رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السينما.. الآثار.. الغالب والمغلوب (1)


عشرات الأفلام قدمتها السينما المصرية تدور أحداثها أو بعض أحداثها في المواقع الأثرية وقد انحصر تصوير هذه الأفلام في الخمسينيات والستينيات وبعض سنوات السبعينيات من القرن الماضي، وتوقف تماما بعد ذلك، حتى ظهر فيلم "ليه ياهرم" إخراج عمر عبد العزيز 1993.


ليتوقف الموضوع بعد ذلك تماما بعد أن فرض المجلس الأعلى للآثار، ثم وزارة الآثار، رسوما باهظة جعلت صناع السينما يبتعدون عن التصوير في هذه المناطق.

في الوقت الذي حققت فيه مصر حضورا بالغا من خلال الأفلام التي صورت في هذه المناطق سياحيا وسياسيا أيضا من خلال تحقيقها حضورا عالميا في المهرجانات ومن خلال أسابيع الأفلام. بل إن بعضها حقق عشرات الجوائز في المهرجانات المصرية والعربية والأجنبية، مما حقق دعاية غير عادية لمصر وآثارها بصور متعددة منها المباشر ومنها غير المباشر.

ورغم هذا وبحثا عن مكاسب صغيرة وفي نفس الوقت بدأت وزارتا السياحة والأثار في إنتاج عشرات الأفلام الوثائقية عن الآثار لا يشاهدها أحد، ولا تحقق أي مردود سياحي أو ثقافي في الوقت الذي تتحمل فيه الدولة من ميزانيتها مبالغ طائلة بلا عائد.

ولو توقفنا قليلا أمام فيلم "المومياء" إخراج شادي عبد السلام الذي أنتج 1969 وعرض لأول مرة في مصر 1975 والذي حصد عشرات الجوائز الدولية. كما احتفت به المهرجانات العالمية والعربية واحتل المركز الثالث في قائمة أفضل مئة فيلم مصري في استفتاء مكتبة الإسكندرية 2013.

لنرى ما حقق هذا الفيلم لمصر من دعاية وإقبال عالمي على الحضور إلى مصر وزيارة آثارها. في حين لايتوقف المواطن الغربي كثيرا أمام تلك الأفلام الدعائية التي تقوم بتسويقها الهيئات والوزارات المعنية بجذب السياحة والترويج لها. رغم ما تتكبده مصر من نفقات باهظة في تصوير وتسويق هذه الأفلام.

بينما يكون العائد الحقيقي من خلال الأعمال السينمائية الروائية محليا وعالميا، ويفوق بمئات المرات تلك الدعاية المباشرة والتقليدية التي لاتجذب سائحا، ولا تشجع أحدا على زيارة مصر، ليساهم في زيادة حقيقية للدخل القومي يوازي مكانة مصر وحجمها بين دول العالم.

عشرات الأفلام الروائية تم تصويرها خلال الخمسينيات والستينيات تناولت الآثار سواء برؤية مباشرة أو غير مباشرة ومنها فيلم "المومياء"، الذي تدور أحداثه حول سرقة الآثار، والفيلم عن قصة حقيقية وقعت أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي "1891"، ويتحدث عن قبيلة أسماها "الحربات" في صعيد مصر، تعيش على سرقة الآثار وترويجها، وعندما يموت شيخ القبيلة يرفض أولاده الاستمرار في السرقة، فيتم قتل أكبر أبنائه على يد عمه، بينما يتمكن الثاني من إبلاغ بعثة الآثار بمكان المقبرة التي تبيع قبيلته محتواياتها.

أما القصة الحقيقية فأبطالها عائلة "عبد الرسول" الذين يكتشفون ما بات يعرف بخبيئة مومياوات الدير البحري، والتي تضم مومياوات أعظم ملوك الفراعنة منذ أحمس الأول وسيتي الأول ورعمسيس الثاني.

أفلام أخرى عديدة تناولت الآثار خلفية لأحداث أخرى من خلال استخدام المكان منها فيلم "صراع في الوادي" إخراج يوسف شاهين، وتمثيل فاتن حمامة وعمر الشريف إنتاج 1954 والذي لايناقش قضية أثرية وإن دارت بعض الأحداث داخل معبد الكرنك في الأقصر، خاصة مشهد النهاية الذي تدور أحداثه داخل جدران المعبد.
وللحديث بقية أن كان في العمر بقية.
Advertisements
الجريدة الرسمية