رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس "القومي للرياضة السابق": الفراعنة قادرون على الفوز بأمم أفريقيا.. والدولة وفرت لبن العصفور




  • سمير زاهر «صنايعي».. ولم أشاهد ضربات الجزاء في نهائى 2006
  • أنا محظوظ لمعاصرة جيل الإنجازات في الكرة المصرية
  • هدف نهائى 2008 أفقدني مقعدى في المدرجات


حسن صقر، رئيس المجلس القومي للرياضة السابق.. استحق لقب «تميمة الحظ» بعدما أصبح المسئول الوحيد الذي تواجد على رأس المنظومة الرياضية في مصر خلال نجاح المنتخب الوطني في الفوز بأمم أفريقيا 3 مرات متتالية أعوام (2006-2008-2010).

«صقر» الذي يعد أحد المساهمين في نجاح الكرة المصرية في فترة الجيل الذهبي، الذي قاده حسن شحاتة «المعلم»، استعاد الذكريات في حديثه مع «فيتو» وسرد العديد من الحكايات والكواليس المهمة التي أزاح عنها الستار لأول مرة، كما تطرق لأحلام الفراعنة في حصد أمم أفريقيا 2019، وكذلك وضع توقعاته لمستقبل المنتخب في الكان الأفريقية القادمة.

بداية أكد «صقر» أنه يبقى محظوظا لتواجده على رأس المنظومة التي شهدت نجاح منتخب الفراعنة في الفوز بأمم أفريقيا 3 مرات متتالية 2006-2008-2010 في واقعة تاريخية لم تحدث من قبل، مضيفًا أن «التعامل مع جيل تاريخي لمنتخبنا الوطني نجح في تحقيق أمم أفريقيا 3 مرات متتالية تحت قيادة المعلم حسن شحاتة أمر يسعدني، خاصة وأننا في هذا التوقيت كنا نضم منتخبا عملاقا في القارة الأفريقية»، كما أوضح أن «تنظيم مصر لكأس الأمم الأفريقية 2006 شهد العديد من الترتيبات الخاصة بالملاعب والجماهير والمدرجات والتذاكر، مشددًا على أنه «نقل مكتبه إلى إستاد القاهرة ليكون على رأس العملية الإشرافية من أجل ضمان نجاح العملية التنظيمية التي خرجت بشكل رائع»، وأشار إلى أن الأجواء التي تعيشها مصر في الوقت الحالي تشبه كثير جدًا ما عاشته البلاد في أمم أفريقيا 2006 سواء من حيث الدعم الرسمي على صعيد القيادات في الدولة التي تقدم كل شئ من أجل نجاح البطولة أو من خلال توفير كل سبل الدعم والراحة سواء لمنتخبنا الوطني أو للمنتخبات المشاركة، وأضاف: المنافسة على لقب أمم أفريقيا لم تكن بالأمر الهين خاصة وأننا كنا أمام منافسين يمتلكون لاعبين على أعلى مستوى في أوروبا سواء الكاميرون أو كوت ديفوار أو المغرب، لكن بالإرادة والدعم الجماهيري نجحنا في حصد اللقب، والتوقعات وقتها كانت تميل إلى وصولنا فقط إلى المباراة قبل النهائية، لكننا نجحنا في قهر المستحيل والوصول إلى المباراة النهائية بل وحصد اللقب.

«صقر» أكد أنه لم ولن ينسي مشاهد ضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية أمام كوت ديفوار، كاشفًا أنه لم يشاهد ركلات الترجيح، حيث وضع يديه على عينيه حتى لا يتابع الضربات الترجيحية التي كان يعرف نتائجها من خلال زئير الجماهير في المدرجات، وتابع: الأمور في أمم أفريقيا 2006 كانت أشبه بالملحمة التاريخية في كل شيء، حيث كنت أشعر في النهائي أن الجماهير المصرية هي من تقوم بالتسديد على مرمى الأفيال، وهي من تقوم بالتصدى لركلات ترجيح المنافس وليس عصام الحضرى حارسنا الدولي المخضرم، كما أشار رئيس المجلس القومي للرياضة السابق إلى أنه سعيد بالتعاون مع سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وقتها، مؤكدًا «سمير زاهر راجل صنايعي» يجيد التعامل مع جميع الأمور، ويرتبط بعلاقة قوية للغاية مع اللاعبين، فقد كان عاشقًا لهم والعكس صحيح، وأرى أن العلاقة الطيبة التي كانت تربط سمير زاهر باللاعبين أحد أهم الأسباب التي قادت أيضا إلى التتويج بأمم أفريقيا 3 مرات متتالية، وأكمل: سمير زاهر كان يتواجد في فندق إقامة المنتخب بصفة دائمة، حيث حرص على تلبية كافة مطالب اللاعبين، كما عقدت العديد من الجلسات مع اللاعبين لإنهاء أي أزمات مالية أو نفسية أو أخرى من أجل تهيئة المناخ الكامل المتكامل للاعبين من أجل تحقيق اللقب.

