رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القارئ محمد يحيى الشرقاوي: أتحدث مع الله بقراءة القرآن و5 جنيهات أول أجر حصلت عليه

فيتو


  • حققت أمنيتى باللحاق بالإذاعة

إنهم فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى، وأكرمهم بحفظ كتابه وتجويده، فطبقَّتْ شهرتُهم الآفاق، وملأتْ أصواتُهم الفضاءات المختلفة، وعرفهم القاصى والدانى.

إنهم خيرُ خلفٍ لخير سلف، والنجومُ الزاهرةُ في دولة التلاوة، التي سوف تبقى صامدة، أصلُها ثابتٌ في أعماق الأرض، وفرعُها يُحلق في عَنان السماء، إنْ سقطَ منها فرعٌ، خرجتْ مكانَه فروعٌ متعددة.
في كلِّ "رمضان".. تتجددُ البكائياتُ على حاضر ومستقبل دولة التلاوة التي شيَّدتها أصواتٌ عامرة، وحناجرُ مباركة، أتقن الله صُنعها، وهيأها لمُهمة مقدسة، واصطفاها برسالةٍ خالدةٍ، تتجسَّدُ في حفظ القرآن الكريم، تجويدًا وترتيلًا، بدءًا من الرعيل الأول: محمد رفعت وعلى محمود وعبد الفتاح الشعشاعى، مرورًا بالمبدعين: مصطفى إسماعيل ومحمد صديق المنشاوى ومحمود خليل الحصرى ومحمود على البنا، وانتهاءً بدُرّة التاج عبد الباسط محمد عبد الصمد، ولكنَّ هذه البكائيات، وإنْ انطوتْ على تكريم وتقدير لهؤلاء العباقرة، فإنها تحمل في الوقت ذاه غُبنًا واضحًا وصريحًا لجيل من القراء الجدد الذين يُكملون ما انقطع، ويحافظون على ما تبقى من دولة التلاوة، ويصلون ماضيًا بحاضرٍ ومُستقبلٍ.
"فيتو".. تخصص أولى حواراتها الرمضانية مع القارئ الشيخ محمد يحيى الشرقاوي الذي يتميز بين مشاهير قراء القرآن الكريم أنه جمع بين الحسنيين: (جمال الصوت والتمكن من حفظ القرآن)، لذا ذاع صيته في مصر والعالم العربي والإسلامي نظرًا لشدة التزامه بأحكام التلاوة وتجويده المتقن وتواضعه الجم واعتداده بنفسه ووقاره المستمد من جلال القرآن حيث لقب بـ"كروان الغربية" والى تفاصيل الحوار :

*حدثنا عن النشأة؟
ولدت بقرية مسهلة بمحافظة الغربية في أسرة ريفية، "والدى رحمة الله عليه كان شيخ بلد بالقرية وتربيت ونشأت على التدين من صغر سنى وأنا أذهب إلى المسجد وأحافظ على الصلاة، حيث كان جدي لوالدتي من علماء الأزهر وحاصل على شهادة العالمية، ومن حفظة كتاب الله وكانت أمنية حياة والدتى أن يجعل الله من أولادها حافظا وقارئا للقرآن الكريم حيث كانت مُحبة وعاشقة لأصوات القراء، على رأسهم الشيخ راغب غلوش وتلك هي التي ربت بداخلى الاستماع إلى القراء والأصوات الحسنة".

*ماذا عن كواليس حفظك لكتاب الله؟
"والدي عندما وجد عندى الموهبة وملازمتي للقراءة داخل المسجد أحضر لى الشيخ عبد الرازق يوسف لتحفيظى القراءة وأكرمنى الله خلال عام بحفظ القرآن كاملا، ولكن من الملابسات والمفارقات في حفظ القرآن كنت أحفظ في اليوم الواحد ربع جزء وأذهب للشيخ لتسميعه، وأسرتي هي من نمت عندي تلك الموهبة وأشقائي جميعا بجوارى وفرحين بما وصلت إليه، ومن الأسماء التي حرصت على سماعها في المقدمة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، فأتعبد بسماع قراءة القرآن بصوته، والشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل والمنشاوى، وكل قراء الجيل القديم عمالقة وكنت أحسبهم يبلغون رساله سامية، وأيضا الشيخ الليثى تأثرت كثيرا بصوته".

