رئيس التحرير
عصام كامل

شمس البارودي تكتب: أين الأعمال التاريخية والدينية؟!


في مجلة "الكواكب"، عام 2017، كتبت الفنانة المعتزلة شمس البارودي، مقالًا، قالت فيه:

"قال الله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ".

وشهر رمضان بالنسبة لى أغلى أيام العام، له طقوسٌ روحانية خاصة بي؛ أُكثر من الأدعية، وبالطبع أقيم فروضي من الصلاة، وأختتم القرآنَ الكريم أكثر من مرة، وأحرص كل الحرص على تشغيل القنوات الدينية فقط، ويكفي أن صوت القرآن الكريم يمنح حالة من الجو الروحاني الرمضاني بالمنزل، مبتعدة تمامًا عن مشاهدة الدراما الرمضانية التي أصبحت تخلو من الأعمال الدينية والتاريخية التي كانت تميز الشهر الكريم، وتضفي نوعًا من الروحانيات في وسط الأعمال الاجتماعية.

قبل سنوات كانت الدراما التليفزيونية المصرية تشهد تنوعًا في المسلسلات بين التراجيدي والكوميدي والتاريخي والديني، لكن في السنوات الأخيرة تم تجاهل تقديم التاريخي والديني، بالرغم من أنها أعمالٌ تلتف حولها نسبة كبيرة من المشاهدين.

والسؤال الذي يحيرني: لماذا تخلى التليفزيون المصري عن دوره في الإنتاج؟! وأين المؤلفون الكبار الذين صنعوا بأعمالهم بصمات مهمة في تاريخ الدراما الرمضانية، أمثال الكاتب بهاء الدين إبراهيم صاحب "أبو حنيفة النعمان، والترمذي، وعصر الأئمة؟!"، وأيضًا من الأعمال القريبة إلى قلبي "إمام الدعاة"، عن حياة الشيخ الشعراوي وكفاحه في تفسير القرآن الكريم وتعليمه، ومسلسل "الإمام الغزالي".

كانت وجود مثل هذه الأعمال الرائعة في دراما رمضان بجانب الأعمال الاجتماعية إرضاء لمختلف الأذواق، ولكن مع الأسف تحولت الشاشة، بقدرة قادر، إلى أعمال مُسِفَّة تُقَدِّم أسوأ ما في مصر؛ من سلوك وأخلاق تسيء إلى صورة الشعب المصرى البسيط شعب الـ 7 آلاف سنة.

أيضًا، الشارع المصري والحارة المصرية كانت مرآة للجدعنة والشهامة في روايات نجيب محفوظ، فأصبحت في دراما رمضان تحوي مجموعة من البلطجية.

نحن نحتاج إلى مبدعين لتقديم الثقافة الإسلامية في الدراما التي من المفترض أن تلعب دورًا في تصحيح المفاهيم المغلوطة.

وأتخيل أنه لا بد من استغلال هذا الشهر الكريم لحماية الهُوية الإسلامية من أعمال العنف التي تقدم صورة سيئة للإسلام.
الجريدة الرسمية