«صقر» واصل حديثه: الحديث عن حسن شحاتة يبقى مختلفًا ويحتاج إلى مجلدات، فأنت تتحدث عن مدرب كبير صاحب سمعة طيبة في الكرة، ولديه ثقة غير طبيعية في نفسه ولاعبيه، بالشكل الذي منحه لقب "الأعظم" في تاريخ المدربين المصريين، بعد أن حقق 3 أمم أفريقيا متتالية لم تكن بمحض الصدفة أو «الفهلوة»، ولكن بالعمل والمثابرة والاجتهاد، وتطوير العمل داخل الفريق سواء فنيا أو إداريا أو نفسيًا، وأضاف أن «الفراعنة كان لديهم جيل تاريخي متميز والجيل الحالي الذي يقوده محمد صلاح لا يقل موهبة عن جيل أبوتريكة، ومن ثم أتوقع أن ننجح في حصد أمم أفريقيا 2019 في مصر»، مؤكدًا أن الدولة قدمت كل سبل الدعم للكرة المصرية في أمم أفريقيا 2006، ومن ثم كان الفوز باللقب أمر مستحق، مشيرًا إلى أنه لا ينسي الدور أيضا الذي لعبه هاني أبوريدة بحكم علاقاته الدولية في الاتحادين الدولي والأفريقي، ومن خلاله تحركاته أيضا، لتلبية كافة مطالب الكاف لإنجاح البطولة والإشادة بالجهود المبذولة من جانب الدولة المنظمة.

«صقر» انتقل للحديث عن أمم أفريقيا 2008 مؤكدًا أن الأمور كانت تميل أيضا للوصول إلى الأدوار النهائية، ولكن ليست المباراة النهائية والفوز باللقب، حيث كان التفكير منطقيًا وقتها، وأكدنا أنه سيكون من الصعب تحقيق اللقب الذي كان في غانا، ولكن روح الفريق الجماعية والقتالية للاعبين وموهبة الجهاز الفني واللاعبين ودعم الدولة كل هذه الأمور لعبت دورا في تحقيق المعجزة بحصد اللقب وخطفه في غانا، وأوضح أن «العلاقة وقتها كانت أقوي بكثير من 2006 خاصة وأننا حققنا من قبل بطولة سويًا، ومن ثم طالبني اللاعبون بالتواجد معهم في رحلة غانا، وتمسك الجهاز الفني بالأمر، ولكن كان من الصعب بالنسبة لى أن أترك مكتبي للسفر إلى غانا، خاصة وأننى أرتبط بأمور كثيرة في العمل بصفتي المسئول الأول عن الرياضة المصرية، وبعد نجاح الفراعنة في تخطي مرحلة المجموعات والصعود إلى ربع النهائي، بدأت التفكير في السفر لدعم الفريق ومساندته، لكننى تلقيت نصائح بعدم السفر، بحجة أن الفريق يسير بشكل جيد، ولو تعرض للخسارة قبل النهائى سيحملني البعض المسئولية من باب التفاؤل والتشاؤم، ولكنى رفضت الاستماع لتلك النصائح، وقررت السفر، ونجحنا بالفعل في الفوز بأمم أفريقيا 2008 بهدف أبوتريكة الشهير في مرمى الكاميرون في المباراة النهائية».

وأكمل: لن أنسى لحظة الكر والفر بين محمد زيدان وسونج مدافع الكاميرون، حتى إنني بعد أن خطف زيدان الكرة من مدافع الكاميرون ومررها إلى أبوتريكة وسدد الكرة في الشباك قفزت من على الكرسي، وكان معي هاني أبوريدة، وبعد أن «فوقنا من فرحة الهدف» لم نجد مقاعدنا أسفلنا، ومن ثم أرى أن ذلك من المشاهد التي لا يمكن أن أنساها في تلك البطولة.

«صقر» انتقل بعد ذلك للحديث عن الدور الكبير الذي تبذله الدولة في الوقت الحالي لتقديم كل سبل الدعم للمنتخب واتحاد الكرة، مؤكدًا أنها تبقي متشابهة للغاية وأكبر دليل على ذلك ما فعله وزير الرياضة أشرف صبحي الذي ترك مكتبه، وحول وجهته للبقاء في إستاد القاهرة، كما فعلتها في 2006، من أجل الإشراف على كل كبيرة وصغيرة خاصة بالتجهيزات، للخروج بالبطولة في أبهي صورها، ويبقى نظام التذاكر هذه المرة مختلفًا في ظل النظام الجديد المتبع في عملية بيع التذاكر إلكترونيا كما يحدث في أوروبا، إضافة لنظام الـ«فان زون» الذي يواكب ما يحدث في الملاعب العالمية.

رئيس المجلس القومي للرياضة السابق اختتم حديثه قائلًا: الجيل الحالي قادر على صناعة المستحيل، وحصد البطولة الغائبة عن مصر منذ 2010، خاصة وأننا نضم جيلا مميزا من اللاعبين الذين بات لهم وزن أوروبي في اللعبة كمحمد صلاح ومحمد النني وتريزيجيه وأحمد حجازي وغيرهم.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية