تصدر هاشتاج "غير مقبول" قائمة تريندات موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، والذي عبر فيه رواد الموقع عن غضبهم من أداء لاعبي المنتخب الوطني في الملاعب والإعلان.

وزاد الغضب بعدما ظهر بعض من لاعبي المنتخب، يقدمون اعتذارا في إعلان لإحدى شركات المشروبات الغازية، والذي جاء فيه كلمات على لسان اللاعبون "بصوا.. إحنا ممكن نديكوا حجج السنين.. وممكن نقول الحكام.. وإنتوا عارفين.. بس أسلم حاجة نعتذر.. آسفين". 

والمصيبة كانت في تصوير الإعلان قبل البطولة وكانت الشركة الراعية ومجلس إدارة اتحاد الكرة على علم بتسجيل فيديو الاعتذار قبل افتتاح بطولة الأمم؛ لعدم خسارة الشركة الراعية وشركة "المشروبات" في التسويق. وحصل اللاعبون على مبالغ مالية مقابل إعلان الاعتذار ونال الفيديو انتقادات واسعة جدًا حيث اعتبره الجمهور "اعتذارا مستفزا" من المنتخب ولا يعكس الشعور بالمسئولية.

كما انتقدوا الاعتذار من خلال إعلان تجارى ووصفوا الأمر بأنه "تربح من الهزيمة" وأطلقت الجماهير عليه مشروب البومة وتلك المصيبة كوميدية وليست كارثة... فلن تؤثر إطلاقا على مبيعات الشركة ولا على أي شيء إلا كرامة موظفي قسم التسويق والوكالة والمخرج.

ولهذا طالب الآلاف بمقاطعته خاصة أن الجماهير ما زالت تشعر بغصة بسبب خروج المنتخب المهين من الدور الـ16 على يد منتخب جنوب أفريقيا الذي لم يفز علينا عبر تاريخه إلا في المباراة التاريخية الأخيرة، وطلب الجمهور من الهيئة الوطنية للإعلام التدخل وتوقيع عقوبة مناسبة على الشركة ووقف إعلاناتها مدة كافية لما اقترفته من خطأ يسيء إلى الشعب المصري، كما طالبت بمعاقبة اللاعبين المشاركين في الإعلان، بسبب استهزائهم بمشاعر الجمهور الغاضب الذي خرج منكسرا من مباراة الخروج أمام جنوب أفريقيا.

وفي السوق العربى نادر جدًا أن تجد فكرة إعلان تم تطويره بشكل حصرى يمكنك أن تقول عليها هذه فكرة رائعة اخرجناها بدون أن نقلد أحدهم، لأن أغلب الأفكار يتم تقليدها، لدرجة أن أحدهم من فترة قام بتجميع العديد من إعلانات وكالة شهيرة وكانت لوقت قصير تعتبر الأولى في مصر، وبعد التجميع قام بعرض الإعلانات الأجنبية التي تم تقليد فكرتها في إعلانات تلك الوكالة وبشكل فاضح جدًا.

وعندما تفتّش عن الإعلانات المبدعة في السوق العربى غالبًا ما تجدها مقلدة، على سبيل المثال إعلان نفس الشركة للجزائر في كأس الأمم الذي ظهر فيه رياض محرز مع جملته الشهيرة (شكون احنا)، ويفترض أنه أصلى، ولكن النسخة الاصلية وهو إعلان لشركة ملابس رياضية الذي أظهر ليبرون جيمس وهو يرد الجميل لمدينته كليفلاند، وهناك بالطبع عدد واف من الأمثلة على تقليد السوق الأجنبي وخصوصًا الأمريكي في الإعلانات، وربما في كل شيء تقريبًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية