رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس جامعة الزقازيق: أغلقت عيادتي الخاصة لهذا السبب.. ويوم للكشف المجاني على أهل بلدى

فيتو


  • إدارة مكافحة الفساد التي أنشاتها كشفت مخالفات كثيرة
  • 11 كلية جديدة دخلت الخدمة خلال 3 سنوات
  • أطالب بـ "إعادة النظر" إلى حال الأطباء

تكتسب جامعة الزقازيق أهمية خاصة بين الجامعات الحكومية في ربوع مصر، تخرج منها عدد كبير من قيادات الإخوان على رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي، وتعد الجامعة العريقة معقلا لطلاب الجماعة الذين يحاولون نشر أفكارهم الظلامية، لذلك جاء الحوار مع الدكتور خالد عبد البارى رئيس الجامعة الحالى، والذي واجه في البداية أزمات عديدة بسبب تصرفات الأساتذة المنتمون للجماعة لكنه نجح في تحجيم دورهم.

"فيتو" حاورت رئيس جامعة الزقازيق الذي يستعد خلال أيام للرحيل عن موقعه وتسليم الراية لرئيس جامعة جديد بعد بلوغه سن المعاش، وتحدثنا معه في كافة الملفات الساخنة.. وإلى نص الحوار:

*بداية ما تقييمك لتجربة رئاستك لجامعة الزقازيق التي تنتهي نهاية الشهر الجارى؟
في الحقيقة الزقازيق من الجامعات القديمة التي لديها ثوابت مستمرة وتخدم 9 ملايين نسمة، واستطعنا أن نقدم خطة واضحة طبقتها منذ اليوم الأول من عملي رئيسا لجامعة الزقازيق، ومنها زيادة عدد الكليات التي تمس احتياجات المجتمع الشرقاوي والدلتا، وأيضا طبقنا كأول جامعة مصرية التصحيح الإلكتروني، ولدينا هذا العام كليتين أعلنتا نتائجهما بعد ساعتين من انتهاء الامتحانات نظرا لمصداقية التصحيح الإلكترونى، والذي أعطى للطلاب حقوقهم كما هي دون تدخل للعامل البشرى في التصحيح، كما طورنا بيئة التدريس والمعامل والمدرجات وأمور عديدة تمت في فترة وجيزة -3 سنوات فقط- بعد معاناة شهدتها الجامعة عقب ثورة 25 يناير، وعندما توليت وجدت أن الساحة الجامعية وخاصة بين الطلاب كانت هناك سيطرة للإخوان عليها وكانوا يفعلون ما يشاءون ولكن استطعنا خلال الفترة الوجيزة أيضا عمل برامج واضحة على مدار العام في مختلف الكليات ومركزية في الجامعية، وأيضا فتح قنوات التواصل مع الطلاب وتفعيل ودعم الاتحادات الطلابية والمرشدين الأكاديميين، ولا بد من تعظيم ذلك مستقبلا لمنع غزو الطلاب من خلال الأفكار، والطلاب يشاركوننا في الأفكار والتطوير، ولم نسمح لدخول أحد لعقولهم واللعب بها، وهم الآن يدركون ما تم وما تمر به الدولة والإصلاحات التي أجريت بها.

*جامعة الزقازيق معروفة بأنها معقل الإخوان المسلمين فيها تخرج الرئيس المعزول الراحل محمد مرسي ورئيس مجلس الشورى الأسبق أحمد فهمي ومحمود عزت أحد أهم قيادات الإخوان، والجامعة اتخذت إجراءات فصل بعضهم في عهدك، ألم تتلقَّ أي تهديدات منهم؟
بصراحة لم أتلقَّ أي تهديد مباشر، ولكن كل ما كان يتم منهم المهاجمة الشديدة على مواقع التواصل الاجتماعى، محاولة منهم للتهديد النفسى أو توقف عجلة العمل بالجامعة أو توقع منهم بالرجوع عن اتخاذ أي إجراءات قانونية في حال مخالفة القانون مخالفة صريحة، ولكن لم نهتم للحظة بهذه الأمور لأن خطة الجامعة كانت واضحة ومعلنة وقمت بعرض الخطة لمدة ساعتين على مجلس الجامعة منذ أول اجتماع بهم ووضعت الخطة الزمنية للتنفيذ، والتزمنا بما تم عرضه ولم نشغل أنفسنا بما يكتبه الإخوان على صفحاتهم تجاه الجامعة.

