رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"طلب الملوك وتراث صعيدي".. "العبد" يروى قصته مع "تنجيد العرايس" بالذهب الأبيض في قنا


"والله لا أغنيلك يا محروس يا غالي.. وانادي واجيبلك التوب الأبيض الغالي. يا ورد يا أبيض.. عروستك الحلوة تجي على الغالي.. غالي يا قطن غالي.. جابو السرير على قدها.. نزلت تفرج عمها.. قال يا حلاوة قطنها".. تراث صعيدي لا تزال نساء وفتيات الصعيد «الجواني»، يرددنه فرحًا وهن يتمايلن عند التنجيد ووصول عفش العروسة، الذي يعد بالنسبة لهن مفخرة كبيرة يحرصن على أن تزف إلى منزل العريس به وسط حضور جميع أهالي القرية وـقارب العروسين وـصدقائهم.


وعلى مقربة من الكنيسة الإنجيلية، بمدينة قوص جنوب محافظة قنا، تجذبك ـكوام من الذهب الأبيض كما يطلق على القطن، يفترش الأرض رجل ذو بشرة سمراء وابتسامته تسبق حديثه، يرتدي جلبابه الأبيض وإلى جواره التلفاز للاستماع لما يدور حول العالم، وبيده إبرة كبيرة الحجم، وخلفه مراتب ذات أحجام مختلفة.

ويبدأ المنجد محمود العبد حديثه قائلا: "أحسن حاجة في الدنيا أن تنام على مرتبه قطن.. ملوك ورؤساء العالم بيفضلوها".

أضاف: "رغم من استحداث الكثير من المراتب الاسفنج وغيرها، لكن الصعايدة يحرصون على الحفاظ على هويته وجلب القطن والأقمشة، وسط أفراح كبيرة من أبناء العائلات".

تعلمتها في الإعدادية
وعن تعلمه المهنة قال: "تعلمت تلك المهنة منذ كنت في الصف الثالث الإعدادي، وكنت وقتها أدرس وأتعلم أصول المهنة ولم يخطر ببالي يومًا أن استمر بها، لكن شاءت الأقدار أن استمر بها وعن اقتناع تام بعد حصولي على دبلوم الزراعة، ووجدت فيها أشياء كثير جميلة وتعلمت منها العديد من الخبرات التي استفدت منها طوال فترات عمري".

وكشف "العبد" أن ملوك ورؤساء كثيرين في دول الخليج وغيرها كانوا يطلبون المنجدين المصريين لعمل المراتب القطنية من القطن المصري، ويرفضون نهائيًا المراتب الأسفنجية.

وأكد أن قرى الصعيد لا تزال تحرص على التنجيد، كما أن الأفراح مرتبطة بموسم كسر القصب وحصاد الغلال، وفي السابق كانوا يتغنون بالقطن وتطلق الكثير من النساء والفتيات الزغاريد ويرددون الأغاني ابتهاجًا وفرحًا بانتهاء تنجيد جهاز العروسة.

وعن أسعار القطن مقارنة بالسابق، تابع "العبد": «اختلفت الأسعار بالطبع حاليا عن السابق، الزبون في بعض الأحيان هو الذي يجلب القطن وأحيانًا أخرى أقوم بذلك ويحصل الزبون على كل شيء جاهز واصلي 100% دون أي شوائب، ولدينا معتمدون للقطن المصري الأصلي، ونتفق معهم وأقوم بفحصه بشكل احترافي، حتى لا يكون به أية شوائب تهدد عملية التنجيد».

وأشار إلى أن مراتب التنجيد تستغرق وقتًا طويلًا ولكن كل بحسب ما يحلو للزبون من القطع التي تروق له، وفي النهاية يخرج المنتج بشكل جيد وكما يجب أن يكون.
Advertisements
الجريدة الرسمية