رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خليفة حفتر: الشعب الليبي لم يخذل الجيش في معركته ضد الإرهابيين.. علاقتنا بمصر ممتازة.. الأوروبيون بدأوا يفهمون ما يحدث.. السراج مرتبك ومبادرته تفتقد للجدية.. وهذه خطتنا لمرحلة ما بعد تحرير طرابلس

القائد العام للقوات
القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حف

كشف القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر، في حوار شامل لصحيفة "المرصد" الليبية اليوم الخميس، عن تفاصيل الأحداث المتطورة والمتلاحقة في ليبيا، والموقف الأوروبي ودول الجوار، كاشفا خط ما بعد تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة وجماعة الإخوان الإرهابية.


الموقف الأوروبي
وأكد المشير خليفة حفتر، أن الشعب الليبي لم يخذل الجيش في حربه ضد الإرهاب واستعادة الوطن من الميليشيات المسلحة.

وبالنسبة للموقف الأوروبي تجاه الأحداث الليبية قال "حفتر": "الموقف الأوروبي مهم بالنسبة لنا، ولعل صدقنا في التعامل معهم وما يشاهدونه على أرض الواقع هو ما دفعهم لكتابة هذا التقرير، نحن نريد منهم تفهم رغبة الشعب الليبي في تغيير واقعه والخروج من الأزمة والتي تبدأ من محاربة الإرهاب وتفكيك الميليشيات وإنهاء مرحلة اغتصاب السلطة دون تفويض من الناس".

وأضاف، أن الحل في ليبيا لا بد أن يكون عبر المسار السياسي وبمشاركة كل الليبيين، والعملية العسكرية تستهدف أوضاعًا مستعصية عجزت كل السبل عن معالجتها، من تواجد القيادات الإرهابية ونشاطها في تجنيد خلايا داخل طرابلس إلى تواجد وانتشار الميليشيات وسيطرتها على أموال الشعب الليبي في مصرف ليبيا المركزي هناك، وممارستها للحرابة والخطف والابتزاز إلى تنامي نشاط الجماعات الاجرامية وعصابات الجريمة المنظمة والمتاجرة بالبشر وتهريب النفط والمحروقات، وحتى جماعات الإسلام السياسي التي عطلت الحياة السياسية وأفسدت مناخها، بل ووصلت إلى تنفيذ أجندات خارجية تتعارض مع مصالح الشعب الليبي تمامًا.

دول الجوار
وأوضح، القائد العام للجيش الليبي، أن الموقف الدولي أغلبه داعم للجيش بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن لم يدعمنا ليؤكد تفهمه لموقف الجيش وتحركاته.

وتابع: "في المقابل نحن نتحدث معهم بصراحة عن أفكارنا لمرحلة ما بعد تحرير طرابلس التي دائمًا ما تكون محل نقاش مع شخصيات وقبائل ليبية أيضًا، ونرى أنها أفكار جيدة لا تصادم المصالح المشتركة لهذه الدول مع ليبيا ولا تعرقلها بل تتقاطع معها بشكل إيجابي يخدم مصلحة شعوبنا وبلداننا ويحفظ السيادة ويوطد العلاقات الرسمية والشعبية والاقتصادية وما إلى ذلك".

عن الموقف الإقليمي وخاصة دول الجوار قال "حفتر": "الموقف الإقليمي ممتاز. فبالإضافة إلى علاقاتنا المميزة مع جيراننا في مصر وتشاد ومع الأشقاء في السعودية والإمارات والأردن والكويت، سجلنا تطورًا مهمًا في علاقاتنا مع الجزائر والسودان، ونعتقد أنهم يومًا بعد يوم باتوا يتفهمون طبيعة حركة الجيش وإسهامه إلى جانب شعبنا في محاولة الخروج من الوضع الخانق إلى مرحلة انتقالية ثم إلى مرحلة دائمة تنتهي فيها كل المعاناة إن شاء الله، وهذا ما سترونه قريبًا بعد تحرير طرابلس وفي هذا الصدد أتمنى الاستقرار للسودان والجزائر في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلدين مؤخرًا".

