رئيس التحرير
عصام كامل

لا تشتري بطيخ نانسي عجرم


تتعدد ضروب الحب وتتباين بشكل كبير، لدرجة أنه يمكنك رصد مليارات من طرق الحب والتعبير عنه، فلكل إنسان منذ خلق الله الخلق HIS OWN WAY OF LOVE.


الحب يشبه بصمة الأصابع، من الصعب أن تجد شخصين يحبان بنفس الطريقة، فلكل تفاصيله الخاصة التي تميزه عن غيره.

ومن بين المليارت من أشكال الحب، لم أجد أغرب من طريقة الست نانسي عجرم، فالمتتبع لأغاني ننوسة – كما يقول الكينج منير – يمكنه أن يلمس ملامح هذه الطريقة الفريدة.. و.. «ما تيجي نشوف».

في إحدى أغنياتها الشهيرة، تقف نانسي بفستان أشد حمرة من قلب البطيخ الذي كانت تبيعه في «الفيديو كليب» وتقول بكل دلال «ماتيجى هنا وأنا أحبك»، والجملة رغم بساطتها تعكس «الكسل» الذي يعتري بعض المحبين رغم حبهم الشديد لمن يحبون، وقد تعتقد أن نانسي في أغنيتها بكسلها هذا ليست مهتمة لأمر حبيبها، لكن وعهد الله لأ.. والدليل في الجملة التالية «حبيبى ده أنت الدنيا وأنا أموت لو غيرى يمّسك».. إذا المسألة مسألة حياة أو موت بالنسبة لها، لكنه المحب الكسول يا عزيزي..

وتأكيدا للكسل والاستسهال، تعالوا نستمع إلى أغنية «اتنين صحاب»، وفيها تشرح نانسي أنها ترتبط بعلاقة صداقة مع أحدهم، وهي علاقة قوية لدرجة أن الجميع يعتقد أن بين نانسي وصديقها هذا قصة حب قوية لدرجة أن «كل اللي شافنا قال يا ريتنا كنا زيهم».. وتسأل نانسي في تأثر «هيبقى حالهم إيه لو عرفوا إننا اتنين صحاب زايدة درجة حبهم؟»، وهنا يظهر المحب الكسول في شخصية نانسي، التي تستخسر هذه العلاقة في الضياعة، فتقترح «احنا لو فضل الكلام بالشكل ده ما نحب بعض أريح لنا وأريح لهم».. اللي هو طب ما تيجي نحب بعض بدل الحب ده ما يبوظ ويترمي (وجع البطن ولا كب الطبيخ).. استخسار واستسهال وكسل!!

والحقيقة أن الحب الكسول ظهر في أغاني نانسي منذ بداياتها، فمثلا في أغنية «آه ونص» تقول لحبيبها «حبيبي قرب» اللي هو عاوز تعال أنت أنا مفييش حيل يا ابني، ولو «زعلان ازعل» بس «ازعل نص نص»..

أما في أغنية «فيه حاجات تتحس»، فيتجلى الحب الكسول في «لو مهما كنت قريب مني وكنت قريب ليا... مقدرش أقولك شكل حياتنا اللى أنا عايزاها»، مع أنها تسطيع أن تخبره بالأمر، لكنه الكسل يا حبيبي، بدليل «اعرف لوحدك شكل حياتنا اللى أنا عايزاها»..

ضحكنا وألشنا بما فيه الكفاية، والآن فلنتحدث بجدية أكثر، ولو للدقائق..

ربما تحمل السطور الفائتة بعضا من السخرية، غير أن الواقع به ما هو أغرب، فبيننا صنف من الناس مصابين فعلا بداء الحب الكسول، هؤلاء الذين لا يبذلون أي مجهود عاطفي أو حتى بدني لتحويل الحب من مجرد كلام معسول لأفعال حقيقية ملموسة، هم في داخلهم يعتقدون أنهم يحبون بإخلاص، لكن «الظروف» تحول دون قيامهم بأفعال تثبت هذا الحب – وذلك طبعا حسب ما يعتقدون– غير أن الحب لا يمكن أن يستمر بالنوايا فقط، فالحب نبتة تحتاج إلى عمليات متعددة كي تتحول من مجرد بذرة إلى شجرة وارفة تظلل على طرفي العلاقة..

الحب مثله مثل أي شيء في الدنيا.. له كلفة. فهل أنت مستعد لتسديد الفاتورة، أم أنك من هواة الحب ع النوتة والحساب يجمع؟! ونصيحة أخوية إذا أردت الحب الصادق فلا تشتري البطيخ من نانسي.

الجريدة الرسمية