*ماقصة التحاقك بالإذاعة؟
"كانت لدى أمنية الالتحاق بها وأن أكون على نهج القراء العظماء الكبار، وتمنيت من الله الالتحاق بها وأجتهد وأبحث ما هي الشروط المتوفرة، فمن المفترض أن يكون القارئ حافظا للقرآن جيدا مع التجويد والقراءات السليمة ووجود علم لديه ودراية بالنغم والانفراد بالأداء، وأنا في الصغر كنت أقوم بتقليد القراء، ولكن بعد ذلك أصبح لدى طابع خاص بالقراءة".
و"تقدمت بأوراقى للإذاعة وعندما وصلنى الخطاب للحضور أمام اللجنة للاختبار ذهبت أمام اللجنة في عام 2005 وفى تلك الفترة أعطونى مهلة 6 شهور لضبط النغم، حيث لم يكن لدى دراية فبدأت أمارس وأتمرن جيدا، لكن لم يصلنى أي إخطار من الإذاعة فتقدمت بطلب مرة أخرى ودخلت للمرة الثانية فتم اعتمادى من أول اختبار وكانت اللجنة مكونة من الشيخ محمد الطبلاوى والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، وكان شيخ المقارئ المصرية آنذاك، والدكتور المعصراوي ولجنة من الإذاعة والموسيقيين، وتم اعتمادى في 2011".

*ماذا عن أول أجر تتقاضاه؟
"كنت اقرأ في مناسبة عزاء بقرية بجوار محل إقامتى أعطونى 5 جنيهات، وكانت بالنسبة لى حب للقراءة وليست مهنة، حيث كان لدى حب كبير وعشق للقراءة، وما زلت حتى الآن أواظب على قراءة ورد خاص لا يقل عن 3 أجزاء أو جزأين بالصوت يوميا، "فالقراءة جزء لا يتجزء من حياتى الشخصية فأعتبرها هي المتنفس الوحيد للحديث مع الله ومع نفسى، وهى شىء مفروغ منه، وعلاقتى بكل القراء طيبة وأكون حريصا دائما على حُسن علاقتى معهم جميعا، وأنظر إليهم أن كل شخص أعطاه الله القرآن في صدره فهو اصطفاء من الله، فأنا أحب كل القراء، وكل من هو حامل لكتاب الله، ومن أقربهم إلى نفسى في جيلى وصديقى الشيخ رضا جمعة منصور والشيخ أحمد سالمان".

*حدثنا عن رحلاتك الخارجية؟
"سافرت لدول كثير في شهر رمضان منها: لبنان والعراق وباكستان وكيب تاون وأفغانستان وإيران قبل منع السفر إليها".

*ماهى يومياتك طوال العام؟
"يوميا اقرأ الورد الخاص بي وأيضا الممارسة بالصوت من نصف ساعة إلى ساعة يوميا في المنزل فحياتى كلها القرآن فهو صديق عزيز لو تركته لتركك فيجب أن تكون أنت الأقرب بعلاقتك به".

*كيف ترى دولة التلاوة في مصر؟
دولة التلاوة قائمة، فمصر معروفة بمنشأ القراء، ويحاول الجيل الجديد التأثر بالقديم والجميع يسير على النهج وكل يوم تنمو دولة التلاوة، وهي باقية ببقاء الأزهر بمصر ومعاهد والقراءات وكليات القرآن الكريم، حيث إن مصر هي منارة العلم الدينى في العالم والدين الوسطى ولذلك دولة القراءة ستظل باقية.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية