رئيس التحرير
عصام كامل

جهة مجهولة تطلق الرصاص.. تكرار سيناريو "معركة الجمل" في السودان


مع شروع النيابة العامة في السودان، توجيه تهم رسمية إلى الرئيس المعزول عمر البشير، تتعلق بغسيل الأموال وقتل المتظاهرين، بدأت الأمور تتخذ منحى عنيفا من جانب أنصاره –فلول النظام-.


إطلاق نار
ومساء اليوم، شهدت ساحة اعتصام الثوار إطلاق نيران كثيفة ووقوع انفجارات بهدف فض اعتصام ثوار السودان، بعدما تمكنت القوى الثورية من التوصل لاتفاق على هيكلة المجلس السيادي مع المجلس العسكري الانتقالى في البلاد.

وتطورت الأوضاع الميدانية بصورة مؤسفة في محيط ساحة الاعتصام والشوارع المؤدية له، واستشهد مساء اليوم شاب من الثوار أصيب بثلاثة رصاصات، وتعرض عدد من المعتصمين في شارع النيل إلى إطلاق نار حي وأصيب من الثوار إصابات متفاوته في أرجلهم نقلوا على إثرها إلى المستشفى، فيما شهدت الشوارع الجانبية المؤدية إلى القيادة العامة اعتداء على المواطنين بالضرب بالهروات والعصي من قبل قوات ترتدي زي "الدعم السريع".

استشهاد شاب
وحسب "باج نيوز" نقل المصابيون بالرصاص الحى عبر عربتي إسعاف إلى مستشفى المعلم بالخرطوم، فيما يشهد ميدان الاعتصام حالة من الاحتقان والترقب الحذر وتعزيز المتاريس ويتوافد عدد من المواطنين لساحة الاعتصام من بري وشارع الستين والصحافة.

وأكد القيادي بحزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ استشهاد أحد الشباب من الثوار، إثر إصابته بثلاثة طلقات وقال الشيخ: الآن إستشهد شاب من الثوار أمام عيني داخل عيادة البحرية أصيب بثلاث طلقات.

فيما أكدت طبيبة بإحدى العيادات الميدانية بساحة الاعتصام سقوط عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير من الثوار نتيجة لإطلاق الرصاص الحي وناشدت بتوصيل المزيد من المستلزمات الطبية إلى العيادات الميدانية.

بدورها أكد المجلس العسكري الانتقالى، في أول رد فعل على التصعيد الحادث، أن جهة مجهلة تقف وراء هذا الهجوم الذي سقط ضحيته ضابط.

رد صارم
وكانت قوي الحرية والتغيير قد قالت في بيان، شهدت ساحة الاعتصام الباسل أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة ومناطق متفرقة من العاصمة أحداث عنف واعتداءات سافرة، هذه الأحداث يثير تواترها القلق ويستوجب الرد الصارم.

وأضافت، إننا نرفض بقوة وحزم ممارسات العنف ضد المدنيين أيًا كان مصدرها، ونُذكر أن الثورة التي استمرت سلميتها لخمسة أشهر هي قلعة سلام عاتية لا تستطيع محاولات بقايا النظام وقوى الثورة المضادة المساس بها، وعلى المجلس العسكري القيام بواجباته في حماية المتظاهرين السلميين، مع العلم أن ما يحدث من عنف هو محاولة بائسة لاختراق ما أنجزته قوى الثورة في جبهة التفاوض والوصول لاتفاق حول تسليم مقاليد الحكم لسلطة انتقالية مدنية وفقًا لإعلان الحرية والتغيير الذي تواثقت عليه جماهير شعبنا العظيم.

مؤكدة، أن سلامة الثوار هي أولوية قصوى لا تحتمل العبث بها، وإننا نحذر جميع الأطراف التي تحاول إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء والانقضاض على مكتسبات شعبنا، أن هذه الاعتداءات تثقل من تركة محاسبة المعتدين ولا تزيد الثورة إلا قوة وعنفوان. لقد أثبتت جماهير شعبنا الأبي أن وعيها الثوري فوق المزايدات ويتخطى محاولات الاستفزاز البائرة، فقد التزمنا سلاح السلمية المحصنة بالوعي، ولن نبدله بشيء مهما كانت الظروف.

دعوة الثوار
وأهابت بالثائرات والثوار في جميع أنحاء العاصمة والأقاليم بالخروج إلى الشوارع في مواكب هادرة مستمسكة بالسلمية والتوجه إلى سوح الاعتصامات الباسلة لمساندة المعتصمين، وتأكيد حقهم في الوصول بثورتهم إلى غاياتها متخذين من إعلان الحرية والتغيير دربًا لا زوال عنه، ومن السلمية ميثاق لا تراجع عنه، مع التأكيد على أن تماسك الجماهير وحشدها وتمسكها بالسلمية دائمًا وأبدًا هو سلاحنا الوحيد في تحقيق الانتصار، وهو السبيل لهزيمة كل محاولات فض الاعتصامات ومساعي العنف ضد المحتجين السلميين التي تقودها بقايا النظام وجهاز أمنه ومليشياته وكتائب ظله.

لقاء قصر الصداقة
وفي وقت سابق الإثنين، وبعد لقاء جمع الطرفين في "قصر الصداقة" -أكبر مركز للمؤتمرات في الخرطوم- أعلن الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي الفريق شمس الدين كباشي أن المجلس اتفق مع قوى الحرية والتغيير على نظام الحكم خلال الفترة الانتقالية.

وقال كباشي في حديث مشترك أمام الناطق باسم قوى الحرية والتغيير إن الطرفين اتفقا على مناقشة هياكل السلطة الانتقالية ونظامها الثلاثاء.

وأضاف أن مناقشات الثلاثاء ستتناول نسب تمثيل العسكريين والمدنيين في الهياكل التي جرى الاتفاق عليها، ومدة الفترة الانتقالية.

من جهته، وصف الناطق باسم قوى الحرية والتغيير طه عثمان إسحق لقاء ممثلي المحتجين مع المجلس العسكري الانتقالي بالمثمر. وأكد إسحق أن قوى التغيير والمجلس العسكري توصلا إلى اتفاق حول هياكل السلطة الانتقالية، يرضي الجميع ويسهم في تحقيق أهداف الثورة.
الجريدة الرسمية