رئيس التحرير
عصام كامل

أسرار من حياة روحية خالد.. استقبلت «سيد قطب» بمنزلها وانتقمت من معجب بسبب إزعاجها

18 حجم الخط

تنوعت أدوارها بين الزوجة المغلوبة على أمرها والأم الطيبة الحنون إلى «الحماة» القاسية المتسلطة خاصة على زوجة ابنها.

مسيرتها الفنية

الفنانة الراحلة روحية خالد ملامحها الهادئة أكسبتها الكثير من الأدوار الرومانسية خاصة في بدايتها مع نجيب الريحاني في «سلامة في خير»، وتنوعت أدوارها بعد ذلك في عدد من الأفلام مثل، «انتصار الشباب» مع فريد شوقي، «الفلوس» مع عزيزة أمير، «الجريمة والعقاب» مع شكري سرحان، «عواطف» مع هند رستم، «بين الأطلال» مع عماد حمدي، «المعجزة» مع فاتن حمامة، «نحن لا نزرع الشوك» مع شادية، «شنبو في المصيدة» مع فؤاد المهندس، «سونيا والمجنون» مع نجلاء فتحي، «للحب قصة أخيرة» مع معالي زايد، وآخر أفلامها «أنا وأنت وساعات السفر» عام 1988، قصة وحيد حامد، مع الفنان يحيى الفخراني، فظهرت وهى تقرأ القرآن الكريم وبعدها تقول «البلد دى بحرها غريق وموجها عالي، بحر تغرق فيه المراكب قبل البنى آدمين».

ولم يقتصر العطاء الفني للفنانة الراحلة روحية خالد، على الأفلام السينمائية الذي بدأت مشوارها التمثيلي فيه عام 1927 من خلال فيلم «قبلة في الصحراء» مع بدر لاما، ثم انقطعت عن التمثيل لمدة ثماني سنوات، بل لها رصيد كبير وزاخر من الأعمال المسرحية والدرامية والإذاعية، فقدمت مع المسرح القومي الكثير من الأعمال، مثل، «نسوان وظاويظ»، «أولاد الفقراء»، «بيومي أفندي».

كما قدمت الكثير من المسلسلات الإذاعية مثل: «في سبيل الحرية»، «شهيد اسمه موشيه»، «الفلوس والحب»، «المرأة الأخرى»، «زيارة بلا موعد»، «عنبر 7»، «الليل الطويل»، «أدهم الشرقاوي» و«ورود وأشواك».

توقف عن الفن
من المحطات المهمة التي شهدتها حياة الراحلة روحية خالد الفنية انقطاع دام لأكثر من 8 سنوات بسبب حياتها الشخصية وبعدها عادت للفن وقدمت «الدفاع» مع أمينة رزق و«سلامة في خير» مع نجيب الريحاني و«أجنحة الصحراء» مع حسين صدقي و«حياة الظلام» مع ميمي شكيب.

عقوبة معجب
ظهور المعجبين والمطاردين في حياة الفنان ولكن حينما يصل الأمر إلى حد الازعاج للفنان، هناك الاختلاف في الطريقة التي يتعامل بها الفنان، وعن ذلك تحدثت الراحلة روحية خالد في أحد الأحاديث الصحفية عن موقف طريف لأحد المعجبين الذي كان يطاردها باتصالاته وإلحاحه عليها أن تقبل دعوته على العشاء سويًا، وكيف انتقمت منه بسبب تطفله عليها.

فقالت الفنانة الراحلة: «كي أتخلص من مطاردته لي وإلحاحه على بقبول دعوته على العشاء أخبرته بموافقتي وبعدها نزلنا من البيت وناديت التاكسي وطلبت من السائق أن يمضي بنا إلى الجيزة وسار بنا التاكسي لمدة ساعة ودفع حضرته حساب التاكسي».

