رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ: "حميدة" تستحق جائزة الأوسكار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

إن شادية جعلتنى أشاهد حميدة على الشاشة وكنت أشعر بكل خلجة من خلجات حميدة تمشى أمامى على الرغم من تخوفى الشديد في البداية من قدرتها على تجسيد الدور منذ ترشيحها له.


وشعرت لأول مرة أن الشخصية التي رسمتها على الورق أصبحت حقيقية من لحم ودم تتحرك أمامى على الشاشة فكانت حميدة في روايتى زقاق المدق صورة لقدرة فائقة للفنان لا أتصور غيرها قادرا على القيام بمثل هذه الشخصية، وأتصور أنها بمفردها تستحق الحصول على جائزة الأوسكار العالمية في التمثيل.

بهذه الكلمات وصف الأديب نجيب محفوظ الفنانة شادية التي قامت بدور حميدة في روايته زقاق المدق ونشره في مجلة الفنون عام 1982 من خلال موضوع تحليلي لرواية زقاق المدق.

حيث وصف الأديب طه حسين الرواية بأنها بحث اجتماعى متقن كأحسن ما يبحث أصحاب علم الاجتماع عن بعض البيئات يصورونها تصويرا دقيقا من جميع نواحيها ولذلك فهى جديرة بأن يقرأها المسئولون في وزارة الشئون الاجتماعية.

أما في الفيلم فقد اتهم النقاد المخرج حسن الإمام بالتركيز على شخصية حميدة على حساب الشخصيات الأخرى حيث كان مقررا تسمية الفيلم "حميدة" لكنه رجع في آخر لحظة إلى اسم الرواية الأصلى.

ودافع نجيب محفوظ عن حسن الإمام في حوار تليفزيونى من خلال برنامج نجمك المفضل عام 1966 حيث أكد أنه من الطبيعى عندما ينتقل الكتاب من بين أيدي الكاتب إلى أيدي كاتب السيناريو فإنه يصبح في أيدي متخصصين في فنهم الجديد للتمثيل للسينما، وأن الضرورة السينمائية تحكم تحويل كتاب 600 صفحة إلى فيلم مدته ساعتين وتحويل النص المكتوب إلى صورة سينمائية ولذلك أنصح الجمهور عندما يذهب إلى السينما بأن ينفصل تماما عن النص الأصلى للعمل حتى لا يشعروا بالخيبة.

فيلم زقاق المدق أنتجه رمسيس نجيب عام 1963 عن قصة نجيب محفوظ وكتب السيناريو والحوار سعد الدين وهبة وتدور أحداثه في أحد أزقة حى الحسين، وبطولة شادية وصلاح قابيل وحسن يوسف ويوسف شعبان وحسين رياض.

وفى الصورة الأديب نجيب محفوظ في حوار جانبى مع شادية أثناء تصوير فيلم زقاق المدق.
الجريدة الرسمية