رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد كريمة: الخمر محرم بالإجماع ولو كان مقدار "قطرة" في سن إبرة

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة عضو هئية التدريس بجامعة الأزهر الشريف

أثارت فتوى دار الإفتاء عن جواز أكل الأطعمة التي تدخل فيها الكحوليات بنسب معينة لا تسكر، حالة من الجدل في الأوساط الدينية، وهو ما دفع الدار للخروج ببيان عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتوضيح الأمر.


من جانبه حرم الدكتور أحمد كريمة، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف، تناول المُسكرات بكافة أشكالها وأنواعها ومقدارها.

وقال: إنه ورد في الكتاب العزيز قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، وعليه فإن أي شراب أو طعام أو غير ذلك من وسائل التعاطي يكون داخلا فيه الخمر فإنه يحرم منها ولو "قطرة" في سن إبرة، وعليه يكون محرمًا تناول المسكرات بكافة أشكالها وأنواعها ومقدارها.

"الإفتاء" عن فتوى تحليل الخمر: لجأنا للمتخصصين لمعرفة النسبة غير المحرمة

وأضاف "كريمة" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن ذلك التحريم يندرج سواء كانت تلك المسكرات بمفردها أو خلط أو أضيف إلى الطعام أو الشراب، لافتا إلى أن على المرء أن يؤسلم أوضاعه وأن يجتهد في البحث عن البدائل من الأشياء الحلال، وأنه يجب على المسلم أن يبتعد عمّا حرم الشرع مثل المسكرات أو أكل لحم الخنزير مهما كانت الدوافع لذلك، وأن يجتهد في البحث عن بديل حلال لذلك.

وأوضح أنه ورد في قوله تعالى : "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"، مشددًا على أنه حتى وإن كان هذا المسكر فيه علاج للشخص فعليه الابتعاد عنه والبحث عن بديل لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما جعل الله دواء أمتي فيما حرم عليهم"، موجهًا رسالة إلى المسلمين الذين يعملون في الدول الغربية أو التي تجيز الخمر بأن المولى، عز وجل، قال في كتابه العزيز "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا".


وكانت دار الإفتاء أكدت أن ما نسب إلى دار الإفتاء المصرية من إباحة تناول الخمر ليس صحيحًا جملة وتفصيلًا؛ وأشارت إلى أنه من المعلوم أنه من المُجمع عليه بين المسلمين تحريم تناول الخمر شرابًا، وكذلك تحريم إدخاله في الأطعمة.

وأوضحت الدار أنه قد ورد سؤال عن بعض الأحوال التي يضاف فيها الكحول لبعض الأطعمة بنسب مختلفة في بعض البلدان التي يصعب خلو الطعام فيها من الكحول تمامًا.

وأضافت "الإفتاء" عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنه وبما أن الكحول عنصر داخل في تركيب كثير من السوائل كبعض الأدوية مثلًا لجأنا إلى المختصين لبيان النسبة التي بها يصير السائل خمرًا أو مسكرًا فلا يسمح بتناوله ولا بإضافته للمطعومات، وإذا لم يصل إليها فإنه لا يصير خمرًا ولا يسكر، وكان جواب المختصين على ما ورد في الفتوى، مؤكدًا أنه إذا استطاع المسلم ترك ما فيه أية نسبة من الكحول كان ذلك أفضل وأحوط.

الجريدة الرسمية