وحول الدور التحريضي لقيادات حركة النهضة التونسية على الجيش الليبي أضاف القائد العام للجيش الليبي:

– أولًا ما يقوم به الجيش شأن ليبي داخلي محض، ولن نسمح بتفسيره بشكل يناقض مبدأ السيادة الوطنية قطعيًا وهذه الشخصيات التي أشرت لها لا تمثل دولها ولا شعوبها وربما هي رهينة أجندات معادية لليبيا، وأعتقد أن المخاوف – إن وجدت – نابعة من خشية فرار الإرهابيين والمجرمين من طرابلس بعد هزيمتهم إلى بعض دول الجوار كما فر لنا إرهابيون ومتمردون من هذه الدول في مراحل سابقة وقتلوا مئات الليبيين بالعمليات الانتحارية والقتالية في بنغازي ودرنة والجنوب وغيرها من مدننا ومناطقنا.

واستطرد: "هنا أنا أؤكد لهم أن أقصر الطرق لإزالة هذه المخاوف هي التعاون بشكل مباشر مع الجيش الوطني والأجهزة الأمنية الليبية لإنهاء تهديد هذه المجموعات لأمن المنطقة فهذه مصلحة مشتركة لكل من يدرك مفهوم الأمن. فنحن جيران وأشقاء وبيننا علاقات وطيدة واتفاقيات عتيدة يمكن تفعيلها لإزالة كل المخاوف أو التشويش المبالغ فيه. واستبداله بعمل مشترك لصالح شعوبنا وضد الإرهاب فقط".

مبادرة السراج
كما وصف القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، مبادرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، للخروج من الأزمة الحالية في البلاد، بأنها ”مفتقدة للجدية“.

وقال: ”لا أعتقد أن لدى السراج ما يقوله، فهذا الرجل مرتبك وقراره ليس في يده، لقد خبرته وعرفته جيدًا منذ عدة سنوات وتحدثت معه بشكل مباشر كما تعلمون، إنه لا يدري ماذا يريد، ولا يستطيع أن يوقع أي اتفاق، ودائمًا ما يشعرك بأن هناك جهة ما مرعوب منها بشدة وبدرجة لا توصف“.

وأضاف: ”على أي حال المبادرة بالإضافة إلى إنها مفتقدة للجدية وخالية من بنود معالجة أسباب الأزمة، فهي أيضًا ليست للسراج، بل هي عبارة عن صدى لكلام (المبعوث الأممي) غسان سلامة المكرر“.

وأكد أن ”المبادرات لا معنى لها ما لم تكن شجاعة وتحمل بنودًا صريحة تمس صلب الأزمة وتعالجها جذريًا، ولذا فهي غير ذات قيمة وردنا عليها هو ذات ردنا على ما قاله سلامة سابقًا“.

وتابع: ”لسنا ضد الحلول السياسية ولا ضد العملية الديمقراطية ولا ضد الانتخابات، بل نرى في الأخيرة الطريق الأمثل أسوة بكل دول العالم.. أبجديات الديمقراطية هي الاحتكام لصندوق الاقتراع حصرًا وليس الاحتكام لتوافق مزعوم فُرض غصبًا على الليبيين في ردهات الفنادق“.

وحول عمل المبعوث الأممي غسان سلامة، قال حفتر: ”بشكل عام أنا أحترمه وأقدره، فهو رجل مثقف وعربي وقومي، ولكن في الآونة الأخيرة بدت لي معلوماته مبتورة ولا يفي الجيش الوطني حقه، رغم تزويدنا له بكل ما يريد وانفتاحنا عليه“.

ليبيا ما بعد تحرير طرابلس
وخلال الحوار كشف خليفة حفتر عن معركة طرابلس التي يخوضها الجيش الليبي ضد الإرهابيين، متطرقا إلى خطة ما بعد تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة.

