رئيس التحرير
عصام كامل

إسطنبول.. أكرم أوغلو يتسلم رئاسة مدينة تمردت على أردوغان (فيديو)

فيتو

تسلم رئيس بلدية إسطنبول الجديد، أكرم إمام أوغلو، مهامه رسميا عصر اليوم الخميس، في احتفال ببلدية المدينة، حضرها عدد كبير من مناصريه.

وأظهرت الصور الأولى تسلم المرشح عن حزب الشعب الجمهوري لوثيقة بلدية إسطنبول الكبرى، ليستلم رسميا رئاسة البلدية، بعد انتصاره بالانتخابات المعادة هذا الأسبوع.

وأفادت النتائج الأولية التي نشرتها وكالة الأناضول الرسمية للأنباء، بحصول مرشح المعارضة، على نسبة 53.69 بالمائة من الأصوات مقابل 45.4 بالمائة لبن على يلدريم، بعد فرز أكثر من 95 بالمائة من الأصوات.

وتعد هذه النتائج صفعة قوية للرئيس رجب طيب أردوغان الذي ضغط على اللجنة العليا للانتخابات من أجل إعادة الاقتراع في المدينة التي كانت خزانا انتخابيا للحزب الحاكم "حزب العدالة والتنمية" بعد خسارة مرشحه.

يعتبر أكرم إمام أوغلو من النجوم الصاعدين في سماء السياسة التركية، وينتمي إلى جيل الشباب نسبيا بعكس قيادة حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه ويتزعمه كمال كليجدار أوغلو البالغ من العمر 71 عامًا.

وإمام أوغلو من مواليد مدينة طرابزون شمالي تركيا عام 1970، وخريج كلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول، وينحدر من أسرة متدينة ومحافظة من الناحية الاجتماعية لكن لها تاريخ طويل في العمل السياسي، فوالده مؤسس فرع حزب الوطن الأم بزعامة رئيس وزراء تركيا الراحل تورغوت أوزال في طرابزون.

واعترف إمام اوغلو بأنه ينحدر من أسرة محافظة، لكنه أصبح أكثر تحررًا وتبنى القيم الديمقراطية الاجتماعية خلال مرحلة دراسته الجامعية.

ولم ينخرط في العمل السياسي حتى عام 2008، وهو عام انضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري. وبعدها بعام فقط انتزع إمام أوغلو رئاسة بلدية حي بيليكدوزو في القسم الأوروبي من إسطنبول من حزب العدالة والتنمية.

واستغل حزب الشعب الجمهوري الأداء الجيد لإمام أوغلو في إدارة حي بيليكدوزو خلال الأعوام الخمسة الماضية، فرشحه في الانتخابات الأخيرة لرئاسة بلدية إسطنبول التي تضم أكثر من عشرة ملايين ناخب و16 مليون نسمة.

وزار زعيم الحزب، كليجدار أوغلو، منزل حسن إمام أوغلو، والد أكرم، في طرابزون في 13 دسبمبر/كانون الأول 2018، ومازحه بقوله "جئنا نخطب يد ابنك" عند الإعلان رسميا عن تسمية أكرم مرشحًا للحزب لرئاسة بلدية إسطنبول.

فرد عليه حسن إمام أوغلو بقوله: "لقد سبق وأن أخذت بنتا من آغجا آبات (أحد أحياء مدينة طرابزون) ونعطيك الآن شابًا أيضًا".

وخاض إمام أغلو حملة انتخابية منذ ذلك الوقت بجدارة وحكمة، متفاديا إثارة الانقسام واستفزاز الناخبين. ولجأ إلى خطب ود مختلف قطاعات الناخبين.

وكان يتوجه إلى الناخبين في الأحياء التي تعتبر معقل حزب حزب العدالة والتنمية، ويتجول في شوارعها، ويتحدث إلى الناس في مسعى لكسب ود المواطنين العاديين. وفي المقابل، كان أردوغان يخوض الحملة الانتخابية شخصيا نيابة عن حزبه، لدرجة أنه ألقى ثمانية خطابات أمام الناخبين في إسطنبول في آخر يوم من الحملة الانتخابية.

ورغم تفادي حزب أردوغان، المتحالف مع حزب الحركة القومية التركي المتشدد، استفزاز الناخبين الأكراد خلال الحمة الانتخابية، لكن هذا التحالف كان كفيلًا بخسارة الصوت الكردي لصالح إمام أغلو بكثافة.

وقد امتنع حزب الشعوب الديمقراطية الموالي للأكراد عن تقديم مرشحين له في إسطنبول وأنقرة وغيرها من المدن الكبرى التي لا يمثل الأكراد فيها غالبية السكان، وبالتالي ذهبت أصواتهم للمعارضة.


الجريدة الرسمية