رئيس التحرير
عصام كامل

اقتحام الحرم المكي.. مسلسل "العاصوف" يشعل الغضب في السعودية


حالة من الجدل أثارها عرض في مسلسل "العاصوف"، على شاشة "إم بي سي"، بعد عرض حادثة اقتحام الحرم المكي عام 1979، بقيادة جهيمان العتيبي.

وقال نشطاء، إن تجسيد الواقعة في ظل وجود عائلة العتيبي، لا سيما ابنه هذال، الضابط برتبة عقيد في القوات المسلحة، يعد جرحا لمشاعر العائلة، وفتحا لباب قد يجر آثارا سلبية من ورائه.

حادثة الحرم المكي بدأت أحداثها فجر يوم الموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي، مدعين ظهور المهدي المنتظر، وذلك إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز، وهزت العملية العالم الإسلامي برمته، فمن حيث موعدها فقد وقعت مع فجر أول يوم في القرن الهجري الجديد، ومن حيث عنفها فقد تسببت بسفك للدماء في باحة الحرم المكي، وأودت بحياة بعض رجال الأمن والكثير من المسلحين المتحصنين داخل الحرم، حركت الحادثة بسرعة مشاعر الكثير من المسلمين وجميع المسلمين شجبوها وأنكروها ووقفوا ضدها.

وقد برر جهيمان العتيبي قائد العملية هجومه باعتباره نصرة للمهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلا كما ملئت جورًا وظلما والدعوة إلى مبايعة محمد عبد الله القحطاني، خليفة للمسلمين، وإمامًا لهم على أنه المهدي المنتظر.

ووجدت الحكومة السعودية نفسها محرجة ومكبلة في مواجهة العملية، وبدت كما لو أنها مصابة بالشلل، وتحدث بعض المحللين بأنها تعاملت مع حادثة الحرم على أنها محاولة انقلابية تستهدف الإطاحة بالنظام السعودي بأسره، الأمر الذي خلق جوًا عامًا من الريبة في كل أنحاء المملكة. وكان لا بد قبل الشروع في أي عمل عسكري من استصدار فتوى تبيح التدخل بالقوة وإدخال الأسلحة إلى داخل الحرم المكي لإنهاء الحصار، وتمكنت السلطات، حسب بعض المصادر، من الحصول "على أصوات 32 من كبار العلماء لاستخدام القوة ضد حركة جهيمان.

وزعمت بعض المصادر وجود صلات لعائلة بن لادن في الحادثة، وقد تناقلت الألسن أن أخًا غير شقيق لأسامة بن لادن يدعى (محروس بن لادن) اعتقل على إثر الحادثة بتهمة التعاطف مع الحركة (مصادر أخرى تقول بأنه شارك في العملية)، لكنه برئ وأطلق سراحه في ما بعد. وذكرت بعض التحاليل أن محروس ربما كان عميلًا مزدوجًا.
الجريدة الرسمية