*جامعة الزقازيق لم يضف لها أي كلية أو معهد منذ عام 2005، ما الذي استطعت أن تقدمه من كليات جديدة للمجتمع الشرقاوى؟
في الحقيقة حين توليت الجامعة كانت 16 كلية ومعهدا، واستطعنا أن نضم إليها في 3 سنوات فقط 10 كليات جديدة، منها كليات بدأت بالفعل الدراسة بها وهى كلية طب الأسنان وكلية التربية للطفولة المبكرة، وكلية الآثار، وكلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل، والمعهد الفني للتمريض بفاقوس، وهذا العام ستبدأ الدراسة بكلية الثروة السمكية، وبذلك لدينا 6 كليات جديدة ستعمل بكامل طاقتها لاستقبال الطلاب، إلى جانب وجود كلية العلوم الصحية التطبيقية جاهزة تماما، ولكن هناك مشكلة واحدة أن هناك قرارا بوقف القبول بتلك الكليات لتحسين أوضاعها، كما أن كلية الآثار تعمل على مستوى عالٍ، وتم إعلان نتيجة أول فرقة منذ ساعات قليلة.

*علمنا بأن الجامعة تعد الآن لإنشاء كلية طب بشرى جديدة تنفيذا لتوجيهات الدولة للتوسع في كليات الطب والمستشفيات الجامعية وأيضا الكليات الطبية الأخرى.. تعليقك؟
قبل الحديث عن كلية الطب وتفاصيلها، لا بد أن نؤكد أن هناك ثلاث كليات جديدة جاهزة لبدء الدراسة هذا العام بها، وهي: العلاج الطبيعى، وكلية الإعلام الرقمى وهى كلية تقنية تنشأ لأول مرة في مجال الإعلام، وننتظر موافقة الجهات الرسمية لبدء الدراسة بها، إلى جانب الكلية الثالثة وهى كلية الطب البشرى بمدينة فاقوس، وتكون تابعة لجامعة الزقازيق وكل شيء بها جاهز لانطلاق الدراسة هذا العام الدراسى.

*جامعة تملك أفدنة كثيرة في العاشر من رمضان وقبل 25 يناير نسمع عن الكثير والكثير ولم نرَ شيئا للاستفادة، نرجو توضيح الصورة عن هذه الأفدنة؟
يتم حاليا إنشاء فرع الجامعة بالعاشر من رمضان، وتم الانتهاء من سور الجامعة والمبنى الإداري، جارٍ تجهيزه، وصدرت تعليمات من السيد رئيس الجمهورية بتكليف هيئة المجتمعات العمرانية مع جهاز الخدمة الوطنية بإنشاء مستشفيين جامعيين واحدة في سوهاج والأخرى بالعاشر من رمضان، والأخيرة جارٍ الانتهاء من تجهيزها وسيتم إنشاء كلية طب ثالثة بها للاستفادة من المستشفى الجامعى الجديد، وسيتم افتتاحها في 2020، وللعلم فإن محافظة الشرقية في حاجة ماسة إلى جامعة أخرى بها بجانب جامعة الزقازيق نظرا لارتفاع أعداد الكثافة السكانية، خاصة أن مكتب تنسيق جامعة الزقازيق يضم الشرقية كاملة إلى جانب مدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية ليصل الإعداد السكنية لأكثر من 10 ملايين مواطن، وهذا الرقم يدلل على ضرورة توفير ما يقرب من 5 جامعات جديدة بالشرقية، وهذه ضمن خطة العمل التي وضعتها أثناء تعييني رئيسا للجامعة، وجارٍ تنفيذ جامعة الزقازيق فرع العاشر كجزء من هذه الخطة التي شملت جامعة شمال الشرقية، ومقرها الرئيسي الصالحية وتضم بعض الكليات الموجودة في فاقوس والمناطق المجاورة ويستفيد منها الملايين من الناحية البيئية ورفع مستوى الخدمات الثقافية والطبية والتعليمية، إلى جانب جامعة متخصصة بنمط علمى مختلف ومقرها العاشر من رمضان، وهي أحلام سعيت لتحقيقها، لأن الشرقية محافظة مظلومة في هذه الجزئية، وأغلب طلاب المحافظة مشتتون بين الجامعات الأخرى.

*جامعة الزقازيق من أكثر الجامعات محاربة للفساد الإداري الداخلي.. ماذا فعلتم في هذا الملف؟
من اليوم الأول الذي توليت فيه مهام منصبي تعاملت بجدية وعملنا تطهير كامل في التعامل مع كافة الملفات مثل المعهد الآسيوي وحملة تطهيره سمع عنها الجميع سواء في الشرقية أو خارجها، ووضعنا آلية تعامل ثابتة للحفاظ على المنظومة في الوقت الحالي والمستقبل، وأؤكد أن إدارة التوجيه المالي والإداري من أهم الإدارات بالمؤسسات الحكومية وأخطرها، وقمت بتفعيلها وإعطائها صلاحيات للقضاء على الفساد، وسمحت لهم بدخول أي إدارة وتفتيش الأوراق ومحاربة الفساد، ويتم الفحص من الألف للياء، واكتشفوا كما كبيرا من المخالفات، وكانت أغلبها بسبب عدم وجود نظام في العمل الإداري وهو ما عملنا على ضبطه ومن الطبيعى أن يحدث ذلك، لأن ذلك هو السيستم الرسمى الحكومى الذي يجب تطبيقه.

