رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل ستخرج قمة "مكة" غدًا بقرارات مصيرية؟


الأنظار تتجه للقمة العربية التي دعت إليها السعودية غدًا في "مكة" المكرمة لبحث تداعيات الهجوم الإيراني على خط النفط بالسعودية، والأعمال التخريبية للسفن في المياه الإقليمية الإماراتية قبالة مينار الفجيرة، وربما مصير الحرب في اليمن. مكان انعقاد القمة، هو "مكة" المكرمة، رمزي في المقام الأول، فالعرب سيجتمعون في المدينة التي شهدت مهد النبوة وانطلاق رسالة الإسلام.


ربما يكون الهدف هو إعلان موقف عربي موحد أو إصدار بيان يكون بمثابة الأنذار الأخير لإيران. من المتوق أيضًا أن تشد القمة الرد على دعوة إيران بالتوصل لاتفاق عدم اعتداء، ولربما تتجاهل القمة مثل هذه الدعوة كدليل على عد أهميتها. هناك 9 دول عربية أعلنت حضورها القمة. لكن هل يمكن أن تذهب القمة العربية إلى ما هو أبعد من ذلك؟

إعلان موقف عربي موحد أو إصدار بيان تحذيري شديد اللهجة لإيران أمران متوقعان، لكن إذا لما تأخذ إيران البيان والتحذير على محمل الجد كما هو متوقع.

من الممكن أن تتجاوز القمة فكرة البيان الموحد إلى إجراءات أخرى مثل إلزام الدول المجتمعة أو دعوتهم على الأقل لقطع أي علاقات أو تمثيل دبلوماسي مع إيران، وربما محاولة تشكيل جيش عربي موحد أو الإعلان عن اتفاقية دفاع مشترك يلتزم فيه المجتمعون بالدفاع عن السعودية والإمارات ضد أي تصعيد إيراني جديد.

إذا كانت السعودية ستدفع في هذا الاتجاه حتى تشترك جميع الدول العربية في الحرب المقبلة فإن ما سيدور في كواليس القمة أهم مما سيتم الإعلان عنه. لأن الدول العربية التي ستوقع على تشكيل "ناتو" عربي أو جيش عربي، يجب أن تلتزم بالاتفاقية إذا ما تطور الصراع الحالي إلى ضربات ضد إيران أو إلى حرب شاملة.

بعض المحللين يرون أن هناك دولا قد تعرقل أو على الأقل ترفض تأييدها لأي تصعيد سياسي، أو عسكري وفق لرأي الكاتب الصحفي اللبناني، "سميح صعب"، الذي يرى أن لبنان والعراق وسلطنة عمان لن يرحبوا بتصعيد عسكري أو سياسي يزيد من حدة الأزمة والتوتر الحاليان.

من بين ملامح أهمية القمة دعوة السعودية أمير قطر للحضور رغم الأزمة الخليجية بين السعودية والبحرين والإمارات من جانب وقطر من جانب آخر، وهو ما يعني أن الأحداث الأخيرة في الخليج والصراع مع إيران أهم من الأزمة الخليجية. لا أحد يعرف هل سيحضر أمير قطر الدعوة أم سيرسل من ينوب عنه. قد تكون دعوة السعودية لأمير قطر في إطار الدبلوماسية الواجبة، وقد يراها البعض بداية لحل الأزمة الخليجية.

القمة العربية تأتي أيضا في إطار عدم رغبة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في شن حرب على إيران. "ترامب" لا يرى مصلحة مباشرة في ضرب إيران رغم التوسلات الإسرائيلية، لأن التصعيد الإيراني باستهداف سفن في ميناء الفجيرة وضرب الحوثيين لخط النفط في السعودية يعني أن إيران سترد على أي هجوم وكلما زادت وتيرة الحرب كلما تدخلت فيها أطراف أكثر، فإذا كانت الحرب بالنسبة لدول الخليج حرب نفوذ لإيقاف نفوذ إيران، هي بالنسبة لإيران وحزب الله ووكلاء إيران والأنظمة الموالية لها حرب وجود.
Advertisements
الجريدة الرسمية