رئيس التحرير
عصام كامل

الطب الشرعي البريطاني يؤكد صحة تقرير مصر عن وفاة سائحين بالغردقة

فيتو

كشف الطب الشرعي البريطاني، اليوم الأربعاء، عن سبب وفاة زوجين بريطانيين خلال شهر أغسطس الماضي، في أحد فنادق "شتايجنبيرج" بالغردقة.


وتوفي جون كوبر "69 عاما" وزوجته سوزان "63 عاما" في 21 أغسطس العام الماضي بعد إصابتهما بمرض أثناء إقامتهما في الغردقة.

وأكد الدكتور نيك جنت، كبير الاستشاريين في الهيئة العامة للصحة بإنجلترا أن الإشعاعات والتسمم بأول أكسيد الكربون أو التسمم الغذائي لم يكونوا أسبابا في وفاتهم، بحسب صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.

وأوضح الطبيب البريطاني، أنه رغم عدم معرفة السبب الحقيقي للوفاة، إلا أنه من المرجح أن يكونا قد تعرضا لعامل بيولوجي معدٍ -يما يتوافق مع تقرير النائب العام حول إصابتهما ببكتريا إيكولاي-.

وفي سبتمبر الماضي أكدت النيابة العامة المصرية في بيان لها أن تقرير الطب الشرعي الخاص بوفاة السائحين البريطانيين جون جيمس كوبر وسوزان الين كوبر في أحد فنادق الغردقة بالبحر الأحمر، جاء نتيجة إصابتهما ببكتريا «إيكولاي» «E - Coli" والتي تسبب الإسهال الشديد والقيء المسبب للغثيان، وهو أمر يعد من عوامل الخطورة، نظرا لكبر سنهما ما أدى إلى زيادة شدة النزلة المعوية للمتوفيين وتأثيرها الشديد المتمثل في ضيق الشرايين التاجية الثلاثة.

وكان النائب العام المستشار نبيل صادق كلف بالتحقيق في القضية رقم 6545 لسنة 2018 إداري الغردقة، بشأن وفاة سائحين بريطانيين في أحد الفنادق بالبحر الأحمر كما أمر بإجراء الفحوص المعملية لبيان سبب الوفاة، وندب لجنة من أساتذة كلية الهندسة المختصين بجامعة جنوب الوادي لفحص الأجهزة الموجودة بالغرفة، وندب لجنة من أساتذة السموم بالجامعات المصرية وخبراء المعامل المركزية بوزارة الصحة لإجراء التحاليل المعملية اللازمة.

وشملت التكليفات ندب لجنة من مديرية الصحة بالغردقة لسحب عينات من مياه الشرب بالفندق، وكذلك عينات من الأغذية والمشروبات التي تقدم للنزلاء، وتكليف لجنة من خبراء هيئة الطاقة الذرية لفحص غرفة المتوفيين ومتعلقاتهما.

وأوضحت النيابة العامة أنه بتاريخ 13 أغسطس الماضي وصل السائحان جون كوبر وزوجته سوازن الين كوبر إلى فندق شتيجنبر جر أكوا ماجيك بمدينة الغردقة، وبرفقتيهما نجلتهما وأحفادهما ضمن فوج سياحي قادم من إنجلترا للإقامة بالفندق لفترة تنتهي في 27 أغسطس.

وأشارت النيابة إلى أنه في تمام الساعة 11 ونصف صباح يوم 21 أغسطس؛ استدعت نجلتهما طبيبي الفندق لتوقيع الكشف الطبي على والدها، وتبين للطبيب وفق ما تضمنه تقريرهما أن جون كوبر كان يعاني من قيء وإسهال منذ الساعة 2 فجر ذلك اليوم، وأن الطبيبين قدما له العلاج الذي رأيا أنه لازم لحالته، وهو عبارة عن محلول «رينجر» وحقنة «ديكساميسزون» لمدة ساعة تقريبا، إلا أن حالته تدهورت حتى توفى في غرفته، وأفاد الطبيبان المعالجان أن سبب الوفاة هو توقف عضلة القلب والتنفس.

وأضافت النيابة في بيانها أنه أثناء ذلك أبلغت الزوجة سوزان ابنتها بإحساسها بالإعياء، فاصطحبتها والطبيبان إلى عيادة الفندق للعلاج، وتلاحظ للطبيبين عدم استجابتها لما قدماه من علاج، فاستدعيا سيارة إسعاف نقلتها لأحد المستشفيات التي أفادت بأن السيدة سوزان وصلت في حالة توقف للدورة الدموية والتنفسية، ولم تستجب لإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي التي استمرت لمدة 30 دقيقة، وإعلان وفاتها الساعة 12 و5 دقائق مساءً.

وعقب إعلان النيابة العامة انتقل فريق من محققيها إلى الفندق، والتحفظ على الغرفة رقم 5107 التي كانا يقيمان فيها، بالإضافة إلى جميع متعلقاتهما، بما في ذلك العقاقير الطبية الخاصة بهما، وانتقل فريق من النيابة إلى مستشفى الغردقة العام لمناظرة جثماني المتوفيين لتبين وجود أي علامات تشير إلى حدوث عنف جنائي أو مقاومة أم لا.

وقررت النيابة العامة تكليف الطب الشرعي لتشريح الجثامين وإجراء الفحوصات الطبية والمعملية لبيان سبب الوفاة، وندب لجنة من أساتذة كلية الهندسة المختصين بجامعة جنوب الوادي لفحص الأجهزة الموجودة بالغرفة التي أقاما بها، لما ذكرته ابنتهما وحفيدتهما من وجود رائحة غريبة بالغرفة، وندب لجنة من أساتذة السموم بالجامعات المصرية وخبراء المعامل المركزية بوزارة الصحة لإجراء التحاليل اللازمة، وندب لجنة من مديرية الصحة بالغردقة لسحب عينات من مياه الشرب بالفندق، وعينات من الأغذية والمشروبات التي تقدم للنزلاء، فضلًا عن إجراء فحص طبي للعاملين بالأغذية والمشروبات بالفندق، وتكليف لجنة من خبراء هيئة الطاقة الذرية لفحص غرفة المتوفين ومتعلقاتهما.

وأكدت النيابة العامة أن تقرير الطب الشرعي أفاد بخلو جثماني المتوفين من ثمة إصابات أو علامات تفيد بحدوث عنف جنائي أو مقاومة، وأنه بفحص جثمان جون كوبر 69 سنة، تبين أنه كان يعاني من تضخم في عضلة القلب، وضيق يقدر بنحو 80% بالشريان التاجي الأمامي النازل وفرعه المائل، وضيق متوسط يقدر بنحو 70% بالشريان التاجي الأيمن، وضيق متوسط بالشريان المحيطي الأوسط يقدر بنحو 50%.

وأظهر الفحص المعملي لدم المتوفي وجود مادة الكحول الإيثيلي مقدارها 4 من عشرة في الألف، فضلًا عن أن الفحص أظهر وجود آثار لأيض الحشيش، وأن الوفاة كانت نتيجة لتوقف عضلة القلب بسبب بكتيريا " الايكولاي".
الجريدة الرسمية