*فجأة ظهرت مستشفى جامعة الزقازيق ضمن أقوى المستشفيات الجامعية في الخدمات والتطوير وتسجل أرقاما كبيرة في العمليات.. من أين للجامعة ذلك التطوير في ظل النقص المادي؟
بصراحة استطعنا أن نقدم كل ما نملك من أجل تطوير وتأهيل مستشفيات الجامعة لتقديم خدمة متميزة لأهالينا بالشرقية والمحافظات القريبة، ووصلت أعداد العمليات خلال العام الواحد 100 ألف عملية إلى جانب الكشف على 5 ملايين مواطن وحصل المستشفى الجامعي على العديد من التبرعات من رجال الأعمال الذين يرفضون ذكر أسمائهم، وهناك رجل أعمال طور 12 غرفة، وآخر رفض ذكر اسمه طور 13 غرفة أخرى للعمليات بتكلفة تصل إلى 20 مليون جنيه، وآخرون تبرعوا بعمل عنايات مركزة وصيدليات إكلينيكية وقام رجل أعمال بالتبرع بمبنى لإنشاء مستشفى الأطفال أسوة بمستشفى أبو الريش، ولا بد أن يعلم الجميع أن كل تلك الجهود لم تكن لتتم إلا بجهود العمداء وأعضاء هيئة التدريس.

*بصراحة وبصفتك متخصصا في إدارة المستشفيات الجامعية لسنوات طويلة، ما رأيك في الأزمة المثارة حول قلة أعداد الأطباء في مصر والمشكلات التي تواجههم؟
لا بد أن نكون صرحاء مع أنفسنا عن الأسباب الحقيقية للأزمة، هناك مشكلات تواجه قطاع الأطباء تتمثل في أزمة دخل الأطباء وهذه المشكلة يجب أن تكون واضحة وأن تحل، إلى جانب ضرورة توفير بيئة عمل مؤهلة، يعنى لا يجوز أنه يظل 6 سنين يدرس ويؤدى عمله سنة امتياز، ثم يمارس حياة بلا أي اجتماعيات وراتبه بسيط لا يكفيه أن يعيش، ولا يجوز أن نصور كل الأطباء على أنهم يحصلون على مبالغ كبيرة في الكشوفات وهم نسبة ضئيلة جدا، كل ذلك يحدث الآن في الوقت الذي تطلب فيه الدول الأوروبية والعربية الطبيب المصرى بأضعاف راتبه، في الوقت نفسه يتعرض الأطباء لتعديات من قبل أهالي المرضى، كل تلك الأمور تحتاج لحلول عاجلة.

*هل فعلا كنت تباشر عملك بعيادتك الخاصة بجوار رئاستك للجامعة؟
عيادتي الخاصة أغلقتها بعد 10 أيام من رئاستى للجامعة وحتى الآن لم أقرر إن كنت سأعود لعملي كطبيب بعيادتي أم لا، ولكن لدى عيادة بمسقط رأسي أذهب إليها يوما واحد في الأسبوع لأننى أواظب على الكشف على أهل بلدى مجانا دون أي أجر كواجب وحق لهم.

*تغادر عملك بنهاية الشهر الجارى كرئيس للجامعة ماذا تقول لكل من عمل معك؟
بمنتهى الأمانة أوجه الشكر لكل من عمل معى بالجامعة، لأنه استحالة كنا نحقق أي خطوة نجاح بدون زملائى، وقد أكون شديدا مع البعض، ولكن دون قصد وأرجوهم أن يسامحونى لأن هدفى كان الصالح العام بدون قصد وكنت أتواجد بمكتبى من الـسابعة صباحا وكنت أغادر آخر العاملين بالجامعة، ولم أجبر أحدا أن يفعل مثلى، ولكن كان زملائى يحرصون على ذلك أيضا، وأقول لرئيس الجامعة الجديد إننى على يقين أن الفترة القادمة هي الأفضل وسوف تكون هناك تطورات جديدة، وللعلم أني عملت مع المرشحين الثلاثة لرئاسة الجامعة، وشاركوا بالفعل في خطط تطوير الجامعة، وبإذن الله يستكمل من يحظى بالمنصب المشروعات الباقية.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
الجريدة الرسمية