رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

موسم ابتزاز المصريين


يبدأ شهر رمضان.. ومعه تبدأ التجارة مع الله، والتجارة بعباد الله، وقد حققت الأخيرة في السنوات الماضية ما لم تحققه غيرها من عائد مادي فاق كل التوقعات، لدرجة أن البعض احترفها وأصبح يوليها استعداد خاص يسبق شهر رمضان بشهور.


التجارة مع الله معروفة، أما التجارة بعباد الله فقد استدعت كواليسها أن نتوقف أمامها كل عام، ربما يستجيب لنداءاتنا أصحاب القرار. المتاجرون بالبشر هم من يستخدمون أوجاع الناس لإبتزاز المواطنين من خلال تبرعات حققت عوائدها في السنوات الماضية أكثر من الميزانية المخصصة لكل الأعمال الدرامية مضاف إليها عائد الإعلانات، لذلك وجدنا من احترفوا هذه التجارة وأبدعوا في استخدام الفقراء الذين يعانون العوز، والأطفال الذين تمكنت الأمراض من أجسادهم وفي مقدمتها السرطان، متناسين الكرامة الإنسانية، وما ينتج عن عرض الحالات من مهانة اجتماعية.

نادينا من قبل بضبط عمليات التبرع، لأن عشوائيتها جعلت البعض داخل دائرة الشك، وهو ما سوف ينعكس سلبًا على حجم العائد منها، لكن أحدًا لم يستجب، وها هو رمضان قد بدأ، ومعه يبدأ المتاجرون بعباد الله في ممارسة حرفتهم، يساندهم موظفون من أبناء مهنتنا، وآخرون احترفوا (تستيف) الأوراق.

طالبنا بتوحيد جهات التبرع، ولتكن في صندوق تحيا مصر، لتكون الجهة المشرفة عليها واحدة وليطمئن الناس على تبرعاتهم، على أن يختار المتبرع الجهة التي يرغب في التبرع لها، لكن أحدًا لم يستجب، وهو ما جاء على هوى المتاجرين بعباد الله.

بعض المؤسسات الخيرية أصبح مشكوك فيها، حتى أن الكثير من المواطنين باتوا يفضلون تقديم صدقاتهم وزكاتهم بأنفسهم للمرضى في المستشفيات. ولو توحدت جهات التبرع لضمنت المستشفيات الحكومية وفي القلب منها الجامعية نصيبًا من التبرعات، فهذه المستشفيات تعاني من عدم الجاهزية في تخصصات معينة، كما أن الغالبية العظمى من المواطنين يرتادونها، ونظرة سريعة للموجود منها في المحافظات سوف ندرك أنها في حاجة للمليارات التي تنفق على مؤسسات احترفت جمع التبرعات..

بل إن ما تخصصه هذه المؤسسات للإعلانات فقط يكفي للنهوض بعدة مستشفيات جامعية، لكن استقطاب النجوم والشخصيات العامة وعمل بعض الإعلاميين مع المؤسسات الخيرية جعل التردد عليها والتبرع لها نوع من الوجاهة الاجتماعية.

مؤخرًا.. وجه العديد من المثقفين ونواب البرلمان سهامهم لرئيس جامعة بنها، لأنه كرم المطرب الشعبي "شعبان عبدالرحيم"، بعد أن أبدى الأخير رغبته في تنظيم حفل يخصص عائده لمرضى مستشفيات الجامعة، وما كان لرئيس الجامعة أن يقدم على فعلته المحمودة إلا لحاجة المرضى لجاهزية المستشفيات، وما كان لـ"شعبان عبدالرحيم" أن يبادر بحفله إلا لرؤيته لأوضاع المرضى.

اجعلوا المستشفيات الحكومية والجامعية نصب أعينكم ولا تخضعوا لابتزاز المتاجرين بعباد الله.
besheerhassan7@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية