رئيس التحرير
عصام كامل

"منجد العرائس".. "عم عبده" يتمسك بمهنة أجداده في مواجهة المراتب الجاهزة

عبده محمد شهاب الدين،
عبده محمد شهاب الدين، منجد القرية

محل صغير داخل حارة ضيقة، أمامه قصاصات الأقمشة وبقايا الذهب الأبيض ملقاة على الأرض. تسمع أغاني الزمن الجميل في المكان. تشعر وكأنك في مصر الستينيات. تستعيد ذكريات ماضٍ جميل اندثر مع التقدم التكنولوجي الهائل.


داخل إحدى قرى مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية وبالتحديد قرية "شنوان"، يجلس "عبده محمد شهاب الدين"، منجد القرية، والذي يحتفظ بمهنة آبائه وأجداده، لينجد المراتب والوسادات على الطريقة القديمة بعيدا عن المراتب الجاهزة بمنتج الـ"ڤايبر".

بدأ منجد القطن المهنة في سن صغير، وأتقنها تماما وهو في سن الثانية عشر، إذ كان يصر على ملازمة والده ليتعلم منه المهنة علَّها تكون مصدر الدخل الذي يستطيع من خلاله تكوين نفسه، والاعتماد عليه في توفير احتياجات أسرته بعد ذلك، وللحفاظ على إرث أجداده.

حتى بضع سنوات قريبة كان الرجل بمنزلة مصدر السعادة والفرحة عندما كان ينجد للعرائس والمقبلين على الزواج، حتى أن الجميع بشنوان أطلقوا عليه ألقاب "صاحب السعادة.. منجد العرائس"، دون أن يعلم أنه سيأتي اليوم الذي تعاني مهنته شبح "الانقراض" أمام المنتجات الحديثة.

ويقول المنجد "عبده" لـ "فيتو": إنه يواجه صعوبات حالية في المهنة بعد أن اتجه الجيل الحالي من الشباب والمقبلين على الزواج إلى شراء المراتب الإسفنجية والتي تبدأ أسعارها من 1500 جنيه، إلا أن كبار السن ما زالوا يحتفظون بالعادات القديمة ويتمسكون بالتنجيد اليدوي بالقطن.

وتابع: "المراتب القطنية اقتربت من الاختفاء بالرغم من أن أسعارها ليست باهظة، حيث يبلغ سعر المرتبة القطن 500 جنيه فقط، إذ إن كيلو القطن النظيف بـ 20 جنيها، والأقل بـ 15 جنيها، وهناك بـ 12 جنيها، والعوادم بـ10 جنيهات".

ويضيف عبده أنه اتجه في الفترة الأخيرة لشراء المراتب الإسفنجية لمسايرة الاتجاهات الحديثة للشباب، إلا أنه ما زال يحتفظ بمهنته في تنجيد القطن حتى الرمق الأخير، مشيرا إلى أنه سيبقى كما كان قديما "منجد العرائس".
الجريدة الرسمية