وتابعت: «وفي المطعم طلبت إليه تناول بعض المقبلات قبل الطعام وبعد دفع الحساب اتجهنا إلى مطعم آخر، وطلبت أطباقا من جميع أنواع الطعام، لحوم وفواكه، وأكلت من كل صنف واستأذنت في الذهاب للحديث في التليفون، ثم غادرت المكان خلسة دون أن يشعر وتركته لدفع الحساب، وبعد ذلك علمت من المطعم أن المعجب الولهان لم يكن معه ما يكفي الحساب وأنه اقتيد إلى قسم الشرطة وبذلك تخلصت منه».

هي والأزواج الثلاثة
رغم ما كانت تحرص عليه الفنانة الراحلة من فرض السرية التامة حول حياتها الشخصية إلا أنه عرف عنها زواجها ثلاث مرات.
الأولى من المخرج أحمد بدرخان وقدمت معه «انتصار الشباب» عام 1941، و«على مسرح الحياة» عام 1942، والثانية من المستشرق البريطاني هيوارث دان، والثالثة من مؤلف مشهور.

علاقتها بسيد قطب
كان الزوج الثاني للراحلة روحية خالد المستشرق البريطاني «هيوارث دان»، أهم مستشرق إنجليزي كتب عن جماعة الإخوان، بل يسبق ريتشارد ميتشل في كتابه «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة»، وهو الذي دبر لسيد قطب المنحة إلى الولايات المتحدة للاطلاع على التجربة الأمريكية في تطوير التعليم والحرية والديمقراطية في عام 1949، وما إن وصل قطب إلى الولايات المتحدة وحط رحاله هناك إلا واستقبله دان وأسكنه ببيته.

وكانت روحية خالد تستقبل سيد قطب في منزلها بوسط البلد، عندما كان يأتى لزيارة زوجها هيوراث دان وشاهدته في أمريكا أيضا، وتأثرت ببعض كتاباته أهمها كتاب «العدالة الاجتماعية في الإسلام»، والذي أهداها نسخة قديمة منه الطبعة الأولى للباب الحلبى القديمة.

ورغم أن «هيوارث دان» كتب كثيرًا بالإخوان واختلط بهم عن قرب فاستطاع اخترقهم فعليا، بل ونقل خلافات كثيرة بينهم، وكان معروفا عن «هيوارث دان»، أنه دائم السكر والعربدة في شوارع القاهرة، وجاء ذلك ضمن بعض أوراق تركتها الفنانة الراحلة بعد وفاتها تقول فيها إنها كانت معجبة جدا بشخصية سيد قطب، وقيل إنها مثلت في مسرح الإخوان الذي أسسه البنا في الأربعينيات، وأنها هي التي حذرت سيد قطب من «هيوارث دان»، لأنه كان دائم السكر ومسرفًا في الشراب.

مولد ووفاة
ولدت روحية خالد يوم 13 يناير العام 1918 التحقت بأوائل دفعات معهد التمثيل المصري وتتلمذت على يد الفنان القدير زكي طليمات ثم التحقت بفرقة رمسيس، والتي كانت مملوكة للفنان يوسف وهبي، ثم تنقلت بين فرق أخرى فكانت بدايتها من المسرح العام 1935.

عرفت الفنانة الراحلة بحبها الشديد بزيارة ضريح السيد البدوي بمدينة طنطا، وفي إحدى المرات أثناء عودتها من الزيارة إلى القاهرة، انقلبت سيارتها بعد وقوع حادث تصادم مع سيارة نقل، فتهشمت السيارة تمامًا، ودخلت الفنانة في «غيبوبة» استمرت لساعات طويلة، ولكنها لم تصب بأي تشوهات أو كسور، وظلت بكامل صحتها إلى أن توفيت في 6 مايو 1990، عن عمر ناهز 72 عامًا، تاركة رصيدا هائلا من الأعمال الفنية تجاوز الخمسين عملًا.
الجريدة الرسمية