رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الاحتفال برؤية أول هلال رمضان بعد الثورة


في عام 1953 دعت المحكمة الشرعية إلى احتفال كبير أقيم بدارها في الحلمية الجديدة برئاسة فضيلة الشيخ حسن مأمون ابتهاجا برؤية هلال شهر رمضان.


وكان هذا الاحتفال هو أول احتفال برؤية هلال رمضان بعد الثورة حيث يشهد هذه الاحتفالية قبل الثورة الملك والأعيان والأمراء ورجال الدين، إلا أنه هذا العام 1953 شهد الحفل عددا كبيرا من رجالات الدين والدولة وفى مقدمتهم اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية وجمال عبد الناصر وفضيلة شيخ الأزهر محمد الخضر حسين.

وتحرك الموكب من دار محافظة القاهرة في السادسة والنصف مساء وعلى رأسه الأميرال محمد فؤاد قومندان السوارى يتقدمه بعض الفرسان تحمل الحراب الرمزية والأعلام، وفرقة من الجنود المشاة وفرقة من البوليسوهى تعزف الموسيقى العسكرية واصطفت الجماهير على جانبى الطرق تحيى الموكب بهتافات وطنية، وعندما وصل الموكب إلى دار المحكمة عزف موسيقى السلام الوطنى وعندما وصل اللواء محمد نجيب استقبلته الجماهير بالهتاف قائدا للثورة.

وفى عام 1955 وفى دعوة لتوحيد الأهلة أصدر شيخ الأزهر عبد الرحمن تاج قرارا بتأليف لجنة من كبار العلماء برئاسة الحسينى سلطان وكيل الأزهر لبحث الوسائل الممكنة لإثبات الرؤية لتحديد بداية الصيام لجميع المسلمين.

وتتعدد في مصر مظاهر استطلاع هلال شهر رمضان عبر العصور المختلفة، وسجلت جريدة الأهرام عبر تاريخها مظاهر هذا الاحتفال طيلة 130 عاما منذ عام 1888 حتى العصر الحاضر.

ففى غرة رمضان من عام 1305 هـ الموافق عام 1888 نشرت جريدة الأهرام أن موكب رؤية هلال أول رمضان كان احتفالا شائقا فقد انتظم أهل الطوائف والحرف وأصحاب الطرق يهللون ويتبعهم جمع غفير من الناس ووجد الموظفون والأعيان يهنئون ببدء الصوم وإحياء الليالى بتلاوة القرآن الكريم.

وفى عام 1891 خرج الموكب الرؤية من سراى المحافظة برئاسة حضرة إبراهيم بيه نبيه معاون أول المحافظة تتقدمه الموسيقى العسكرية مارا من شارع محمد على إلى القلعة فالدرب الأحمر والغورية وميدان القاضى إلى النحاسين.

وفى عام 1901 خرج موكب الرؤية يتقدمه الخفراء وفى مؤخرته رجال البوليس سائرا إلى سراى المديرية يتوسطه موكب للقرع على الطبول، وفى 1923 سار موكب الرؤية إلى دار المحكمة الشرعية يتقدمه المشاة ورجال الطرق الصوفية وفرسان البوليس وينعقد المجلس العلمى بعد صلاة المغرب لسماع أقوال شهود الرؤية وان ثبتت انيرت المنابر واطلقت المدافع وبدأ قراءة القرآن الكريم في كل مكان ويعلن أن تكون ساعات العمل في الدواوين والمصالح طوال الشهر الكريم ثلاث ساعات فقط.

في عام 1932 الموافق 1351 هـ تتصدر الصحف الاحتفال برؤية هلال رمضان ويصور مظاهر الاحتفال بخروج مجاميع من الجيش المصرى يتقدمهم رافعي الأعلام والموسيقى سائرا من دار محافظة العاصمة حتى يجتاز باب الخلق فشارع محمد على حتى دار المحكمة العليا الشرعية في الخامسة مساء بمنطقة الحلمية القديمة.

في عام 1937 تعذر رؤية الهلال في القاهرة أو من مرصد حلوان وأوشك المجلس أن ينفض معلنا عدم ثبوت الرؤية لكن جاءت برقية من رئيس محكمة أسيوط تفيد ثبوت رؤية الهلال فأطلقت وزارة الحربية 21 طلقة وأمرت الأوقاف بإنارة مسجد الرفاعى ثم بقية المساجد بالقاهرة إعلانا لثبوت الرؤية.

وفى عام 1980 استطلعت دار الإفتاء الرؤية من مناطق الأهرام وبرج الجزيرة وحلوان والقلعة والقطامية، ويستمر هذا الاستطلاع إلى يومنا هذا إلى أن تنشئ الدول الإسلامية القمر الصناعى لتوحيد الأهلة.
Advertisements
الجريدة الرسمية