وأكد، القائد العام للجيش الوطني، أن الوضع العسكري للجيش الليبي في معركة طرابلس ممتاز، داعيا الشعب الليبي لعدم الالتفات إلى ما يشاع من أن هناك تراجعا أو حتى تفكير بالتوقف في هذه المرحلة.

وتابع: "فلن تتوقف العملية العسكرية قبل أن تنجز كافة أهدافها، ومعنويات الجيش مرتفعة وقادته يعرفون جيدًا أنهم يقومون بمهمة وطنية كبيرة وتاريخية، والأوامر لديهم واضحة وصريحة، فهم يعلمون أن ليبيا في خطر، وأن واجب إنقاذها لا تراجع عنه".

واستطرد: "الجنود والضباط في الجيش يستمدون روحهم القتالية من ثقتهم في الله ثم من التفاف الشعب الليبي بمدنه وقبائله ونخبه ومؤسساته حولهم، وبعد انتهاء المهمة العسكرية سيتفرع هؤلاء الرجال لتأمين حدودنا ومياهنا وسمائنا، وسيكون المناخ للعمل والحديث السياسي بكافة تفاصيله أمرًا أكثر جدوى من السابق وأمامه فرص نجاح أكبر لتوافر الظروف التي ستسمح بإنجاحه بخلاف ظروف السنوات الثمانية الماضية وذلك لزوال عوامل فشل هذا المسار وما ترتب عليها من كوارث اقتصادية واجتماعية وقانونية وأمنية".

كما تطرق القائد العام للجيش الليبي لمرحلة ما بعد تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة، وقال: "بشكل مجمل وطبيعي أيضًا، سندخل في مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة هذه المرة من حيث المدة والصلاحيات، ومن المهم أن تُنجز في هذه المرحلة الانتقالية عدة مهام أساسية لتمهيد الأرضية أمام الوضع الدائم، منها حل كافة الميليشيات ونزع سلاحها ومنح الضمانات لكل من يتعاون في هذا المجال، وحل كافة الأجسام المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الذي انتهت مدته وفشل في إيجاد أي مخرج للأزمة بل خلق أزمات، وطبعًا تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها التجهيز لهذه المرحلة الدائمة التي نتحدث عنها".

واستطرد: "سنطلق عمليات الإعمار والتنمية وإزالة تراكمات سنوات طويلة من المراوحة. فمثلًا سيكون من مهام حكومة الوحدة الوطنية التجهيز للانتخابات وعودة المسار الديموقراطي بالعمل على مشروع قانون انتخابات جديد خالٍ من العيوب السابقة، وسيكون من مهامها أيضًا أمر مهم آخر وهو تشكيل لجنة صياغة دستور جديد ووضع مشروع قانون للاستفتاء عليه، وكذلك إعادة التوازن لقطاع النفط وعوائده، حل مشكلات الناس العالقة وتسهيل شئون حياتهم المعيشية وبالأخص إنهاء أزمة السيولة، وكذلك الشروع في توحيد مؤسسات الدولة وإداراتها بعد سنوات الإنقسام والعبث الذي تسببت فيه الأجسام السابقة خلال صراعها غير القانوني على السلطة وإنقلابها على تعهداتها وإرتهانها للمليشيات منذ ما قبل وبعد عملية فجر ليبيا الإرهابية التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين وأدرك العالم أجمع بأنها كانت السبب في انقسام مؤسسات الدولة ووصولها إلى ما وصلت له من كوارث".

وأضاف "حفتر": "ستكون لدينا بإذن الله مرحلة انتقالية تديرها حكومة وحدة وطنية ستعمل بعد تحرير طرابلس مباشرة وإذا لم تتمكن من العمل لأسباب لوجستية أو أمنية مؤقتة فقد تباشر عملها من أي مدينة أخرى مثل بنغازي أو أي مدينة مستقرة وآمنة في الغرب أو الشرق أو الجنوب إلى حين تجهيز طرابلس والانتقال لها، نحن لا نفرق كما تعلم بين مدينة وأخرى أو جهة وجهة ثانية، نرى فقط ليبيا الواحدة الموحدة".

Advertisements
الجريدة الرسمية