رئيس التحرير
عصام كامل

بكار وبوجي وطمطم.. حكاية نور صانعة فوانيس رمضان بالخيط والخرز


قبل نحو أربع سنوات، كانت السيدة نور، تطالع إحدى صفحات المشغولات اليدوية الكثيرة التي حازت إعجابها، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مر أمام عينيها منشور يحوي صورة لفانوس مزركش متعدد الألوان، قوامه الخرز الخالص، فلا هو مصنوع من البلاستيك أو الخشب أو غيرهما من أدوات صناعة الفوانيس المعتادة، قائلة: "لقيت إعلان على النت تبع شركة عندهم ورشة صناعة الفوانيس بالخرز، الموضوع كان جديد بالنسبة لي أول مرة أسمع عنه، قررت أروح اتعلم لكن محصلش نصيب، ففتحت يوتيوب واتعلمت إزاي أعملها، اتعلمت وقعدت 3 أيام اعمل فانوس واحد"، ومنذ تلك اللحظة أصبحت نور إحدى محترفات صناعة الفوانيس الخرز، والتي تعد أصعب أنواع الصناعات الخاصة بهذا المجال، وفقا لما أكدته نور.


في إحدى شقق الطابق الأرضي بمنطقة الطالبية في الجيزة، تقع ورشة نور التي تجمع فيها سيدات الحي أو أخريات تعرفن عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، تعلمهن كيفية تصميم فانوس خرز من الألف للياء، حبات الخرز هناك متعددة الألوان، كل شيء يحمل بهجة رمضان فيشع نوره الرباني الخالص، بين الأحمر والأبيض والأزرق وألوان عدة، تختار نور بعناية ثلاثة ألوان أو ربما أكثر من ذلك، تستخدم الخيط "النايلون" في عقد أربع حبات معا في عقدة واحدة، قائلة: "أنا بنزل مكان في العتبة اسمه "حارة المزين"، بشتري منه الخرز بالكيلو وخيط زي خيط السنارة، وكل حاجة بالمقاسات، والميدالية بيكون لها خيط لوحدها، لأن الخيط هو اللي بيشد الخرز وهو أساس الشغل.. مشكلة الفوانيس الخرز إنها بتاخذ وقت كبير، على الأقل ساعتين، لكنها حرفة ممتعة للغاية".

قبل عامين من الآن، لم يكن الوضع هكذا، بالكاد كانت نور تتمكن من بيع عشر قطع على الأكثر من الفوانيس، كانت البلاستيكية هي المسيطرة بلا منازع على سوق بيع الفوانيس في مصر، لم يكن أحد يعلم ما هي تلك الفوانيس الخرز، خفيفة الوزن محكمة الصناعة، مؤكدة: "السنة دي سوق الفوانيس الخرز نشط جدا عن كل سنة، وسمعت إن سبب انتعاش سوقهم هو منع استيراد الفوانيس الصيني، أو الكميات الموجودة دلوقتي مش كتير مقارنة بالصاج والخشب والخرز والخيامية، أصبح يجيلي طلبات كثيرة في اليوم، الناس بتكلمني كل يوم في خلال 3 أيام جت عشرات الطلبات، الأول كنت بشتغل لوحدي دلوقتي قررت إني أجيب ناس تتعلم وتساعدني لأن ضغط الشغل زاد جدا، وعملت إعلانات على فيس بوك إني عايزة ناس".

نور التي تخرجت في كلية العلوم، وعملت في مجال التدريس لسنوات عدة قبل أن تتركه منذ أربع سنوات، لشغفها بالمشغولات اليدوية وصناعتها، كانت صناعة الحُلي والإكسسوارات هي طريقها الأول لصناعة فوانيس رمضان بالخرز، ثمة تشابه خفي بين الحرفتين معا، أو ربما استطاعت نور والسيدات المساعدات لها، المزج بين هاتين الحرفتين معا، كلاهما يحتاج إلى مهارة ودقة وذهن حاضر، موضحة: "أنا بشتغل على أشكال صعبة ومعقدة كثيرة زي بوجي وطمطم وكيتي وسبونج بوب ومحمد صلاح وغيرهم، دول بيأخذوا مني وقت طويل"، لكن هذا العام اخترعت نور شكلا جديدا وهو "الفانوس الإسلامي"، الذي يتخذ شكل الكعبة الشريفة في شكل مطول، "الطلب زايد أكثر على الأشكال الإسلامية بألوانها المختلفة، وفانوس شكل الكعبة، أكثر الأنواع مطلوبة، ويليهم سبونج بوب وطمطم وبكار وكيتي".
الجريدة الرسمية