رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

موسم الهجوم على السوريين.. وقائع حوار ساخن!


قال لي صديقي الموعود بحواراته في الأزمات: شفت؟ أهو من كنت تدافع عنهم خذلوك!
قلت: من تقصد؟
قال: السوريون يا عم.. بالأدلة.. إخوان كلهم يا زعيم!


قلت: ياه.. كلهم حتة واحدة؟ يعني في مصر ما يقارب ربع مليون إرهابي سوري؟ والأمن المصري الذي أغلق الباب أمام الدخول العشوائي للأشقاء في سوريا لا يعلم بهم؟ لا..لا يعلم ايه بقى.. أنت هكذا تقول إن الأمن نفسه هو من يسمح بدخولهم!

قال: (وقد شعر بالكارثة التي وضع نفسه فيها) مش أنا اللي بقول.. دي أخبار متداولة.
قلت: أنا لي سنتين أطلب من الناس أخبارا يقولون إنها متداولة!! وبعد إجهاد لنا ولأعصابنا وللمرارة المسكينة التي منحها الله لنا لا نجد أي خبر.. فلا مؤامرات للسوريين ولا تلاعب منهم بالعملة ولا تجارة بالسوق السوداء ولا مظاهرات أكتوبر!

قال: لا.. لو سمحت استوب بقى.. مظاهرات أكتوبر حصلت وهتفوا ضد السيسي!
قلت وقد منحني بغبائه الإجابة: يعني الأمن كمان لم يهتم بمظاهرات ضد السيسي؟! ولم يقبض على واحد أهان رئيسنا؟! ولم يذهب ضابط واحد لمكان التظاهر؟! ولم ولم ولم.. وكلها أسئلة لا إجابات لها.. يا عزيزي أخبار فيس بوك دي تبلها وتشربها لو تعرف!

قال: (وقد دفعه شعور الخيبة بالانفعال) يا بيه السوريون في كل مكان.. مافيش حتة إلا لما لهم محل أو أكثر.. دول بيشغلوا المصريين عندهم!

قلت: والسعوديون والكويتيون والإماراتيون بيشغلوا مصريين عندهم.. بل والقطريون أيضا.. أومال الشركات دي كلها ايه -ده في بنك طويل عريض قطري بالكامل.. اشمعني الحملة على السوريين؟

قال منفعلا: أنت اللي اشمعني السوريين اللي بتدافع عنهم؟!
قلت: أيوه.. أحب المناقشات اللي أول ما تفشل فيها تغير الحوار إلى اتجاه شخصي.. بس الكل يشهد أن علاقات مصر مع الشعوب العربية أدافع عنها دااائما.. من الخليج للمغرب العربي للسودان لكل الشعوب العربية.. دي اصلا معركة طويلة!

قال: معركة ليه يعني وإزاي؟
قلت: لأن إفساد العلاقات بين الشعوب هدف إسرائيلي أساسي.. هم يعرفون أن الخلافات بين الحكام قد تحل في يوم ما.. إنما لو اتدمرت العلاقات بين الشعوب فلن تنصلح أبدا! ولذلك تعمل اللجان الإلكترونية بالمخابرات الإسرائيلية على بث الفتنة من خلال صفحات مزيفة.. وهذا الكلام قلناه وكتبناه ألف مرة.. وكل مرة يقع فيه البعض!

قال: يا بيه لجان إلكترونية ايه.. معايا ناس أعرفهم من سوريا ويشتمون الجيش المصري.
قلت: قابلتهم وجها لوجه؟
قال: لا.. ده أصدقاء على فيس بوك..

قلت: يعني أموت نفسي؟ اومال أنا بقول إيه؟ ما بيدخلوا بصفحات مزيفة بأسماء سورية أو فلسطينية أو سعودية ويشتمون مصر والمصريون يردون وهكذا تشتعل الحرب!
قال: يعني أنت مش خايف من الأموال الكتير اللي معاهم ومصدرها؟

قلت: أخاف إزاي أن كنا بنشجع الاستثمار؟ مش عملوا مشروعات وفتحوا بيوت؟ وأنت كنت سألت عن مصدر أموال أي شعب آخر؟

قال: بصراحه لا.. أومال اشمعني السوريين اللي عليهم الحملة دي؟
قلت: جزء منه قلته.. وجزء منه من رجال أعمال فشله تعودوا على العمل في أجواء فاسدة.. والأشقاء السوريون بنشاطهم كشفوهم.. السوريون يا عزيزي أقرب شعب للمصريين.. صحيح نحب كل الشعب العربي لكننا كنا دولة واحدة في يوم ما مع سوريا وجيشنا الأول هو الجيش السوري والجيشان الثاني والثالث في مصر وبقي الأمر حتى اليوم! شركاء التاريخ والدم!.

قال: ويعني كل الناس دي غلطانة؟
قلت: مين قالك كل الناس؟ راجع بوستات الآلاف ترحب بإخوانهم وهاشتاج للترحيب بهم متصدر تويتر هناك يقظة الآن تستوعب ما يجري.. مش كل حد فاضي يطلع يهاجم زيك كده.. عيب!

قال: بالراحة بس.. ما هو لازم يرجعوا بلدهم!
قلت: هم من يحددون.. هذه بلدهم وهنا أهلهم.
قال: لكن عليهم أن يعودوا للدفاع عنها!.

قلت: أكرر للمرة الألف.. أومال مين اللي هزم الإرهابيين في سوريا؟ ما هم أهل سوريا.. لكن لا يوجد بلد يستطيع توفير السلاح لكل شعبه، وكثيرون لا بيت لهم هناك.. بل هناك من تدمرت قريته أو مدينته كلها.. وهناك من فر بأمه أو بأولاده أو بإخوته.. فلا تقسو على أحد.. وكثيرة هي تحارب التهجير!

قال: بس كتير برضه.
قلت: يا أخي اسكت بقي.. كنا ملايين في العراق ولنا أحياء كاملة وكان صدام حسين أعطى أوامره بمعاملة المصري كالعراقي.. واليوم لنا 3 ملايين مصري في الشقيقة السعودية لوحدها!

قال: بس دول بيشتغلوا!
قلت: اسمع بقى والسوريون بيلعبوا طاولة؟ ما بيشتغلوا وجابوا أموال واستثمارات كمان.. من عنده معلومات فليبلغ الأجهزة الأمنية وهي يقظة جدا.. ومن لم يفعل فهو مقصر ومذنب.. ومن يتقول بلا دليل فذنبه على الله والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها!

قال وطبعا هتنشر الحوار ده زي كل مرة.. على فكره هتجيلك أسئلة كتير!
قلت: ياريت.. لكن أسئلة جديدة لم نجاوب عنها في الحوار.. لا أحب أسئلة هؤلاء ممن يقرأون وكأنهم لم يفهموا شيئا!
ولم يعلق صديقي.. وأشفقت عليه وعلى مرارته هو هذه المرة.

Advertisements
الجريدة الرسمية